كثيرٌ من أبناء الكرة الأرضية وجد نفسه مفتونًا بعشق كرة القدم، وهذا حال العندليب منذ أنْ كان صبيًّا صغيرًا، مارس كرة القدم في أزقة قرية الحلوات بالشرقية ثم حارات وشوارع مدينة الزقازيق، فقد روى عبد الحليم في حوار إذاعي نادر سجلته معه الإعلامية الرائدة صفية المهندس لإذاعة الكويت، أنَّه كان مفتونًا بلعبة كرة القدم منذ الطفولة وأنَّه كان يقضي في ممارستها وقتًا طويلاً، وقال: إنَّ أخاه الأكبر إسماعيل حكى له لاحقًا أنَّه وهو في الرابعة أو الخامسة كان «يكوَّر» أي شيء يقع في يده قابل للتكوير ويقذف به إلى أعلى ويعيد تلقفه كحارس مرمى، أو يلقيه ويجري وراءه في حالة من السعادة والنشوة.
ويضيف حليم لصفية المهندس: «عندنا في الشرقية كل أراضي الحواري مليانة تراب، ويمكن طين ومع كده مكناش بنرحم نفسنا من اللعب بالكرة، بالذات ساعة العصرية، وكنت برجع لأختي علية وهدومي مغطيها الطين والتراب، وأقولك الحق.. كانت علية تتغاظ لكن عمرها ما ضربتني أو زعقتلي، ولسه لغاية دلوقتي أحن عليّ من أمي اللي ما مشفتهاش».
ويستطرد في حواره الإذاعي: «لعب الكرة كان يجرعليّ مشاكل كثيرة، فقد تشاجرت ذات مرة مع زميل لأنَّه دخل فيا جامد ويومها تشابكنا بالأيدي وعايرني زميلي بأن أحدًا من أسرتي لا يأتي لزيارتي في الملجأ وماتصوريش أنا زعلت قد إيه لما قاللي صاحبي كده، وفضلت يومها أعيط لغاية ما نمت، بس عارفة.. أنا دلوقتي كل ما أفتكر اللي حصل أقعد أضحك.. آه أضحك.. لأن صاحبي هو كمان ما كانش حد بيزوره، بل يمكن أنا كنت بأخرج أحيانًا لكن هو لأ».
انتهى كلام عبد الحليم مع صفية المهندس، لكن الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم حكى مرة أنَّه تعرَّف على عبد الحليم في ملجأ الزقازيق ولاحظ أنَّ هذا الصبي الحزين لا يشغله إلا أمران: لعب كرة القدم مع زملاء الملجأ وحب الموسيقى التي كانت تملأ عليه حياته،
كما ذكر كتاب السينما و الكرة أسرار وحكايات