أيام ونستقبل عام جديد لا نعلم خباياه. هل سيشهد انتعاشة سينمائية أم ركود مثلما حدث في 2020؟ اسئلة ليس لها إجابة ولكن هناك ملامح بدأت تظهر قد تطمأن محبي السينما في مصر، حيث نجد مجموعة من الأفلام تم الإعلان عن تقديمها في 2021 بتكلفة إنتاجية كبيرة وعودة مخرجين ومؤلفين للساحة بعد غياب سنوات.
* أفلام 2021
يتمنى محبي السينما أن يكون العام المقبل، عامًا مليئًا بالأفلام كي يعوضوا عدم استطاعتهم من مشاهدة الكم الكافِ في عامنا الجاري، فعلى الرغم من عرض مجموعة من الأفلام في عام الكورونا إلا أنه لم يحدث تشبع لهواة زيارة دور العرض السينمائي، لذا نرصد عدد من الأفلام ضخمة التكاليف المنتظر عرضها خلال العام المقبل والتي تشهد تعاون كبير من نجوم السينما.
◄ فيلم العنكبوت
في إطار الحركة الممزوجة بالإثارة تدور أحداث فيلم 'العنكبوت' حول تاجر مخدرات خطير، يتمكن من تصنيع مواد مخدرة جديدة، ويبيعها، ويقع في العديد من المشاكل والمطاردات من قبل الشرطة.
'العنكبوت' من تأليف محمد ناير وإخراج أحمد نادر جلال، وهذا العمل يُعيد أحمد السقا ومنى زكي في تعاون جديد بعد مرور 4 سنوات على عرض فيلم 'من 30 سنة'، كما يشارك في بطولة الفيلم كلًا من ظافر العابدين، يسرا اللوزي، أحمد فؤاد سليم والفنان زكي فطين عبد الوهاب، والفنانة ريم مصطفى ومحمود غريب، مع مجموعة كبيرة من النجوم يظهرون كضيوف شرف في الفيلم.
◄ فيلم كيرة والجن
أما فيلم 'كيرة والجن'، استطاع أن يجمع نخبة من النجوم ، يرصد الفيلم حالة الغليان التي كانت يموج بها الشارع المصري بالتزامن مع اندلاع ثورة 1919، وهو الحدث الكبير الذي يوحد مصائر أحمد عبدالحي كيرة وعبدالقادر الجن ليشتركا في النضال ضد المحتل اﻹنجليزي.
يجسد دور 'كيرة'، النجم كريم عبد العزيز فيما يجسد أحمد عز دور 'الجن، والفيلم من تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد وبطولة هند صبري وروبي وأحمد مالك وأمينة خليل وأسماء أبو اليزيد وغيرهم من النجوم.
◄ فيلم العارف: عودة يونس
أما فيلم 'العارف: عودة يونس'، المقرر عرضه العام المقبل تدور قصته حول فكرة حرب العقول الأحداث، في وقتنا المعاصر، من خلال قصة يونس الذي يعيش مع زوجته وطفلته الرضيعة في إحدى شقق وسط البلد، ويلجأ إلى سرقة أحد البنوك عن طريق الإنترنت، ويدخل في صراع مع إحدى العصابات الخطيرة.
الفيلم من تأليف محمد سيد بشير وإخراج أحمد علاء الديب ومن بطولة أحمد عز وأحمد فهمي وفتحي عبد الوهاب ومحمود حميدة ومصطفى خاطر ونضال الشافعي ومحمد ممدوح.
* عودة العمالقة للسينما
وبعد رصد القائمة المبدأية للأعمال السينمائي الضخمة المقرر لها أن تعرض في 2021، هناك ملامح مبهجة أيضًا للسينما، وهي عودة العمالقة من مؤلفين ومخرجين في السينما بعد سنوات من الغياب عن تقديم أفلام.
◄ "الصحبة الحلوة" تُعيد وحيد حامد وساندرا نشأت
تعود المخرجة ساندرا نشأت للسينما بفيلم 'الصحبة الحلوة'، من تأليف وحيد حامد ليكون هذا الفيلم هو العودة القوية للأفلام القوية، حيث كان أخر أفلام ساندرا هو 'المصلحة' عام 2012 مع بطولة' أحمد السقا، وأحمد عز'،فيما كان أخر أعمال العملاق وحيد حامد فيلم 'قط وفار' منذ خمس سنوات مع محمود حميدة ومحمد فراج.
ويبدو أن تكريم وحيد حامد في الدورة 42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي شجعته ليُقدم عمل سينمائي آخر بجانب فيلم 'الصحبة الحلوة' للفنان يحيى الفخراني ومحمد سعد وصابرين، حيث قدم فيلم تاريخي بعنوان 'سري للغاية' بطولة أحمد السقا.
