تحل اليوم 13 مارس ذكرى ميلاد الفنان والملحن محمد عبد الوهاب، أحد أعلام الموسيقى العربية والتلحين، وقد عاصر أهم شعراء ذلك الوقت الشاعر أحمد شوقي، ولقب عبد الوهاب بـ 'موسيقار الأجيال' وذلك لأن موسيقاه خالدة وتعيش مع كل الأجيال، ويرصد موقع أكل مصر'، أهم ملامح شخصية عبد الوهاب وقصته مع أمير الشعراء أحمد شوقي.
محمد عبد الوهاب
نشأة عبد الوهاب
ولد عبد الوهاب في 13 مارس عام 1901 ، هو من مواليد مدينة القاهرة ووالده الشيخ محمد أبو عيسى وكان يعمل مؤذنا وقارئا، ولدى محمد عبد الوهاب شقيقتان والتحق بكتاب المسجد بناءً على رغبة والده، وبالفعل حفظ أجزاء من القرآن الكريم لأن والده كان يريده أن يلتحق بالأزهر الشريف ويصبح قارئا ومؤذنا مثله، ولكنه أحب الطرب والغناء.
بداية معرفة أحمد شوقي
أُقيم حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية عام 1924 للفنان محمد عبد الوهاب وحضره المشاهير في ذلك الوقت ، منهم أحمد شوقي الذي طلب لقاء عبد الوهاب بعد انتهاء الحفل، ولم ينس عبد الوهاب مافعله به أحمد شوقي بمنعه من الغناء وهو صغير وذكّر أحمد شوقي بذلك الذي أكد له أنه فعل ذلك خوفاً على صحته وهو طفل، ومنذ تلك المقابلة تبناه أحمد شوقي لمدة سبع سنوات وأعتبر عبد الوهاب هذه السنوات هي أهم مراحل حياته، حيث اعتبر أحمد شوقي مثله الأعلى، فكان أحمد شوقي يتدخل في تفاصيل حياة عبد الوهاب وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب، وأحضر له مدرسا لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية.
بدأ نجم محمد عبد الوهاب يسطع وذلك نتيجة للحفلات التي كان يقيمها إثر تقديم أحمد شوقي له فقدمه إلى رجال الصحافة مثل طه حسين وعباس محمود العقاد والمازنى، وكذلك رجال السياسة مثل أحمد ماهر باشا وسعد زغلول ومحمود فهمي النقراشي، إلا أن ذلك لم يمنع الآخرين من مهاجمته وخاصة من المطربين الذين تخوفوا من شهرته مثل منيرة المهدية التي طردته من أوبريت كليوباترا ومارك انطوان وكذلك هاجمه العقاد والمازني (كان العقاد والمازنى قد أصدرا كتاب الديوان هاجما فيه أحمد شوقي.
ويمكن القول أن العلاقة بين عبد الوهاب وأحمد شوقي علاقة وثيقة ذكرها عبد الوهاب كثيراً في أحاديثه وكان دائما يعترف بفضل أحمد شوقي عليه، ولحن له العديد من القصائد مثل: دمشق، النيل نجاشى، مضناك جفاه مرقده.
أول لقاء له مع أم كلثوم
ذكر عبد الوهاب أن أول لقاء جمعه بأم كلثوم عام 1925 كان بمنزل أحد الأثرياء (محمود خيرت) جد الموسيقار عمر خيرت ، حيث غنيا معاً دويتو «على قد الليل مايطوّل» ألحان سيد درويش ، ليس ذلك فقط ولكن بدأ الثنائي العمل سويا ولحن لها أغنية «غاير من اللى هواكي قبلي ولو كنت جاهلة»، رفضت أم كلثوم أن تغنيها فغناها عبد الوهاب، ومن بداية الثلاثينيات وحتى أواخر الأربعينات كانت الصحف تلقب كلاً من عبد الوهاب وأم كلثوم بالعدوين إلا أنه جرت محاولات للجمع بينهما.
