اعلان

في ذكرى وفاة محمد فوزي.. خضع لعملية تجميل واحتار الأطباء في مرضه ومات ابنه في حادث مأساوي

محمد فوزي
محمد فوزي

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير محمد فوزي الخامسة والخمسون، حيث توفي في يوم 20 أكتوبر عام 1966، بعد صراع طويل مع المرض، وفي السطور التالية نرصد أبرز المحطات في حياته.

بداية طموح محمد فوزي

ولد محمد فوزي في يوم 15 أغسطس عام 1918، في قرية كفر أبو جندي بمحافظة الغربية، ويعد الابن الحادي والعشرين من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، وشقيقتاه الفنانتين هدى سلطان، وهند علام، حصل الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931.

عشق فوزي الفن والغناء منذ دراسته في مدرسة طنطا الابتدائية وتعلم أصول الموسيقى على يد أحد رجال المطافئ محمد الخربتلي، وهو من أصدقاء والده وكان يذهب برفقته للغناء في الموالد والليالي والأفراح، و تأثر فوزي بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وكان يغني أغانيهما أمام العامة في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي.

التحق محمد فوزي بمعهد فؤاد الأول للموسيقى في القاهرة، لكنه تركه بعد عامين ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي، ثم عمل مع بديعة مصابني في صالتها، وتعرف على فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وكون صداقة معهما، واشترك برفقتهما في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، تقدم فوزي في عمر العشرين إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن ورسب مطرباً ونجح ملحناً .

إحباط محمد فوزي

تعاقدت الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى مع فوزي ممثلاً ومغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية شهرزاد لسيد درويش، إلا أنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، وأصيب بالإحباط، واختفى فترة حتى عرضت عليه الفنانة فاطمة رشدي العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً ووافق على ذلك.

الانطلاقة

شارك محمد فوزي مع الفنان يوسف وهبي عام 1944 في فيلم 'سيف الجلاد' وغنى فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه محمد فوزي حبس عبد العال الحو بمحمد فوزي ووافق، وعندما شاهد المخرج محمد كريم فيلم سيف الجلاد وقتها كان يبحث عن وجه جديد ليمنحه البطولة في فيلم 'أصحاب السعادة' مع الفنان سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، ووقع اختياره على محمد فوزي.

عملية تجميل

اشترط المخرج محمد كريم على فوزي أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا وأخبره أنها مفلطحة قليلاً، واجرى العملية بالفعل، وعرف فوزي بعد ذلك أن محمد كريم كان على حق، وحقق فوزي نجاحاً كبيراً بفيلم أصحاب السعادة، وأسس بناء على هذا النجاح شركة إنتاج سينمائي باسمه عام 1947.

وعلى الرغم من رفضها له كمطرب حرصت الإذاعة المصرية على إذاعة أغانيه السينمائية، وبعد ثورة يوليو 1952؛ دخل فوزي الإذاعة بقوة من خلال أغانيه الوطنية مثل أغنية 'بلدي أحببتك يا بلدي'، والدينية من مثل: 'يا تواب يا غفور'، و'إلهي ما أعدلك'. وأغاني الأطفال مثل 'ماما زمانها جاية' و'ذهب الليل'.

قطار الرحمة

وشارك محمد فوزي برفقة الفنانة مديحة يسري، عماد حمدي، شادية، فريد شوقي وهدى سلطان في رحلات قطار الرحمة التي أمرت بتسييره الثورة عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي، وقدَّم جانباً من فنه مع الفنانين الآخرين لمواساة المرضى في المستشفيات، وفي مراكز الرعاية الاجتماعية.

محمد فوزي

النشيد الوطني الجزائري

توجه اثنان من مسؤولي الجزائر في عام 1956 إلى مصر لمقابلة محمد فوزي في إذاعة صوت العرب وطلبوا منه تلحين النشيد القومي الجزائري، لكن محمد أبو الفتوح رئيس القسم المغربي في الإذاعة اعترض على فوزي، وأعتبره ملحنا خفيفا ولا يصلح لتلحين النشيد القومي، وغضب فوزي من الأمر وأخذه على أنه تشكيك بقدراته وموهبته وقدم نشيد قسما، وقام بتلحين النشيد القومي الجزائري الذي يستمر حتى اليوم.

تأسيس شركة اسطوانات

تمكن فوزي عام 1958 من تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، وكان الأمر بمثابة ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً، فيما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما.

انهيار

النجاح الكبير لشركة الاسطوانات الخاصة بفوزي جعلت الحكومة تلجأ إلى تأميمها عام 1961 وتعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه، نتيجة ذلك أصيب باكتئاب حاد.

خلال مشواره الفني قدم فوزي أكثر من 400 أغنية منها نحو 300 أبرزها 'حبيبي وعينيه'، و'شحات الغرام'، و'تملي في قلبي'، و'وحشونا الحبايب'، و'اللي يهواك أهواه'، و'مال القمر ماله'، بجانب تلحينه لعدد من المطربين منهم محمد عبد المطلب وليلى مراد ونازك وهدى سلطان أخته ونجاح سلام، وغيرهم الكثير، وقدم على مستوى السينما أكثر من 36 فيلما منها (العقل في إجازة، صاحب العمارة، فاطمة وماريكا وراشيل، الانسة ماما، ورد الغرام، فاعل خير، ديما معاك، قبلني يا أبي، ونرجس، وثورة المدينة، وليلى بنت الشاطئ'.

حياته الشخصية

تزوج محمد فوزي لأول مرة من السيدة هداية عام 1943 وأنجب منها المهندس نبيل والمهندس سمير والدكتور منير، وانفصل عنها عام 1952، وتزوج للمرة الثانية من الفنانة مديحة يسري 1952، وأنجب منها نجله عمرو الذي توفي في عمر الشباب في حادث مأساوي يوم 6 مارس 1982، وبعد انفصاله عنها تزوج عام 1960 من السيدة كريمة وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان عام 1961 واستمر زواجهما حتى وفاته.

رجيل محمد فوزي

تأميم شركة الاسطوانات الخاصة بمحمد فوزي في أوائل الستينات كانت من أكبر الصدمات في حياته وأصيب بالاكتئاب والمرض نتيجة ذلك واحتار الأطباء العالم في تشخيصه وسافر إلى لندن في أوائل العام 1965 للعلاج وعاد إلى مصر وسافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين، وأصدر المستشفى الألماني بيانا قال فيه أنه لم يتوصّل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنه الى 36 كيلو، ومرض فوزي كان عبارة عن تليف الغشاء البريتوني الخلفي، وأطلق على هذا المرض وقتها مرض فوزي، وعانى فوزي طويلاً من المرض حتى توفي في 20 أكتوبر عام 1966.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً