يحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الكبير صلاح أبو سيف أو كما لقب بـ ''الأب الروحي للواقعية''، إذ ولد في ذلك اليوم 10 من مايو عام 1915، قام بإخراج 41 فيلما فقط ولكن تعد هذه الأفلام من كلاسيكيات السينما المصرية، وتم اختيار 11 فيلما من هذه في قائمة أفضل 100 فيلم مصري وكان من بينهم فيلم 'بداية ونهاية' المقتبس من رواية الأديب نجيب محفوظ.
كواليس فيلم شباب امرأة
قام صلاح أبو سيف بإخراج العديد من الأفلام التي تعد علامات بارزة في ذاكرة السينما المصرية والعربية ومن بين هذه الأفلام كان فيلم ''شباب إمرأة'' للنجم شكري سرحان وتحية كاريوكا والذي تحدث عنه أبو سيف في مذكراته حيث وصفه بأنه كان يتحدث عن حياته في ذلك الفيلم.
وتحدث صلاح أبو سيف عن فيلم شباب امرأة في مذكراته قائلا: ''انتقالي من بولاق إلى باريس كان مشابهًا لانتقال إمام من القرية إلى المدينة، إمام في الحقيقة هو أنا عندما سافرت إلى فرنسا، كان مثلي يريد العلم وفقيرًا ساذجًا وعلى نيّاته، بلا خبرة، ويسهل توريطه، ويسهل استغلال ظروفه، وشبابه، إنه لا يملك سوى البراءة في مواجهة الخداع، ومن ثم اغتصبته المدينة وأفقدته عذريته'.
وتابع: ''فيلم شباب امرأة تجربة حية عشتها فى باريس ولكن الطرف الآخر لم يكن يملك سرجة مثل شفاعات بطلة الفيلم، وإنما كانت تملك لوكاندة صغيرة، كانت التجربة تجربتي والقصة قصتي.. لكني طلبت من أمين يوسف غراب أن يحولها الى حكاية مصرية'.
تجهيزات الفيلم
واستكمل: ''في أول جلسة لتجهيز الفيلم اتفق صناع الفيلم أننا هنقدم تجربة مختلفة عن التجارب السائدة وقتها.. وبدل ما نقدم نموذج لجبروت الرجل هنقدم نموذج لجبروت الست.. ومن هنا فالصدارة هتكون للمعلمة شفاعات''.
وتابع: ''من بين العقبات التي وقفوا عندها.. الأحداث تدور في بنسيون مثلما حدث معي وهنا تذكرت أن السرجة كانت توجد بالفعل في الحارة التي كنت أسكن بها، وبعد الاتفاق على المكان.. اختلف فريق العمل على مصير شفاعات هل تموت أم لا لأن البطلة الحقيقية كانت على قيد الحياة، لو رجع بيا الزمن مش هقتل شفاعات لأنى ظلمتها كما ظلمها المجتمع'.
وتابع: ''بعد الأتفاق على المكان وكل تفاصيل الفيلم تمت مرحلة كتابة الفيلم التي استغرقت عام كامل وبعد ذلك تم اختيار الممثلين، وكان شكري سرحان وتحية كاريوكا هما الخيار الأفضل''.
واستكمل: ''قال لي الموزعيين أن شكري سرحان ضعيف والأفضل الاستعانة بعمر الشريف أو رشدي أباظة أو أحمد رمزي وأيضا زوزو نبيل هي من تقوم بدور شفاعات ''تحية كاريوكا'' ولكن رفضت لأن هؤلاء النجوم ولاد ذوات محدش هيصدقهم وزوز نبيل لا تصلح للإغراء.
وتابع: '' توصلنا في النهاية أن تشارك معهم نجمة كبيرة بدور صغير وتم تعديل السيناريو من جديد وكتابة دور سلوى وتم اختيار فاتن حمامة ولكنها رفضت لأن الدور كان صغير وتمت الاستعانة بشادية بعد تدخل تحية كاريوكا ووافقت شادية فورا وبدأ التسويق للفيلم باسمها رغم أنه بعد العرض محدش كان بيجيب سيرتها وكله بيتكلم عن تحية وشكري''.
وتابع: ''من أكتر المشكلات التي واجهتني وقت التصوير هو ابتسامة تحية ولكي أجعلها تستحضر دور شفاعات كنت أرسل مساعدي لها لكي يجر شكلها إلى أن تتنرفز وتدخل دور شفاعات وأخذ اللقطة أما المشاهد الناعمة فكنت أذهب لها قبل التصوير وأفضل أهزر معها حتى ينظبط مودها.
أصعب المشاهد في فيلم شباب مرأة
وتابع: 'أيضا من المشاهد الصعبة كان مشهد ضرب تحية لحسبو بالقلم، الدور اللي برع فيه عبدالوارث عسر.. لكن تحية كانت بترفض تضربه بجد لذلك تم إعادة المشهد 15 مرة إلى أن أتنرفز عبد الوارث وقالها 'يا بنتي أضربي بقى وخلصيني'.
رأي شادية في الفيلم
وتابع: ''عندما عرض الفيلم حقق نجاح كبير وقالت شادية في حوار لمجلة المصور:الفيلم بالنسبة لي خطوة مهمة في حياتي، بالرغم من أني شاركت فيه في دور هامشي، لأن بطولة الفيلم كانت لصديقتي الحبيبة تحية لكن في هذا الفيلم أخذت قرارا بالتمرد على دور البنت الدلوعة أو الساذجة العبيطة التي تشارك في الأفلام للتسلية'.
خلافات على فيلم شباب امرأة وذهابه لمهرجان كان
واختتم: ''بعد نجاح الفيلم تم ترشيحه من لجنة المهرجانات برئاسة يحيى حقي لمهرجان كان السينمائي لكن وقتها الرقابة اعترضت بحجة أنه يسيئ إلى سمعة مصر.. وتدخل المخرج يوسف شاهين واعترض على الفيلم فترشح فيلمه 'صراع في الميناء' للمهرجان بدل شباب امرأة، ووصل تقرير لمكتب رئيس الوزراء بأن فيلم شباب إمرأة مقتبس وأن قضيته لا يجب أن تمثل مصر في المهرجان لكن رفضت الاستسلام وبالفعل سافر الفيلم ومثل مصر في مهرجان كان.