بطلّته الجميلة وابتسامته التي تشرح القلوب وتدخلها ببساطة، تمكن الفنان صانع السعادة عبد السلام النابلسي أن يجد مكانا في قلوب الجمهور، فأمتعنا وأضحكنا ولا يزال يسيطر على العقول بأعماله الفنية الخالدة، فهو مدرسة في عالم الكوميديا تتعلم منه الأجيال القادمة، وتحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث ولد يوم 23 أغسطس عام 1899.
عبد السلام النابلسي
الأيام الأخيرة في حياة عبد السلم النابلسي
كانت السنوات الأخيرة في حياة عبد السلام النابلسي صعبة للغاية ،بعدما أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه، ويعني ذلك ايضاً إفلاس النابلسي ، بسبب أنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك، وازدادت شكواه من آلام المعدة، فتحكي الفنانة صباح التي كانت برفقته في تونس خلال تصوير فيلم 'رحلة السعادة' ، إنها كانت تسمع تأوهات ألم النابلسي من الغرفة المجاورة بالفندق، بالرغم من أنه كان يحرص على أن يفتح صنابير المياه حتى يستطيع ان يعلو صوت توجعاته.
عبد السلام النابلسي
وبسبب شعور النابلسي باقتراب، كان يترك مفتاح غرفته من الخارج، وبعد انتهاء تصوير الفيلم وعودته إلى لبنان زادت حالته تزداد سوءا وامتنع عن الطعام قبل أيام من رحيله حتى رحل عن الدنيا يوم 5 يوليو 1968 .
عبد السلام النابلسي وزوجته
لم تقف معاناة النابلسي عند هذا الحد بل أن بعد وفاته لم تجد زوجته مصاريف الجنازة، فتدخل صديقه الفنان فريد الأطرش وتكفل بالمصاريف، وعلم الاطرش من الصحف عن وفاة صديقه وانهار مريضا حزنا على وفاته.
عبد السلام النابلسي
وقالت صديقة النابلسي الفنانة زمردة بعد وفاته بأيام قليلة سرا يتعلق بحقيقة مرضه، فأكدت أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أثير ولكنه كان مريضا بالقلب منذ 10 سنوات. وكان يحرص على إخفاء ذلك حتى عن أقرب الناس إليه حتى لايتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم، وأوضحت أنها عرفت ذلك بالصدفة وذلك حين بعث معها بعض التقارير الطبية إلى الطبيب العالمي د. جيبسون والذي كان يشرف على علاج فريد الأطرش، وهو الذي أخبرها بحقيقة مرض عبد السلام النابلسي دون أن يعرف أن النابلسي يخفي ذلك.
جثمان عبد السلام النابلسي مغطي بالورود
وبعد عودتها واجهت النابلسي بما عرفته، فبكى أمامها واستحلفها أن تحافظ على هذا السر وهو قامت به بالفعل حتى رحيله في 5 يوليو 1968 التي حدثت على إثر أزمة قلبية حادة.