تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان 'توجو مزراحي' ، حيث إنه ولد في ذلك اليوم 2 يونيو عام 1901 أي من 122 عام ، برع مزراحي في السينما والإخرج وتم على يده إكتشاف العديد من الفنانين ذات الإسم الامع في سماء السينما العربية ، وقام بتصوير أول الأفلام السينمائية في محافظة الإسكندرية عام 1934 وكان إسمه 'المندوبان' ، وفي ذلك التقرير نرصد أهم محطات في حياة توجو مزراحي .
توجو مزراحي
نشأ توجو مزراحي في محافظة الإسكندرية ، وهو من أسرة يهودية ذات أصول إيطالية ، ويعد من ثاني أهم الشخصيات اليهودية في تاريخ السينما المصرية ، بعد وداد عرفي ، ظهر مزراحي في الفن بإسم مستعار وهو 'أحمد المشرقي' وإختار هذا الإسم ليكون سهل على مسمع الجمهور ، وقام بتأسيس شركة للإنتاج السينمائي ، وقدم من خلاله العديد من الأفلام مثل 'الهاوية' ، وهو أول من أنشأ نقابة للسينمائيين في مصر بمشاركة المخرج أحمد بدرخان ، وعن جنسيته اليهودية فقد أعلن عنها خلال تقديمه لسلسة أفلام بطلها شخص يهودي مصري .
حاول توجو بث المحبة بين اليهود والمسلمين من خلال أفلامه وخصوصا فيلم سلامه حيث جعل أم كلثوم تتلو آيات قرآنية في الفيلم ، هو كان يهوديا ولكنه كان يحب مصر ورفض السفر إلى إسرائيل وبقي في إيطاليا حتى وفاته في 1986 ، وفي عام 1939، ثم تبنيه للوجه الجديد ليلى مراد (التي كانت يهودية وقتها) وجعل منها أسطورة سينمائية. وهو مكتشف الممثل السينمائي شالوم.
كون توجو مزراحي مع على الكسار ثنائيا هاما ، بعد أن إكتشفه وحقق الكسار نجومية كبيرة مع توجو ليقدما عددا من الأعمال الخالدة وهي 'الساعة 7 و سلفني 3 جنية ونور الدين والبحارة الثلاثة'.
أول أفلام توجو في الإسكندرية
كان لتوجو مزراحي الفضل في أول فيلم سينمائي يتم تصويره في محافظة الإسكندرية وكان تحت إسم 'المندوبان' عام 1934 ، قصة وسيناريو وإنتاج وإخراج توجو مزراحى، وحوار بديع خيرى، وشارك فى التمثيل بالفيلم عدد من الممثلين لم يظهروا بعدها فى السينما، منها سهام، وفورى الجزايرلى وشالوم، وإحسان الجزايرلى وفيكتوريا فارحى.
قصة فيلم المندوبان
وتتحدث قصة الفيلم عن رفض أم أمينة وأم أستير زواج ابنتهما من شابين فقيرين، لتزويجهما شابين آخرين يدعيان الثراء، وتدور أحداث الفيلم حول القصة ويتم تصوير مشاهدها بالإسكندرية ، وانتشرت بوسترات الفيلم بعنوان: 'توجو مزراحى يقدم فيلمه المضحك يوم الخميس 17 مايو سنة 1934، فى سينما فؤاد بمصر، وفى داركم المصرية الكوزموجراف الأمريكانى بالإسكندرية، وستشجيكم المطربة الفنانة بصوتها العذب الحنون الآنسة سهام، ويشترك فى التمثيل فوزى واحسانه الجزايرلى وشالوم وعبده محرم '.
ومزج مخرج الفيلم توجو مزراحي بين المشاهد الداخلية والخارجية، ومن الأماكن الخارجية ظهر فيها ميدان المنشية، والذى يطلق عليه حاليا ميدان محمد على، والذى لازال على شكله منذ عام 1934 وحتى الان لم يتغير ، كما رصدت الكاميرا كورنيش الإسكندرية، وتحديدا شرق الإسكندرية، والتي كانت منطقة صحراوية فى سيدى بشر والمندرة حتى المنتزه، ولم يبن فيها أي عمارات سكنية فى هذا التوقيت، وكانت الكتلة السكنية فى منطقة المنشية ومحطة الرمل فقط ويظهر الكورنيش بشكل مختلف .
التعاون مع وكالة بهنا
وتعاون توجو مزراحي فى فيلم المندوبان مع وكالة بهنا وهى ايضا كان مقرها ايضا بالإسكندرية فى منطقة المنشية واصبحت بعدها من اهم وكالات التوزيع السينمائي فى مصر والعالم العربى وايضا انتشرت فى اوروبا وكان لها الفضل فى انتاج وتوزيع عدد كبير من افلام السينما المصرية خرجت من عروس البحر المتوسط الى العالم وهى كان يمتلكها بازيل بهنا اشهر عائلات الموصل وعشقوا الاسكندرية وعاشوا فيها سنوات طويلة حتى امتهنوا التوزيع السينمائي ونجحوا فيها .