◄ تامر حبيب يعود مع "أهل العيب"
أما المؤلف تامر حبيب على الرغم من أنه قدم مسلسل 'لعبة النسيان' في شهر رمضان الماضي إلا أنه مُقل في أعماله السينمائية، ولكن يبدو أن 2021 سيكون بمثابة عودة له حيث يُقدم فيلم 'أهل العيب' مع منة شلبي وإلهام شاهين وإياد نصار ومحمد ممدوح، وكذلك فيلم 'أنف وثلاث عيون' مقتبسًا من رواية إحسان عبد القدوس. وهذا بعد غياب خمس سنوات عن السينما بعدما قدم فيلم 'أسوار القمر'.
◄ أحمد علاء يعود بعد 7 سنوات من "الحفلة"
ويعود المخرج أحمد علاء بعد غياب 7 سنوات من تقديمه لفيلم 'الحفلة'؛ وذلك من خلال فيلم 'العارف: عودة يونس'، والمتوقع أن يكون فيلمًا مليء بالتشويق والنجاح كون الجمهور يُفضل نوعية هذه الأفلام.
* ملامح سينما 2021 في عيون النقاد
كان للناقد كمال القاضي رأي في ملامح السينما بالعام المنتظر، حيث قال لـ 'أهل مصر': 'إنة من المتوقع أن تتغير ملامح السينما المصرية بدءًا من العام القادم، حيث تتشكل معطيات جديدة للفيلم المصري على مستوى القيمة والمضمون والجوهر والشكل، وبالطبع سترتفع قيمة الإنتاج العددية والرقمية في ظل تسارع وتيرة المنافسة في سوق التوزيع والمشاركات الدولية عبر المهرجانات التي تحدد بطبيعة الحال النوع المطلوب وتدفع المنتجين إلى التجويد بإعتبار المهرجانات بوابات التسويق الرئيسية والعنصر المؤثر في عملية التوزيع والسعر'.وتابع: 'هذا يستلزم الإنفتاح على أساليب التطوير الحديثة والإستعانة بكبار النجوم كأوراق رابحة في بورصة البيع والشراء واعتماد مبدأ البطولات الجماعية لتقديم المغريات المطلوبة للجمهور المصري والعربي كمستهلك رئيسي للبضاعة الفنية الجديدة، وهذا هو منطق الصناعة والتجارة في السينما، بالإضافة إلى تعزيز عنصر المتعة كمقوم رئيسي للترويج والقدرة على المنافسة، وأتصور أن مؤشرات السنة الجديدة تؤكد أن هناك تحولات إيجابية في نوعية الأفلام وحجم الإنتاج والموضوعات المطروحة فعودة مبدعين مهمين مثل وحيد حامد وتامر حبيب وساندرا نشأت سيكون له أثره بالقطع فهؤلاء لن يقبلوا بأنصاف الحلول في عملية التطوير المرجوة ولابد أن لديهم خطة مدروسة لإحداث نهضة حقيقية على المستوى الصناعي والإبداعي وإلا ستكون عودتهم مجرد تحصيل حاصل ولن يزيد الأمر عن كونه مجرد دعاية في حال الثبات على الشكل القديم بإضافة بعض التوابل الحريفة للخلطة السينمائية التقليدية المكونة من الأكشن والكوميديا والإغراء الرخيص لزوم الشباك، وإن كنت أشك في جدوى هذه المكونات أمام طفرات التقدم الحديثة المتوافرة لدى الغير من صناع السينما الكبار في الدول الأكثر تطورًا'.
واختتم الناقد كمال القاضي حديثه حول عودة العمالقة التي ذكرنا أسماءهم قائلاً: 'إذا كان صحيحًا ما يتردد عن اعتزام الأسماء المذكورة سلفًا العودة مجددًا إلى الساحة السينمائية فستكون هناك نقله نوعية حقيقية في إتجاه الإصلاح والعناية بالإنتاج كحجر زاوية أساسي في عملية الرهان المنظورة على النجوم الكبار خلال السنة المقبلة'.
أما الناقد أندرو محسن قال: 'حتى الأن ليس مؤكد إقامة هذه الأعمال بسبب زيادة الحالات المصابة بفيروس كورونا في مصر وإقامة السينمات حتى الآن بنسبة 50% ولا أظن أن هذه الأفلام ستعرض بهذه الظروف وليس مستبعد أن أكثر من فيلم منهم يتم تأجيله على الأقل لنهاية 2021، فالوضع لازال غامض'.
وتابع أندوا: 'أتمنى الدنيا تعود إلى طبيعتها وهذه الأفلام تُعرض والواضح أن الجمهور متشوق للسينما وهذا ظهر في مهرجان القاهرة السينمائي ولكن لا استطيع أن أقول أن كل هذا سيشجع المنتجين وعلى جانب أخر أتمنى هذه الأفلام تُعرض رغم أن حال دور السينما وضعها مؤسف'.