لا تزال العاصمة الهندية نيودلهي تمر بأسوأ موجة عنف طائفي منذ سنين، حيث ارتفعت حصيلة ضحاياها حتى اليوم الخميس إلى 35 قتيلا، بينهم شرطي واحد، وأكثر من 200 مصاب، بمن فيهم أطفال.
وجاء ذلك بعد أربعة أيام من أعمال العنف والمواجهات العنيفة شمال شرقي العاصمة بين حشود من مواطنين هندوس ومسلمين باستخدام الأسلحة النارية والسكاكين والعصي، وذلك على خلفية قانون الجنسية الجديد المثير للجدل والذي يسهل منح الجنسية الهندية للمهاجرين من أفغانستان وبنغلاديش وباكستان شريطة ألا يكونوا مسلمين.
وأفادت قناة NDTV الهندية بأن بين ضحايا أعمال العنف في العاصمة سيدة مسنة (85 عاما)، وقد توفيت حرقا داخل منزلها عندما أضرم حشد غاضب النار فيه.
وكسر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أمس صمته إزاء هذه التطورات التي تزامنت مع زيارة دولة وصل بها إلى البلاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ دعا المواطنين إلى "السلام والأخوية"، لكن هذه الدعوة أعقبتها أنباء عن أعمال شغب جديدة في شمال شرقي العاصمة.
وقبل ساعات من ذلك، زار مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، المناطق المتضررة، حيث تعهد بأن الحكومة "ستعيد إحلال السلام".
في غضون ذلك، حثت المحكمة العليا في العاصمة الشرطة على رفع دعاوى ضد الذين يلقون خطابات تؤجج الكراهية وتحرض على العنف، بمن فيهم أربعة قيادات في حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم الذي يتزعمه مودي.
وسبق أن أفادت وسائل إعلام دولية بأن موجة العنف الأخيرة بدأت بدخول حشود من القوميين الهنود مناطق ذات أغلبية مسلمة في شمال شرقي العاصمة، حيث اقتحموا منازل سكان محليين وأضرموا النار فيها واعتدوا بالضرب على المارة.