لفت فتحي باشا آغا الأنظار بالتعاقد بنفسه على صفقات الأسلحة التركية لحكومة الميلشيات في العاصمة الليبية وتفقده لمصانع التسليح التركي ، وزير الداخلية فيما يسمى بحكومة الوفاق في طرابلس، فلم يكن من المعتاد أن يتولى وزير الداخلية في أي بلد التعاقد على صفقات التسليح أو حتى استعراض الأسلحة التي سوف يتم توريدها لبلاده من مؤسسة عسكرية أخرى في بلد أجنبية. وأكثر من ذلك أن باشا آغا، وفقا لما هو معلن حتى الان، سوف يتولى بنفسه بعد ذلك توزيع المدرعات التركية التي تترقبها الميلشيات على عدد من الجماعات المسلحة في مصراتة وسط غياب كامل لما تبقى من ضباط المؤسسة العسكرية الليبية المتواجدين في طرابلس. أما أهم ما لفت في مشهد تولي باشا آغا لملف التسليح التركي، المخالف لقرارات الأمم المتحدة، هو أن فائز السراج نفسه، رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق، هو القائم بمهام وزير الدفاع في هذه الحكومة، وهو ما طرح تساؤلات عن سبب كف يد السراج عن ملف السلاح التركي وعن حقيقة الصراع المكتوم بين باشا آغا وبين السراج .
تعود الجذور العائلية لفتحي باشا آغا لتركيا، وهو ما يتضح من اسم عائلته، فعلى الرغم من ان باشا آغا مولود في مصراتة إلا أن عائلته لا تحمل في نهاية اسمها لقب المصراتي مثل كل العائلات العريقة في مصراتة. ويشترك فتحي باشا آغا مع فائز السراج في الجذور التركية التي يحن لها كل من الرجلين، ولكن مع ذلك فقد استطاع فتحي باشا آغا أن يمسك بأوراق علاقات ليست فوق مستوى الشبهات مع حلف الناتو قبل ظهور فائز السراج على ساحة المشهد السياسي في ليبيا. فبحكم خبرة فتحي باشا آغا كطيار سابق في الجيش الليبي خلال فترة حكم العقيد معمر القذافي فقد أمد باشا آغا حلف الناتو بإحداثيات القوات الليبية على الأرض وتولت طائرات الناتو قصفها في خيانة واضحة لبلاده كوفئ عليها من حلف الناتو بمنح باشا آغا الضوء الأخضر ليستحوذ على مفاتيح مخازن الجيش الليبي ليقوم بعدها بتوزيع أسلحة ومدرعات الجيش الليبي على ميلشيات مصراتة على اعتبار أن باشا آغا قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع كان يشغل ما يسمى بالمنسق العسكري لمجلس مدينة مصراتة. وهو ما أهله بعد ذلك ليكون مندوب الناتو في طرابلس ولأن يكون ولاء ميلشيات مصراتة لباشا آغا مباشرة وليس للسراج الذي تتوجس منه ميلشيات مصراتة بسبب وجود 1000 جندي إيطالي من مشاة البحرية الإيطالية لحمايته شخصيا في طرابلس.