ولدت سمراء النيل الفنانة مديحة يسري بإسم غنيمة خليل حبيب ولكن بعض المصادر تقول أن إسمها هنومة حبيب خليل، في مدينة القاهرة في عام 1918، وتميزت بملامح مصرية جذابها في فترة طفولتها
مديحة يسري
بدأت تعليمها فى مدرسة الفنون، حيث اكتشفها المخرج محمد كريم وقدمها للمرة الأولى في دور صغير عام 1942 في فيلم ممنوع الحب أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، وشاركت معه أيضا بدور صغير في فيلم رصاصة في القلب، مما أقدم على تقديمها للبطولة المطلقة لأول مرة في حياتها من خلال فيلم أحلام الشباب، الذي ذاع صيتها وقت عرضه بالسينمات ليحقق على نجاحا كبيرا لتنطلق البطولة المطلقة أمامها الذي كتب شهادتها الفنية بسرعة الصاروخ.
أرسلت مديحة كامل صورة لها إلى مجلة الكواكب وحصلت على لقب أفضل وجه في خلال تلك الفترة حتى شاهدها الكاتب الكبير عباس محمود العقاد وأعجب بها بدرجة كبيرة فطلب منها ان تحضر صالونه الأدبي ورشح لها مجموعة من الكتب لكي تصبح مثقفة مع مرور الوقت بدأ العقاد يتعلق بالفنانة مديحة يسري لدرجة انه طلب يدها للزواج لكنها رفضت لفارق السن بينهما، مما حزن كثيرا عباس العقاد بسبب رفضها طلبه لأنه كان يحبها بدرجة شديدة وتعلق بها.
مديحة يسري
بعد ذلك تعرفت على الفنان والمطرب محمد أمين الذي عرض عليها الزواج فوافقت واستمرت تلك الزيجة أربعة سنوات وخلال هذا الزواج حدثت قصة حب بينها وبين الفنان أحمد سالم خلال عملهم سويا في فيلم المستقبل المجهول فطلبت الطلاق من زوجها وأعتبرها الزوجة الخائنة بسبب إقامتها علاقة مع رجل غيره وهي متزوجة منه الأمر الذي صدم الوسط الفني بأكمله في تلك الفترة وتزوجت احمد سالم واستمر هذا الزواج لمدة عام ثم تركها وتزوج اسمهان.
في عام 1954 تعرفت على الفنان محمد فوزي وحدثت بينهما قصة حب فتزوجها واستمر هذا الزواج لمدة 10 سنوات وقد شاركته في كثير من أفلامه واسسا سويا شركة لإنتاج الأفلام، الذي ساعدها في حياتها العملية على أن تخطو خطوة كبيرة من خلال تلك الشركة عرفها الجمهور في أنحاء العالم وأصبحت من نجمات الفن التي لهن بصمة كبيرة.
مديحة يسري
أنجبت مديحة يسري من محمد فوزي فتاة وشاب، البنت رحلت في فترة الصغير مما أثر فيها خاصة أنها كانت تعشق الفتيات، والولد عمرو توفي في حادث سيارة وهو في عمر الـ 26 عاما وقد كان بطل مصر في رياضة الكاراتيه وحقق على بطولات كثيرة وقد جلب لها السعادة قبل وفاته من خلال مواقفه التي يتحاكى عنها الفتيات التي وقعن في حبه، الأمر الذي أفزعها بشكل كبير خاصة أن الجميع قال لها بأنك لن يعيش لك أولاد حتى لو تزوجتي مرة أخرى.
مديحة يسري
بعد رحيل نجلها عمر الذي توفي في حادث سيارة قررت أن تعتزل التمثيل نهائيا بلا رجعة وأصيبت بحالة من الإكتئاب الشديد، ولكن أصدقائها في الوسط الفني نصحوها بأن ترجع لكي تتغلب على همومها.
مديحة يسري
في فترة من الفترات قابلت الشيخ سلامة الراضي، حيث كانت تجمعه علاقة صداقة كبيرة بزوج أختها، وأعجبها بفنها وجمالها وفي تلك الفترة كانت في عز شهرتها وذاع صيتها ثم عرض عليها الزواج فوافقت واشترط عليها أن تعتزل الفن وبعد فترة عاد الشيخ سلامة لزوجته الاولي فطلبت مديحة يسري الطلاق وبالفعل انفصلوا عن بعض.
وفي أيام جمال عبدالناصر تحفظ على جميع ممتلكاتها التي كانت تدخرها لوقت الضيق لكنه أخذ كل شي حتى القصر التي كانت تستقله أخذ منها، مما اضطرت أن تسكن في مكتبها، وفي أواخر التسعينيات أمر الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بتعيينها عضوا في مجلس الشورى.
توفيت مديحة يسري يوم الأربعاء 30 مايو 2018 في مستشفى المعادي العسكري بعد صراع مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
