ads
ads

كيف تحوّل دعم واشنطن لإسرائيل إلى نقطة خلاف حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين؟

لقاء ترامب ونتنياهو
لقاء ترامب ونتنياهو

لم يعد الدعم الأمريكي لإسرائيل محل إجماع داخل الساحة السياسية في الولايات المتحدة، بعدما تحول خلال السنوات الأخيرة إلى قضية خلافية متزايدة داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، في تغير لافت عن عقود طويلة من التوافق شبه الكامل.

وخلال مناسبة رسمية أُقيمت في البيت الأبيض، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن نفوذ اليهود في الولايات المتحدة لم يعد كما كان في السابق، في إشارة فُسرت على أنها رسالة سياسية موجهة إلى القاعدة اليهودية التي اعتادت دعم الحزب الديمقراطي، في وقت تشهد فيه أجنحة واسعة من الحزب تحولات نحو مواقف أكثر انتقاداً لإسرائيل وأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين.

ويخشى مراقبون من أن يتعمق هذا الاتجاه داخل الحزب الديمقراطي مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، لا سيما في ظل صعود شخصيات محسوبة على التيار اليساري، وهو ما قد ينعكس على طبيعة الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل داخل الكونغرس.

في المقابل، لم يعد الحزب الجمهوري بمنأى عن هذه التحولات. فرغم أن ترامب يُعد من أكثر الرؤساء دعماً لإسرائيل، فإن جزءاً من القاعدة الصلبة المحيطة به، والمعروفة باسم تيار “أمريكا أولاً” (MAGA)، يتبنى مواقف انعزالية ترى في الدعم الأميركي لإسرائيل تعارضاً مع أولويات السياسة الداخلية، إلى جانب بروز خطاب يُتهم بحمل مضامين معادية لليهود.

وتبرز في هذا السياق شخصيات إعلامية وسياسية مؤثرة داخل اليمين الأميركي، عبّرت صراحة عن رفضها للسياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل، وانتقدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، كما عارضت أي تصعيد أميركي ضد إيران. وتعمل بعض هذه الأصوات على إدخال بنود مناهضة لإسرائيل ضمن البرامج السياسية للحزب الجمهوري، في سابقة تعكس عمق التحول الجاري.

ورغم أن هذا التيار لا يزال أقلية داخل الحزب الجمهوري، إلا أن حضوره المتنامي وتأثيره الإعلامي يثيران قلقاً متزايداً، خصوصاً في ظل غياب مواقف حاسمة من قيادة الحزب لاحتوائه أو الحد من تمدده.

ويشير محللون إلى أن الجدل حول دعم إسرائيل بات مرشحاً لأن يكون أحد الملفات المركزية في الحملات الانتخابية المقبلة، سواء لدى الجمهوريين أو الديمقراطيين، وهو تطور لا يمكن لإسرائيل أو للجالية اليهودية في الولايات المتحدة تجاهله.

ويؤكد مراقبون أن المشهد الحالي يختلف جذرياً عما كان عليه في الماضي، حين كان دعم إسرائيل يشكل نقطة التقاء نادرة بين الحزبين. ومع تصاعد الاستقطاب السياسي، يحذر خبراء من انتقال الصراعات السياسية الإسرائيلية الداخلية إلى الساحة الأميركية، لما قد يحمله ذلك من تداعيات سلبية على مكانة إسرائيل وعلى أوضاع اليهود في الولايات المتحدة.

ويأتي هذا الجدل في وقت تتزايد فيه مظاهر التقاء أطراف من اليمين واليسار الأميركيين عند خطاب معادٍ لليهود، ما يعكس تحولات أعمق في المزاج السياسي الأميركي، ويضع مستقبل الدعم التقليدي لإسرائيل أمام اختبار غير مسبوق.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة تونس و تنزانيا في ختام دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا 2025