تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة القديرة سهير الباروني التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 31 يناير عام 2012 عن عمر يناهز 75 عاما، ونرصد في السطور التالية المشوار الفني الكبير لسهير الباروني حتى وفاتها.
الصدفة
اسمها الحقيقى 'سهير محمد يوسف'، ولدت يوم 5 ديسمبر 1937، نشأت في حي باب الشعرية بشارع الجيش، وبزغت موهبتها الفنية منذ الصغر، كانت بدايتها الفنية في مدرسة غمرة الابتدائية حيث اشتركت في الفرقة الموسيقية كعازفة كمان، وفي احد الايام اراد احد اقاربها ان تنضم لمعهد التمثيل هو الفنان عثمان محمد علي وأخذها معه للمعهد وعندما حضرت الاختبارات بالصدفة طلب منها احد اساتذة المعهد إلقاء جملة وبعدما انتهت من إلقاء الجملة أعلن فوزها بالمركز الأول رغم أنها لم تتقدم للمشاركة.
صعوبات في طريق الحلم
ولكونها حفيدة سليمان باشا الباروني أحد كبار البارونية في ليبيا ورفيق عمر المختار في كفاحه ضد الاحتلال فكانت صلة القرابة هذه عائق يقف أمام دخولها التمثيل، بجانب رفض والدتها أيضا، لكن سهير اخبرتها انه يمكن ان تحضر معها العروض المسرحية الخاصة بالمعهد حتى تطمئن، وبعد انتهاء العرض عنفتها والدتها ونهرتها واتهمتها بأنها 'تتقصع' أمام الجمهور، ولقنتها علقة ساخنة، وانقذها الجمهور من يد والدتها ، وحبستها لمدة عام في المنزل ومع إلحاح المقربين من سهير واحدهم كان الموسيقار محمد الموجي الذي كان يعمل بمدرستها وافقت الأم وكانت تحضر معها العروض وتصوير أفلامها.
الانطلاقة
وفي يوم أخبرها مدير فرقة الريحاني برغبة بديع خيري في مقابلتها، وعندما قابلته ابدى اعجابه بها وعرض عليها العمل في الفرقة ووافقت ، لكن والدتها رفضت ذلك حتى أقنعها بديع خيري، لتحقق بعد ذلك نجاحا كبيرا مع فرقة الريحاني، بعدها انتقلت للعمل في الإذاعة ورشحها الفنان سراج منير للمخرج هنري بركات للمشاركة في فيلم 'أيام وليالي'، مع عبد الحليم حافظ، وشاركت بعدها في العديد من الأفلام مع كبار نجوم الفن وقتها ، وحصرها المخرجين في كثير من الأعمال في دور العانس التي تألقت في تأديته.
أبرز الأعمال
قدمت سهير الباروني عدد كبير من الاعمال ابرزها افلام، 'ايام وليالي، بين القصرين، قصر الشوق، 30 يوم في السجن، أضواء المدينة، بنت اسمها محمود، لقاء مع الماضي، فول الصين العظيم'، وأهم أعمالها تليفزيونيا 'لن أعيش في جلباب ابي، عصابة بابا وماما، رأفت الهجان، واخر اعمالها فرقة ناجي عطا الله' ، وأبرز أعمالها على خشبة المسرح، 'هالو شلبي، علشان خاطر عيونك، شارع محمد علي'.
النهاية والندم
أعلنت سهير الباروني قبل وفاتها بأنها ندمت على المشاركة في بعض الأعمال الفنية خاصة الأدوار التي ارتدت فيها بدلة رقص، وقالت: 'مش راضية عن بدل الرقص اللي لبستها ومش راضية عن اللي عملته في الافلام وانا ندمانه على اشياء كثيرة'، وعانت في آخر أيامها من الاهمال وتخلي الجميع عنها وقالت: 'لن أتسول عملا من أحد'، فكانت تعشق الفن وتتمنى أن تمثل حتى اخر لحظاتها ، كما عانت في اخر ايامها من أعراض الشيخوخة المزمنة والتوتر العصبي والاكتئاب خاصة بعد اهمال الكل لها، حتى رحلت عن عالمنا يوم 31 يناير 2012 عن عمر يناهز 75 عاما.