سحرت الجميع بعيناها ووجهها البرئ، طلتها الساحرة كانت مثل زهرة 'الأقحوان' التي تتفتح أوراقها مع شروق الشمس وتغلقها عند المغيب، باتت فتاة الأحلام عند الشباب والرجال، وسلبت قلوب الكثيرين برومانسيتها الحالمة، حازت على لقب أجمل فتاة مراهقة حتى نشرت صورها على غلاف مجلة 'الجيل'، فهي قطة السينما المصرية زبيدة ثروت، التي يحل اليوم 14 يونيو ذكرى ميلادها الـ 81.
زبيدة ابنة محافظة الإسكندرية، رحلتها مع الحياة كانت مليئة بالأسرار، والحكايات، فعاشت في طفولتها طفولة قاسية، فهي ابنة لواء بحري، وأم من عائلة ملكية، والاثنين كانا شديدي الطبع، حتى أنها وصفت هذه الفترة قائلة: 'كنت بخاف أبلع ريقي بسبب أمي، احتراما لها.. ووالدي تعلمت منه الانضباط والالتزام'.
لم يكن أحد يعلم بأن 'قطة السينما المصرية' هي إحدى حفيدات السلطان حسين كامل، سلطان مصر، إلا أنها كشفت عن الأمر قبل رحيلها، مشيرة إلى أن السبب في ذلك خوفها من ثورة 1952، ولا يقال بأنها من العائلة الملكية.
عائلتها لم تكن تعترف بمهنة الفن والتمثيل، فأمرها جدها الباشا أن تعمل بالمحاماة، بعد تخرجها من كلية الحقوق، ولكن جمالها عرضها للعديد من المضايقات أثناء تلقيها التدريب في أحد مكاتب، لتقرر ترك المهنة للأبد، لتجد بعدها المخرجين والمنتجين يتهافتون عليها بعد أن شاهدوا صورتها على غلاف المجلة، ولكن جدها ظل رافضًا، فدخلت في صراع معه كاد يصل إلى حرمانها من الميراث، حتى نجحت في أن تحصل على موافقة والدها.
حققت الجميلة زبيدة ثروت رصيد فني كبير، متخطية الـ100 عمل، بين السينما والدراما والمسرح، أبرزهم فيلم 'زمان ياحب' مع فريد الأطرش، و'الحب الضائع' مع جان السينما المصرية رشدي أباظة، و'في بيتنا رجل'، و'بنت 17'، و'عاشت للحب'، وكانت آخر أعمالها الفنية فيلم 'المذنبون' عام 1976، ومسرحيات 'عائلة سعيدة جدًا'، و'مين يقدر على ريم'، و'8 ستات'.
تزوجت قطة الشاشة 5 مرات ولديها 4 بنات، فالأول كان الرياضي إيهاب العزاوي، ثم المنتج السوري صبحي فرحات، والذي أنجبت منه بناتها الأربعة 'ريم، ورشا، ومها، وقسمت'، ثم تزوجت من المهندس ولاء إسماعيل، ثم الممثل عمر ناجي، وآخرهم كان الكوافير اللبناني نعيم.
وكانت زبيدة لها أيضًا العديد من قصص الحب، أبرزهم مع العندليب عبد الحليم حافظ، والذي تقدم لخطبتها أكثر من مرة، إلا أن والدها رفضه؛ لأنه 'مغنواتي'، ولكن حبها له لم يتوقف حتى أن وصيتها قبل وفاتها في عام 2016 كانت أن تدفن بجواره، وذلك بحسب تصريحاتها مع الإعلامي عمرو الليثي في آخر مقابلة تلفزيونية لها.
وفي عام 1973، خلال أحد زياراتها لدولة الكويت، أثرت زبيدة قلب الأسطورة البرازيلية 'بيليه' بعدما رآها في الفندق، حتى يجد نفسه يتوجه إليها ملبسا إياها أحد أطواق الورد التي قدمت له من قبل الجمهور المحيط به، ليحاول بعدها التواصل معها عبر الهاتف طالبًا القرب منها والقبول بالزواج منه.
ومن الذين وقعوا في غرام زبيدة ثروت أيضًا، كان الفنان الراحل حسين رياض، الذي أحبها بشدة، وكان يعلن ذلك على الملأ، في كل مكان تواجدا فيه معًا، حسب تصريحاتها.
وعن علاقتها بالسياسة، قالت إنها كانت تحب الرئيس الأسبق حسني مبارك كثيرًا، حتى أنها كانت تريد الذهاب لزيارته في المستشفى.
رحلت الجميلة زبيدة ثروت نجمة السينما الكلاسيكية، عن عالمنا في 13 ديسمبر من عام 2016، بعد صراع طويل مع المرض، بجسدها تاركة خلفها إرثًا فنيًا كبيرًا لتبقى في الذاكرة شمسا لا تغيب.