تحل علينا اليوم الذكرى الـ28 على وفاة الفنانة سامية جمال التي رحلت عن دنيانا في 1ديسمبر عام 1994عن عمر ناهز 70 عامًا، سامية جمال اسمها الحقيقي زينب خليل التي ولدت في 22 فبراير عام 1922، كانت بدايتها في أواخر الأربعينات من القرن الماضي وعرفت وقتها باسم سامية جمال.
سامية جمال
بدايتها الفنية
بدأت حياتها الفنية مع فرقة بديعة مصابني وكانت تشارك في التابلوهات الراقصة الجماعية، وفي عام 1943 بدأت سامية العمل في السينما من خلال عدة أفلام مع الفنان فريد الأطرش حيث قدمت معه مجموعة من الأفلام راسخة في أذهاننا إلي الآن وقدمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال ستة أفلام شهيرة وأطلق عليها في ذلك الوقت لقب فراشة السينما.
ذكرت في ذلك الوقت بعض الصحف إشاعات كثيرة عن وجود قصة حب كبيرة جمعت بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة ولكن إصرار فريد الأطرش على عدم الزواج وضع حداً لهذه العلاقة، وتزوّجت سامية جمال بعدها من النجم رشدي أباظة في أواخر الخمسينيات بينما ظل فريد الأطرش بلا زواج حتى وفاته. كما كان هناك لسامية جمال زواج آخر في بداية حياتها الفنية من شاب أمريكي يدعى عبد الله كينج.
طلاق بسبب صباح
تزوجت الفنانة سامية جمال من الفنان رشدي أباظة لمدة 17 سنة، لكنه ذهب للبنان وتزوج من صديقتها صباح، في زيجة غريبة أتت صدفة، دون تخطيط مسبق، لم تتحمل سامية جمال الصدمة، وطلبت الطلاق من رشدي أباظة، رفض رشدي أباظة في البداية بسبب حبه لها، لكن مع إصرار سامية جمال وافق رشدي أباظة على الطلاق، لتنتهي قصة حب دامت أكثر من 17 سنة.
وشارك الثلاثة رشدي أباظة وسامية جمال وصباح في عدد من الأفلام منها فيلم ' الرجل الثاني'.
بداية أعتزال سامية جمال
في أوائل السبعينيات اعتزلت الفنانة سامية جمال الأضواء والفنّ ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينيات ولكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مرة أخرى حتى وفاتها في بداية شهر نوفمبر عام 1994.عملت سامية جمال من خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، كما ركزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الانبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية، ومن الجدير بالذكر أن سامية جمال قد كوّنت في الرقص الشرقي اتجاهاً فنياً مضاداً لاتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا. ففي حين اعتمدت سامية على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه الرقصات الشرقية والمصرية القديمة والتنويع على الحركات القديمة وتقديمها بشكل أكثر حداثة.
ظهرت سامية في السينما لأول مرة عام 1942 في فيلم ممنوع الحب مع محمد عبد الوهاب، ثم وصلت إلى النجومية بفضل فيلم حبيب العمر الذي موّله فريد الأطرش من ماله الخاص في 1947. وحاز الفيلم شهرة هائلة في مصر ولبنان وسوريا وفلسطين. وكونت مع الأطرش ثنائيا فنيا استعراضيا استمر حتى عام 1952، حين مثلت معه للمرة الأخيرة في فيلم ما تقولش لحد.
سامية جمال في الولايات المتحدة
بعدها انتقلت سامية جمال إلى الولايات المتحدة حيث عملت في ملهى. تعرّفت إلى نصّاب أمريكي أوهمها أنه مليونير، قبل أن تكتشف أنه لا يملك سوى 50 ألف دولار. وصمدت. ونجحت في الوصول إلى العالمية. أدت دوراً أساسياً بوصفها مرجانة، في فيلم فرنسي 'علي بابا والأربعين حرامي'(1954) أمام الممثل الفرنسي الشهير فرنانديل. ثمة وقفة واجبة. إذ جمعها فيلم علي بابا مع رشدي أباظة للمرّة الأولى، ثم تزوّجته بعد 4 سنوات. ويلفت أيضاً أن أداء فرنانديل ربما كان مصدر إلهام للممثل إسماعيل ياسين الذي أدى أفلاماً كثيرة أمام جمال.
وفاة الفنانة سامية جمال
في بداية الثمانينيات توقفت عن الرقص، وعام 1994 توفت متأثرة بمرض السرطان، وهي في السبعين من عمرها لينتهي مشوار عطاء فني قارب النصف قرن من الزمن، بعد غيبوبة دامت ستة أيام في مستشفى مصر الدولي بالقاهرة.