بدأت هذه المحاولات عندما قام طلعت حرب بمعرفة عبد الوهاب وأم كلثوم برغبته في جمعهما في فيلم يتولى استديو مصر إنتاجه ووافق الطرفان على القيام بالفيلم لكن حدث اختلاف بينهما حول من يقوم بتلحين الأغاني المشتركة بين البطلين ونتيجة إصرار كل طرف على موقفه تأجل المشروع لتفشل محاولة طلعت حرب.
أغاني وقصائد عبد الوهاب
'أحب أشوفك ، أخاف عليك من نجوى العيون ، اللى انكتب عالجبين ، اللى راح راح ، اللى يحب الجمال ، أنا انطونيو ، أهون عليك ، بالك مع مين ، بالله يا ليل تجينا ، بتتقلى ليه ، تراضينى وتغضبنى ، تعالى نغنى نفسينا غراماً ، حسدونى وباين فى عنيهم ، خايف اقول اللى فى قلبى ، دار البشاير ، ردت الروح ، سيد القمر ، شبكتى قلبى ، على غصون البان ، غاير من اللى هواك ، فيك عشرة كوتشينة ، قلب بوادى الحمى ، قلبى غدر بى ، كتير يا قلبى ، كلنا نحب القمر، لما انت ناوى تغيب على طول ، الليل بدموعى جانى ، الليل يطول على ، منك يا هاجر دائى، مال الفؤاد ده ، ما نيش بحبك ، والكثير الكثير من الأغاني الذي أمتعنا بها على مدار عقود كثيرة'.
صورة نادرة لمحمد عبد الوهاب مع أبنائه
زوجاته
تزوج محمد عبد الوهاب ثلاث مرات. الأولى في بداية مشواره الفني وهي سيدة تكبره بربع قرن يُقال أنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو الوردة البيضاء وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات، في عام 1944 تزوج محمد عبد الوهاب بزوجته الثانية «إقبال» وأنجبت له خمسة أبناء هم أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، واستمر زواجهم سبعة عشر عاماً وتم الطلاق في عام 1957 ، كان زواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي.أوسمة وجوائز ونياشين
الجائزة التقديرية في الفنون ، الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون ، رتبة اللواء الشرفية من الجيش ، نيشان النيل من الطبقة الخامسة ، الميدالية الذهبية من مهرجان موسكو ، الميدالية الذهبية في العيد الذهبي للإذاعة ، الميدالية الفضية في العيد الفضى للتليفزيون ، الميدالية الذهبية في العيد الذهبي للإذاعة ، الميدالية الفضية في العيد الفضى للتليفزيون ، جائزة الجدارة ، وسام الاستقلال.1970 ، وسام الاستحقاق السوري ، القلادة الأولى من الأردن ، قلادة الكوكب الأردنية ، الوشاح الأول من الرئيس بورقيبة ، الوسام الأكبر العمانى ، وسام الكفاءة المغربى ، وسام الاستقلال الليبى ، لقب فنان الشعب ، ميدالية طلعت حرب ، الميدالية الذهبية للرواد الأوائل في السينما المصرية ، وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر ، وسام الأرز اللبنانى من مرتبة 'كوماندوز' ، لقب 'فنان عالمى' من جمعية المؤلفين والملحنين في باريس ، دبلوم وميدالية ذهبية من معرض تولوز الفنى بفرنسا 1962، الإسطوانة البلاتينية 2 فبراير 1978.
وفاته
توفى عبد الوهاب في مساء يوم 4 مايو عام 1991 على إثر جلطة كبرى وجسيمة بالمخ نتيجة سقوطه الحاد على أرضية منزله بعد انزلاقه المفاجئ من سجاد الأرضية وشُيعت جنازته في يوم 5 مايو بشكلٍ عسكري بناءً على قرار الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك.