في ذكرى ميلاد زكريا أحمد.. تعرف على سر خلافه مع أم كلثوم

يحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من أهم ملحني فترة الثلاثينيات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وهو الملحن زكريا أحمد، الذي أمتعنا بالكثير من ألحان أغاني أم كلثوم، ومن أهمها: 'اللي حبك يا هناه، إمتى الهوى، شجاني نوحي، آه يا سلام، يا ليل نجومك، عادت ليالي الهنا، بكرة السفر، القطن فتح، أنا في انتظارك، أهل الهوى، عن العشاق، الأمل، جمال الدنيا، هوا صحيح الهوى غلاب.

زكريا أحمد

بدايته

ولد زكريا أحمد في 6 يناير 1896، كان أبوه حافظا للقرآن ومحب للتواشيح وهذا أكسب زكريا الحس الموسيقي، دخل زكريا الكتّاب، ثم درس بالأزهر، اشتهر بين زملائه بجمال صوته فكان دائما يقرأ القرآن وكان منشد جيد، تتلمذ على يد الشيخ درويش الحريري الذي أحببه في الموسيقى، وفي عام 1919 بدأ رحلته مع التلحين بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها، حيث قَدَمه الشيخ علي محمود والشيخ الحريري إلى إحدى شركات الأسطوانات. في عام 1924 بدأ التلحين للمسرح الغنائي، وَلَحْن لمعظم الفِرَق الشهيرة مثل: فرقة علي اَلْكَسَّار، وفرقة نجيب الريحاني، وزكي عكاشة، ومنيرة المهدية. وبلغ عدد المسرحيات 65 مسرحية لَحَنَ فيها أكثر من 500 لحن.

زكريا أحمد وأم كلثوم

بدأ زكريا بالتلحين لأم كلثوم في عام 1931 وكانت البداية بأغنية اللي حبك يا هناه من تأليف أحمد رامي، ومن أشهر ما لحن لها أهل الهـوى، الآهـات، الأمـل، أنا في انتظارك، كل الأحبة اتنين، هوه صحيح، غنى لى شوي شوي، عن العشاق سألوني، الورد جميل، الليلة عيد ( حبيبى يسعد أوقاته).

زكريا وأم كلثوم

تميزت ألحان زكريا لأم كلثوم بطابع خاص جعلها تتميز عن ألحان غيره لها، وغير ألحان الأفلام فإن ما غنته له على المسرح في حفلاتها يعتبر من علامات الموسيقى الشرقية في ذلك الوقت وكل وقت، ورغم إعجابه بصوت أم كلثوم وإعجابها هي الأخرى بألحانه لم تكن علاقتهما دائما على ما يرام، بل كان بينهما محاكم وقضايا في بعض الأحيان، ويذكر أن طلبت منه أم كلثوم لحنا ذات مرة فطلب خمسة آلاف جنيه ثمنا له وكانت أجور الألحان في ذلك الوقت بالمئات وليس بالآلاف، وعندما رفضت أم كلثوم طلبه تقاطعا لسنوات، لكنهما عادا واصطلحا ولحن لها عام 1960 هوه صحيح الهوى غَلَّاب من كلمات بيرم التونسي قبل وفاتهما بعام واحد.

زكريا أحمد والسينما

قدم الشيخ للسينما ألحان في جميع أفلام أم كلثوم بداية من عام 1936، كما قدم العديد من الألحان في أفلام أخرى، ويذكر أنه كان من أبرع الملحنين في تلحين الأغاني البدوية التي كان يصيغ معظمها بيرم التونسي، وحققت له نجاحا خاصا في البلاد العربية التي كانت تقبل على اللهجة البدوية في الأغاني.

وفاته

توفى زكريا أحمد في 14 فبراير من عام 1961، بعد صراع مع المرض