أسرار سمير صبري (4).. أحببت صوت أم كثلوم وكنت أخشى الإقتراب منها لهذا السبب

نرصد في الحلقة الرابعة من سلسلة أسرار سمير صبري علاقته بكوكب الشرق أم كلثوم، مقتبسين بعض القصص من كتابه الذي يحمل اسم 'حكايات العمر كله'، والذي يروي خلالها العديد من المواقف مع الشخصيات العامة الذي تعامل معهم على مدار حياته.

سلسلة أسرار سمير صبري

وترصد 'أهل مصر'، في سلسلة أسرار سمير صبري، العديد من القصص والأسرار التي رواها في كتابه، حيث نقتبس منه بعض الحكايات على لسان الفنان القدير.

علاقة سمير صبري وكوكب الشرق منذ البداية

إذا رجعت بالذاكرة لبداية علاقتي بصوت أم كلثوم، أجد أنها بدأت وأنا طفل صغير؛ لأن خالاتي الخمس، كن يرأسن جمعيات خيرية في الإسكندرية، وكان هم هذه الجمعيات هو أن تحيي حفلها السنوي سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، وعلمت عندما كبرت أن أم كلثوم لم ترفض أبدًا إحياء هذا النوع من الحفلات الخيرية، ودون مقابل، رغم أن أجرها في ذلك الوقت كان ألف جنيه في الحفلة وكانت تدفع هي بنفسها أجر الموسيقيين في كل الحفلات الخيرية.

اللقاء الأول مع أم كلثوم

أول مرة أتذكر فيها حضوري حفلا لأم كلثوم، كان عمري 4 سنوات، وأخذتني والدتي وخالاتي معهن إلى الحفل؛ لأنهن لم يرغبن في تركي وحيدا في المنزل، وكان حفلا نظمته جمعية الجذام الخيرية بمسرح الهمبرا في الإسكندرية، وهو مسرح مهول يتسع ل1800 شخص، جلست في الصف الأول ونمت، طوال الحفل، لم أكن أفهم كلامها، ولم تعجبني الموسيقى، حيث كنت مغرما وقتها بموسيقى محمد فوزي وليلى مراد، وأفلام فريد الأطرش الاستعراضية.

أم كلثوم كانت تحدث حالة طوارئ في الأستوديو

دارت الأيام وذهبت للقاهرة، ودخلت الإذاعة المصرية، وبدأت هي خلال عملي في الإذاعة أتعرف على كوكب الشرق، التي كانت تربك الإذاعة عند مجيئها إليها، لأنها كانت تحدث حركة غير عادية عندما تأتي لتسجيل أغنياتها، كان المرور في الممرات المجاورة لأستودیو 35 الذي تتواجد فيه الست ممنوعًا، كانت الحركة والضوضاء ممنوعة، حالة طوارئ رهيبة.

أم كلثوم الصديقة لعبد الناصر

أحيانا كانوا يسمحون لنا في بعض الأوقات بالمرور داخل ذلك الممر، كنت أتسلل وأدخل غرفة مهندس الصوت الزجاجية؛ لمشاهد أم كلثوم بأناقتها ونظارتها السوداء السميكة، تجلس أمام الموسيقيين وبدأت من تلك اللحظة أدرك حلاوة صوت واحساس الست، لكن لم أجرؤ على الحديث معها، أو طلب صورة كما فعلت مع عبد الحليم لأن شخصيتها القوية كانت تجعل الإنسان يخشى الاقتراب منها والكل كان يعرف أنها الصديقة المقربة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وزوجته تحية هانم کاظم؛ أي إنها قريبة من السلطة، وانها الهرم الرابع في مصر، فالبعد عنها أحسن.. و'خلينا بعيد .. بعيد أسلم كما شددت هي في فيلم سلامة'، من كلمات الشاعر بيرم التونسي.