تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، حيث إنه توفى في ذلك اليوم 9 من فبراير عام 1980 بمدينة الزقازيق بالشرقية، ولحن عزيز للعديد من نجوم الزمن الجميل مثل عبد الحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وعفاف راضي، ومحمد ثروت، وفايزة أحمد، وأم كلثوم، وفريد الأطرش
.
حوار مرسي جميل عزيز
حوار لمرسي جميل عزيز باسم مرسي يعتزل أغاني الحب
نشرت أحد الصحف اليومية حينها حوارا تحت اسم مرسي جميل عزيز يعتزل أغاني الحب بأمر الطبيب، وجاء نصها كالتالي، ماذا بك؟
يقول الأطباء أنه قلبي.. لكني أشعر أنهم يخفون علىّ حقيقة علتيّ.
ماذا في قلبك؟.
قالوا ليّ إننيّ أحتاج إلى راحة تامة لمدة ثلاثة شهور لا أغادر فيه الفراش بتاتا.. وعلى ألا أبذل أي مجهود ذهني أو عضلي.. وأنا أتساءل بدوري.. ماذا في قلبي حتى أنفذ هذه الأوامر الصارمة.
وهل يمكنك تنفيذ هذه الأوامر؟.
لا بد.. وألا مت.
ولن تكتب طوال هذه الفترة؟
ممنوع منعا باتا.. وعلى العموم كان في نيني أعتزال كتابة الأغنية.
لماذا ؟، عاوز أكل عيش وكتابة الأغاني لا تؤكل عيشا؟
لا في مدة العشر سنوات الأخيرة ضاع مني حوالى عشرة آلاف جنيه بسبب الأغاني، لقد ضحيت بتجارتي التي كانت تدر على ربحا كبيرا.. وثبت أنه من غير الممكن الجمع بين التجارة وكتابة الأغنية.. لم یکن يهمني شيء في سبيل التأليف.. لكني عندما شعرت بالخطر الذي يهدد صحتي بدأت أفوق النفسي، وخصوصا، أن طريقتي في كتابة الأغنية في منتهى القسوة قد تستغرق كتابة الأغنية الواحدة أكثر من ٣٠ يوما من السهر يوميا حتى الصباح.. وبعد كل ذلك كنت اعتقد أنني سأجد من يقدر عملي أو أن أترك أثرا كبيرا إنما وولله ياعزيزي کله عند العرب صابون، اللى بيتعب ويكتب كلام كويس زي اللي ما بيتعيش ويكتب كلام فارغ ويصمت مرسي لحظات ثم يعود إلى الكلام ويقول وهناك أمر آخر.. لقد كنت أسعى لتركيز اسمي ووجودي.. والارتفاع بمستوى الأغنية ومؤلفي الأغاني.
وتابع: ''استطعت والحمد الله أن أجعل من الأغنية عنصرا أساسيا ذا قيمة.. وضربت رقما تاريخيا في ثمن الأغنية حيث أوصلت أجرها إلى ٥٠٠ جنيه عن الفيلم والاسطوانة فوصلت الأغنية إلى ثمن يفوق ثمن اللحن والملحن ورغم ذلك تعبان في عیشتيّ، لو استمريت في هوايتي سيترتب على ذلك أن أجوع أنا وأولادي و ضروري راح أعدم صحتي وبيني وبينك مستوى الوعي الفني أو التفوق الفني عند الوسط الفني من الملحنين، والمطربين يكاد يكون معدوما مستوى رجل الشارع ربما يفوق مستواهم الفني''.
واختتم: ''ثم في الحقيقة المجهود الذي يبذله مؤلف الأغاني مجهود ضائع فمؤلف الأغاني قبل أن يحاول أن يقدم المعنى الحلو يحاول أن يهيئ الجو الحلو، ولذلك كنت بفكر دائما بفكرة الكومبينات.. أي ائتلاف المؤلف، والملحن، والمطرب لعمل أغنية ناجحة وأكبر دليل على ذلك هو نجاح الأخوين رحباني وفيروز''.