أيعقل بأن يأخذ التلميذ عرش الأستاذ؟ بالتأكيد إذا حدث مثل هذا الأمر، فلابد وأن يكون حدثًا استثنائيا، لتنقلنا هذه الإجابة إلى سؤال مشابه وهو هل هدد الفنان محمد هنيدي عرش أستاذه الزعيم على الرغم من مسيرته الفنية الطويلة والمهمة؟، وأيضًا هل طلبت مصلحة السجون في إيطاليا أفلام عادل إمام حقًا؟، كل هذه أمور نكشفها لكم في الحلقة الرابعة من سلسلة عادل إمام الزعيم، بمناسبة عيد ميلاده الـ 81 اليوم الإثنين 17 مايو.
ففي نهاية التسعينات، اندلعت حالة من الجدل والصخب حول الصراع بين الفنان عادل إمام، الزعيم المتوج للسينما المصرية، والموهبة القادمة بقوة الفنان محمد هنيدي، والذي كان ظهوره وقتها بمثابة انقلابًا في خطط وميزانيات صناع السينما المصرية، وذلك بعدما حقق فيلمه 'صعيدي في الجامعة الأمريكية' 4 ملايين جنيه في 15 يومًا فقط.
الخلاف بين التلميذ والأستاذ
بدأ الخلاف بين الفنان عادل إمام والفنان محمد هنيدي، بعد ترشيح الزعيم لـ'هنيدي' في دور بفيلمه 'رسالة إلى الوالي'، وكان وقتها الأخير مرشحًا لتقديم بطولة أولى أعماله السينمائية فيلم 'صعيدي في الجامعة الأمريكية'، فوقع 'هنيدي' في حيرة ما بين دور مضمون في فيلم مع الزعيم، أم مخاطرة سينمائية غير محسوبة، حتى قرر الاعتذار للزعيم واختار البطولة، ولعب الدور حينها مكانه الفنان علاء مرسي.
تفوق التلميذ على الأستاذ
ومن هذه اللحظة التاريخية في حياة محمد هنيدي، بدأت المعركة بسبب تفوق التلميذ على أستاذه، واكتساح صعيدي في الجامعة الأمريكية شباك التذاكر متفوقًا على كل الأفلام المعروضة، ومنها 'رسالة إلى الوالي'، حتى أصبح يشكل خطرًا كبيرا على جيل الكبار، وعلى جماهيرية عادل إمام خاصةً، وإيرادات أفلامه التي بدأت في التراجع أمام تفوق أفلامه وتصاعد شعبيته.
التلميذ يجبر الأستاذ على تغيير حصانه الرابح
لم يجد الفنان عادل إمام وقتها حلًا غير الاستعانة بالكاتب الكبير يوسف معاطي بديلًا لوحيد حامد الذي شكل مسيرته الفنية، ووضع الزعيم أمله في 'معاطي' لمواكبة هذا الجيل الذي يقوده 'هنيدي' ويصعد بقوة الصاروخ، خصوصًا وأن الكاتب يوسف وقتها بمثابة نافذة على الجيل الجديد، بلغته ومفرداته الخاصة، والموضوعات المتماشية مع تفكيره.
كيف تعامل الزعيم مع مهدد عرشه
قدم الزعيم عادل إمام هذه الفترة عدد من الأعمال التي حرص من خلالها على مواكبة الجيل الجديد، مثل 'التجربة الدنماركية'، و'السفارة في العمارة'، و'عريس من جهة أمنية'، وعلى الرغم من نجاحه المعتاد إلى أنه لم يستطع أن يحد من صعود أسهم 'هنيدي' حتى عام 2003، عندما تلقى الأستاذ عرضًا للظهور في أولى حلقات أحد البرامج ولكنه اعتذر، فلجأوا لـ'التلميذ' الذي وافق، وبمجرد علم الزعيم، أعاد الاتصال بمسؤولي البرنامج وأبلغهم بموافقته، فاعتذروا لـ'هنيدي'، ليقاطع الأخير القناة لفترة طويلة.
هل يكن التلميذ الاحترام لأستاذه خصوصًا وأنه صاحب الفضل؟
دائمًا ما يؤكد الفنان محمد هنيدي على احترامه الكبير للزعيم عادل إمام، وتقديره، خصوصًا وأنه يعتبره صاحب فضل عليه في تقديمه للناس، ولذلك سيظل أستاذه الذي يتعلم من العمل معه، فشارك هنيدي مع الزعيم في أعمال مثل 'بخيت وعديلة'، و'المنسي'.
كيف انتهت المنافسة بين التلميذ والأستاذ؟
بعد كل هذه الصراعات على عرش القمة، والمنافسة على الإيرادات والشباك، المنافسة انتهت بابتعاد عادل إمام عن السينما وتركيزه في الدراما التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة، ليتأكد للجميع بأن الأستاذ سيظل في مكانته مهما وصل التلميذ للنجاحات.
هل طلبت مصلحة السجون في إيطاليا أفلام عادل إمام حقًا؟
عندما تسمع السؤال للمرة الأولى من الممكن أن تصدم أو تأخذ الموضوع بسخرية، ولكن هذا حقيقي، فأرسل مدير سجن بادوفا بإيطاليا للعلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، يطلب أفلامًا كوميدية للزعيم عادل إمام، ولكن ليس وحده، فطلب معه أيضًا أفلاما لإسماعيل ياسين، ومحمود عبد العزيز، وذلك لعرضها على المساجين العرب بمختلف السجون الإيطالية، وبالفعل تحقق ذلك ووصلت العديد من الأفلام الكوميدية للفنانين الثلاثة إليهم.
نهاية الحلقة (4)
في نهاية الحلقة الرابعة للزعيم عادل إمام، فيجب أن نؤكد على أنه يحتل المرتبة الأولى كأهم كوميديان وممثل في مصر والوطن العربي، وهو نجم العرب الأول في أوروبا، وتحقق أفلامه الأكثر مبيعًا بين الجاليات العربية هناك.. فلذلك الزعيم يكون دائمًا خارج المنافسة.