تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان علي حميدة، المولود في 17 ابريل 1948، في مدينة مرسى مطروح، وكان له 6 أشقاء، بينهم 3 ذكور، وكان ترتيبه الرابع بين أشقائه.
ينتمي الفنان علي حميدة عبد الغني جميعي، إلى عائلات "أشتور"، التي تنتمي لقبيلة الجميعات الممتدة جغرافيا من محافظة البحيرة شرقًا، حتى مدينة طرابلس في ليبيا غربًا، وكان والده يعمل موظفًا في هيئة البريد المصري.
أتم علي حميدة، جميع مراحل تعليمه الأساسية في مطروح، ثم غادر إلى القاهرة ليلتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية، دون علم أسرته بدراسته في معهد الموسيقى، بجانب دراسته في معهد إعداد المعلمين.
وكان علي حميدة، شديد الولع بالموسيقى منذ طفولته، خاصة العزف على العود، والذي تخصص فيه فيما بعد، وعُين معيدًا ثم مدرسًا مساعدًا ثم مدرسًا في معهد الموسيقي العربية.
اُعتمد فنان البادية بعد ذلك في الإذاعة المصرية كمطرب، وفي بداية الثمانينيات أنتج أول ألبوم غنائي له، ولكن التجربة فشلت ولم يكتب لها النجاح.
في نهاية عام 1987، قرر حميدة المحاولة مرة أخرى، ولكن بشكل جديد مع موسيقى أطلق عليها وقتئذ "موسيقى الجيل"، واتفق على إنتاج ألبوم غنائي، من توزيع الفنان حميد الشاعري، وبمشاركة الملحن سامح الحفناوي، ووقع الاختيار في اللحظة الأخيرة "بالصدفة" على أغنية "لولاكي"، التي ألفها عزت الجندي، كأغنية وطنية في حب مصر.
كلمات أغنية " لولاكي" كانت في الأصل: "لولاكي يا مصر ما غنيت وحبيت.. ولا دقيت على إيدي وشمات.. لولاكي يا مصر ما غنيت.. ولا هز الوتر كياني"، إلا أن فريق عمل الألبوم، المؤلف عزت الجندي، والملحن سامي الحفناوي، كان هو ثالثهما استقروا على تغييرها إلى أغنية عاطفية، تكون ضمن أغاني الألبوم.
بعد تلحين "لولاكي" وتوزيعها وغنائها، قررت الشركة المنتجة تغيير اسم الألبوم من "بنت بلادي زينة" إلى "لولاكي"؛ نظرًا لكونها تعبر بقوة عن موسيقى الجيل وقتها، وتتضمن شكلًا جديدًا للأغنية الشرقية، لاسيما البدوية الشعبية، وطرح الألبوم في الأسواق، في صباح يوم 11 يوليو 1988.
وانتشر الألبوم في ربوع مصر في ساعات معدودة، وبحسب وصف علي حميدة، وقتها قبل 12 من ظهر نفس يوم طرح الألبوم في الأسواق، قال "جميع المجالات والسيارات تردد أغاني الألبوم"، وأكد: "الألبوم حقق مبيعات في أول أسابيع 6 ملايين جنيه داخل مصر فقط".
وبلغ حجم النسخ التي بيعت من الألبوم في مصر والوطن العربي والعالم 80 مليون نسخة، وجعل هذا الانتشار الألبوم يحصد المركز الثالث عالمياً في الانتشار عام 1988، بعد كل من المطرب العالمي الأمريكي مايكل جاكسون، الذي حصل على المركز الثاني -وقتها- والمطرب بون جورج في المركز الأول.
وحققت أغنيته الشهيرة "لولاكي" نجاحًا كبيرًا فترة الثمانينيات، وجعلت اسمه يلمع بين الجمهور، لم تستمر رحلته الفنية طويلًا، وكشف "حميدة" حقيقة الأمر، مؤكدا أن نجاح "لولاكي" أزعج الكثيرين وقتها، بعد شجاره مع ضابط شرطة، إذ هدده بأن يلفق له قضية مخدرات، فسخر منه "علي"، وبعدها وجد نفسه متورطًا في قضية شذوذ مع صبي ميكانيكي.
واتهم علي حميدة، بالتهرب من الضرائب عام 1997، خاصة بعدما تم فرض 13 مليون جنيه ضرائب، عقب تحقيق ألبومه "لولاكي" مبيعات قدرت بـ40 مليون نسخة، ليتم الحجز بعدها على شقته، كما تم الحجز على 3 سيارات يملكها.
وأنتج علي حميدة بعد "لولاكي" ثلاثة ألبومات، هي "كوني لي" و"ناديلي" و"احكيلي"، ولكنهم لم يلقوا نفس نجاح ألبوم لولاكي.
وشارك حميدة في بطولة فلمين سينمائيين، 4 مسلسلات ومسرحية، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الأعمال الغنائية الجماعية خاصة الوطنية، كما رفض المشاركة في بطولة فيلم يسخر من شخصية العقيد "القذافي"، نظراً لعلاقة الصداقة التي كانت تربط بينهم.
وكان علي حميدة يتميز بعدة سمات، هي خفة الظل، ولديه روح الدعابة، فضلا عن تواضعه وإلمامه بتراث وتاريخ القبائل البدوية، وكذلك إجادته لطهي المأكولات البدوية.
توفى الفنان على حميدة، الخميس 11 فبراير 2021، بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر ناهز الـ73 عامًا، بعدما عانى من أزمة صحية في المستشفى بمسقط رأسه مرسى مطروح.