تحل اليوم الذكرى الـ19 لوفاة المطربة التونسية ذكرى، والتي قتلت في مثل هذا اليوم من عام 2003 ، عندما أطلق زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي الرصاص عليها قبل أن ينتحر هو الآخر بعد ذلك.
لكن كثير من الروايات والقصص والأساطير رويت بعد ذلك، عن تلك الجريمة البشعة و التي ظلت تشغل الرأي العام العربي لسنوات، خاصة بعدما تم الزج بأسماء سياسية كبيرة في تلك القضية التي تصر وسائل الإعلام على أنها لايزال يحيط بها الغموض.
جمال مبارك
كان اسم جمال مبارك نجل الرئيس مبارك الأسبق حاضرا في تلك القضية، وذلك بعدما ظهر شقيق ذكرى 'شفيق الدالى'، ليؤكد أن الأسرة لديها ما يثبت تورط 'جمال مبارك' فى جريمة قتلها هي وزوجها وزعم بأن لديه شهادة مسجلة بالفيديو لأحد خبراء الطب الشرعى الذى وثق أدلة الحادث، وأكد فيها أن السويدى قتل إثر إطلاق 3 رصاصات عليه، وأنه لم يمت برصاصة واحدة فى الفم كما ورد فى التحقيقات، ولم تفصح العائلة بالأسباب التى قد تدعو جمال مبارك لأن يفعل ذلك.
ويبدو أن اسم ذكرى تم التجارة به حتى من أقرب الناس إليها ـ فلم تكن أي علاقة تربط بين الفنانة ذكرى ونجل الرئيس مبارك ، لكن تلك الأكذوبة أطلقت وقت سقوط نظام مبارك وهو الوقت الذي أطلقت فيها مئات الأكاذيب والافتراءات على أسرة الرئيس من جانب كل من كان يريد ركوب الموجة حينها.
الأغنية التي قتلتها
لم يكن جمال مبارك وحده هو الذي زح باسمه في تلك القضية ، لكن تم الزج أيضا باسم دولة عربية كبرى تسمى المملكة العربية السعودية بأنها هي من تقف وراء مقتل ذكرى، وذلك بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أغنية تحت عنوان 'الأغنية التى قتلت ذكرى' من كلمات وألحان الشاعر الليبي 'علي الكيلاني' والتي زعموا أنها كانت تنتقد فيها السياسة وأنظمة الحكم في الدول العربية خاصة ليبيا والسعودية، وأنها كانت السبب وراء قتلها، وأن مخابرات إحدى الدول العربية تورطت فى قتلها انتقامًا منها على إصدارها هذه الأغنية، ومن هنا أصبحت تنتشر الأغنية باعتبارها 'الأغنية التى قتلت ذكرى'.
لكن بقليل من المنطق يمكن دحض تلك الأكاذيب، إذ أن الأغنية التي يتم الترويج لها تتحدث عن استشهاد الرئيس صدام حسين وغزو العراق من قبل القوات الأمريكية ، فيما أن الغزو حدث في نفس العام الذي توفيت فيه الفنانة ذكرى عام 2003 ، بينما تم إعدام الرئيس صدام حسين في عام 2006 ، وهو الحكم الذي كانت المملكة العربية السعودية من أشد المنتقدين له علنا ، خاصة أنه تم على يد الموالين للنظام الإيراني في العراق .
هاني مهنى يؤيد الرواية الرسمية
تظل الرواية التي ذكرتها وزارة الداخلية المصرية ، والنيابة العامة ، هي الرواية الأقرب للحقيقة بشأن مقتل ذكرى، وهذا ما أؤكده أقرب شخص للفنانة التونسية في الوسط الفني في مصر.
فقد كشف الموسيقار المصري، هاني مهنا، تفاصيل سرية وصادمة عن الحادثة يد زوجها المصري أيمن السويدي عام 2003 .
بعدما أوضح في لقاء مع برنامج 'في الفن' المصري، أنه كان رافضا لزواج ذكرى من زوجها أيمن السويدي/ مؤكدا أن ' ذكرى كانت تريد التخلص من الضغوط العائلية التي تأتيها من إخوتها، لأنها كانت تعيش وحدها مع أختها في مصر.
وكشف أنها قالت له حينها : ' عندما أتزوج سوف ينسوني قليلا' في إشارة إلى إخوتها.
وتابع أن أيمن السويدي كان يشعر فعلا بأن ذكرى غير النساء اللواتي تزوجهن، وكن يشترطن في عقد الزواج كتب مؤخر بمليون جنيه ، فهي لم تفعل ذلك أبدا'.
لكنه لفت إلى أن 'المطربة الراحلة ذهبت في أحد الأيام إلى الطبيب لأنها كانت تود الانجاب، فأخبرها أن صحتها ممتازة، إلا أنه طلب بعض التحاليل الخاصة بزوجها. فأخبرته، إلا أنه رد ساخراً، مؤكدا أنه لا يريد أطفالا، ما دفعها لطلب الطلاق. عندها توتر الجو، فحاول إخافتها، وأطلق طلقة رصاص في الهواء' لكنها أصابت صدرها وقتلتها.
الشك والغيرة وأزمة نفسية
ومما قيل في هذه القضية أيضا أن رجل الأعمال أيمن السويدي أقدم على قتل ذكرى بسبب الشك والغيرة بسبب طبيعة عملها الذي قد يضطرها للتأخر طويلا خارج المنزل، إضافة للأحاديث التي قيلت إنه كان يمر بأزمة نفسية نتيجة تراكم الديون عليه وتعثره في سداد القروض.