اعلان

رياض السنباطي.. صانع النجوم ورائد التجديد للموسيقي العربية

علاقة رياض السنباطي بكوكب الشرق

رياض السنباطي
رياض السنباطي

اشتهر في تلحين القصيدة العربية، ويُعد أحد رواد تجديد الموسيقى العربية في الشرق الأوسط، وجمعته علاقة قوية مع كوكب الشرق أم كلثوم، إنه الموسيقار رياض السنباطي الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1981.

نشأة رياض السنباطي

ولد الموسيقار الراحل رياض محمد السنباطي، بمدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط، وكان يعمل والده مقرئا، وكان يصطحبه في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة، لتتفتح أذنا الفتى الصغير على أبيه وهو يعزف على العود، ويغني الغناء الأصيل والتواشيح الدينية.

وعندما بلغ التاسعة من عمره، ضبطه والده عند جارهم النجار هاربا من المدرسة، يضرب على العود ويغني بصوته أغنية 'الصهبجية' لسيد درويش فطرب لصوته، وقرر أن يصطحبه معه للغناء في الأفراح، وفي بداية ظهور الأسطوانة والفونوغراف سنة 1904 مكنت الصلة بينهما، فاستمع الفتى الصغير إلى عبد الحي حلمي ويوسف المنيلاوي وسيد الصفطي وغيرهما وتتلمذ على أيديهم من دون أن يراهم، إلا أنه ظل دائما مدينًا لوالده الشيخ محمد الذي قام بتعليمه تراث الموسيقى العربية.

لم تطل إقامة الشيخ السنباطي في دمياط، فنزح إلى مدينة المنصورة وألحق ابنه بأحد الكتاتيب، ولكنه لم يكن مقبلا على الدرس والتعليم بقدر إقباله وشغفه بفنون الموسيقي العربية والغناء.

أصيب رياض وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه، حال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع والده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقي وإيقاعاتها.

وقد أظهر رياض استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم 'بلبل المنصورة'، وقد استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به إعجابا شديداً وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرص أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته.

علاقة بلبل المنصورة بكوكب الشرق

وبعد مرور السنوات، ومع تطور أسلوب الموسيقار الراحل في عالم الغناء العربي، جمع بين الغناء العربي بين أم كلثوم ورياض السنباطي، وكانت البداية بأغنية 'على بلد المحبوب وديني'، التي قدمت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا.

لينضم السنباطي إلى جبهة الموسيقى الكلثومية والتي كانت تضم القصبجي وزكريا أحمد، إلا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم بلغ عددها نحو 90 لحناً .

واتسمت العلاقة بين كوكب الشرق أم كلثوم والملحن المصري رياض السنباطي بصولات وجولات عديدة، وذلك إنما يرجع لميلها إلى ألحان العملاقين محمد القصبجي وزكريا أحمد التقليدية، في حين كان اتجاه السنباطي نحو التجديد.

وبعد أن قدم السنباطي لكوكب الشرق عددا من الألحان الرائعة، ظهرت في الأفق حنجرتان نسائيتان غاية في الأهمية، هما 'أسمهان 'و'ليلى مراد'، خلال فترة ازدهار الإنتاج السينمائي، وما لبث أن قادته رغبته في التجديد إلى صوتهما وابتعد تدريجيًا عن أم كلثوم.

ولعل الابتعاد كان من جانب أم كلثوم أيضًا؛ خاصة بعد فشل فيلمها السينمائي 'عايدة' والذي اشتمل على عدة ألحان متطورة للقصبجي والسنباطي، فبدأت تعود إلى الخط المحافظ مع زكريا أحمد.

وبعد ذلك أهدى الملحن المصري أسمهان لحنه الرائع «حديث عينين» وشدته في فيلمها الأخير «غرام وانتقام» عام 1944، والذي كان قد أعده لأم كلثوم أولًا، ولكن بعد اصطدام الأخيرة بالروح التجديدية لألحانه، ذهب اللحن إلى الفنانة السورية.

علاقة السنباطي بالسينما

علاقة السنباطي بالفن لم تنحصر في الموسيقى والتلحين فقط، فقد قدم في عام 1952 فيلم حبيب قلبي شاركته بطولته الفنانة هدى سلطان، وكان من إخراج المخرج حلمي رفلة، وعلى الرغم من نجاح الفيلم إلا أن السنباطي الذي قدم فيه مجموعة من الاغنيات التي لاقت الاستحسان لدى الجمهور، لم يفكر في تكرار التجربة من دون إفصاح عن الأسباب إلا أنه قال: 'لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي'.

نال الموسيقار الكبير رياض محمد السنباطي، العديد من الاوسمة المستحقة لما قدمه من أعمال فنية متميزة لاتزال تطربنا حتى يومنا هذا، ونال وسان الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لعام 1964، لينال مرة أخري من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي، وهناك العديد من الأوسمة والجوائز العالمية التي حصل عليها الموسيقار والملحن الكبير رياض السنباطي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً