تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان أحمد مظهر الذي لقب بـ 'فارس السينما المصرية' أو 'البرنس' حيث توفى في 8 مايو 2002، وقد اشتهر بأدوار الرجل الشهم والرومانسي وقام بتقديم ما يزيد عن 135 فيلما، وحصل أيضا على 40 جائزة محلية ودولية ، وفي هذا التقرير ترصد 'أهل مصر' أهم أعمال أحمد مظهر وسبب اعتزاله الفن قبل رحيله بسنوات.
أحمد مظهر وسر خلافه مع سعاد حسني
على الرغم من نجاح الثنائي أحمد مظهر وسعاد حسني في الكثير من الأعمال السينمائية وكذلك كانت تجمعهما علاقة صداقة قوية إلا أن سبب اعتزاله هو كان خلاف بينهما بعدما أصرت الأخيرة على أن يكون اسمها في البداية على أفيش أحد أفلامهما قبل اسم مظهر، حيث أدرك حينذاك أن نجوميته بدأت في التناقص وقرر البحث عن مهنة أخرى، وبالفعل فتح أحمد مظهر ورشة لتصليح السيارات في منزله بمساعدة بعض من أصدقائه، خاصة أنه كان معروفا عنه شغفه الشديد بالميكانيكا وتصليح السيارات.
ولكن هذا الأعتزال لم يدوم طويلا وعاد مرة ثانية للفن وظل لسنوات يشترك في أعمال فنية تليفزيونية أو سينمائية، وقام أيضا بالتعاون مع السندريلا سعاد حسني بعدها في فيلم 'شفيقة ومتولي' عام 1978 وظل يعمل بالفن حتى رحيله.
أحمد مظهر ضابط في الجيش
هو أحد ضباط الجيش المصري، وأحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار، ولد أحمد حافظ مظهر الشهير بـ أحمد مظهر في أكتوبر 1917، التحق بكلية الطب البيطرى تلبية لرغبة والده ثم تركها إلى الكلية الحربية، وتخرج من سلاح المشاة دفعة جمال عبد الناصر، ليشارك في حرب فلسطين عام 1948، لينضم الى تنظيم الضباط الأحرار، حيث أسند اليه قيادة مدرسة الفرسان في التنظيم عام 1952، وكان له دور في التمهيد للثورة قبل اندلاعها، كما شارك في العدوان الثلاثي.
بدايته الفنية
كانت بدايته الفنية من خلال ترشيح المخرج زكي طليمات له ليؤدي دورا صغيرا في مسرحية 'الوطن' عام 1948 قبل ذهابه للمشاركة في حرب فلسطين ، وعندما كان صديقه السابق بالجيش المخرج إبراهيم عز الدين يحضر لفيلم 'ظهور الإسلام' عام 1951 عن قصة طه حسين، ولجأ لوزارة الحربية وطلب منها أن تمده بـ100 فارس بخيولهم، و300 من أفراد المشاة، وتصادف أن 'مظهر' كان ضمن الـ100 فارس التي رشحتهم الشئون المعنوية، ولبراعته وموهبته أسند له دور 'أبو جهل' كأول أدواره بالسينما، وهو من الأدوار الرئيسية في الفيلم وتقاضى عنه اجرا مائة جنيه.
وفى نفس الوقت حصل أحمد مظهر على كأس الفروسية بعد نجاحه في مسابقة الجيش للفروسية وقد سلمه له الملك فاروق ، وكان 'مظهر' ضمن تنظيم 'الضباط الأحرار'، وبعض اجتماعاتهم كانت تعقد بمنزله في الحلمية، لكنه لم يشارك في ثورة يوليو 1952، لأنه كان وقت قيام الثورة يمثل مصر في مسابقات الفروسية بدورة الألعاب الأوليمبية بفنلندا، وعندما عاد بعد الثورة، أسند إليه جمال عبد الناصر صديقه في سلاح المشاة سابقًا، قيادة مدرسة الفروسية.
تسريحه من الجيش
بعد قيام ثورة يوليو شرعت الثورة في إنتاج قصة كتبها يوسف السباعى بعنوان “رد قلبي“ رشحه المؤلف للقيام بدور البرنس علاء في الفيلم ورفض الجيش التصريح له، فذهب الى زميله وصديقه عبد الناصر فنصحه بالتفرغ للعمل في السينما، وبالفعل ترك الجيش وتفرغ للسينما وحول هذا الموقف يقول أحمد مظهر: “ذهبت لأحصل على تصريح فأقنعنى بالتسريح”.
40 جائزة محلية وعالمية
وحول أهم الجوائز التي حصل عليها قال: كثيرة تصل إلى أربعين جائزة محلية ودولية أهمها وسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1969 ثم وسام رفيع عام 1981.
زيجات أحمد مظهر
تزوج أحمد مظهر مرتين؛ الأولى من ابنة محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية في حكومة الوفد، لكن توفاها الله ولم ينجب منها أولادا، والثانية هي السيدة هدايت وكان يحبها كثيرا وأنجب منها أبناءه؛ شهاب وإيمان وريهام ونيفين.
كانت أولى صدماته في الحياة حين استخدم ابنه مسدسه الميري على سبيل اللعب وقتل به أحد أصدقاء والده، وكان هذا الحادث سببا في طلاق زوجته.
بكاء على الشجر النادر
استقطع من أرض أحمد مظهر في البراجيل خمسة أفدنة، من أجل توسعة الطرق وشق الطريق الدائرى لفيصل والهرم، وانتهكها البلدوزر دون استئذان، وكانت المرة التي بكى فيها بحرقة على آلاف الشجر النادر التي اغتيلت من مزرعته التي اعتنى بها طوال حياته وجمع فيها أندر أنواع الشجر والنباتات.