أثارت أزمة الرقائق الإلكترونية الكثير من العاملين في القطاعات التكنولوجية عالميًا، لأنها تدخل بشكل مباشر في صناعة الأجهزة الكهربائية، وأدمغة الآلات، حيث أن نقص أشباه الموصلات عرقل مسيرة مصانع عملاقة، بسبب عدم توفر مدخلات الإنتاج، وكان لسوق السيارات النصيب الأكبر من المشكلة لأنها تعتمد عليها بشكل مباشر، كما أنها أثرت على تنفيذ المرحلة الأولي من مبادرة الإحلال التي أعلنت الحكومة المصرية عن تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا الصدد، قال المهندس خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، إن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية تؤثر بصورة مباشرة على توقف حركة خطوط إنتاج شركات السيارات بمختلف دول العالم، لأن صناعة السيارات ترتكز بشكل رئيسي على الرقائق الإلكترونية التى تعرف بأشباه الموصلات لاعتبارها أحد مكونات الإنتاج الهامة.
وأضاف «سعد» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن مصانع تجميع السيارات المحلية ستواجه أزمة حقيقية في توفير مدخلات الإنتاج خلال الفترة المقبلة، نظرًا لأن هناك العديد من مصانع العالمية أصبحت تعمل بـ50% من طاقتها الإنتاجية سواء كان في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، ألمانيا وغيرهم من الدول الأوروبية، نتيجة التداعيات السلبية لإنتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
وأوضح الأمين العام لرابطة مصنعي السيارات، أن مصنعي السيارات سيكون لديهم بعض مشاكل في سلاسل الإمدادات من الرقائق الإلكترونية ومكونات الإنتاج بالسوق المصري في حالة تفاقم الأزمة عالميًا، وهو ما يترتب عليه من تعطيل عجلة إنتاج السيارات المجمعة محليًا.
وأشار «سعد»، إلى أن الرقائق الإلكترونية عبارة عن لوحات صغيرة الحجم تشكل أحد عناصر أشباه الموصلات، التي تعتمد عليها الكهرباء الموصلة للسيارة، لذلك فإن عدم توافرها داخل الأسواق عالمية، قد يتسبب في عدم إنتاج السيارات نهائيًا، ويرجع تقلص الرقائق الإلكترونية إلى تحويل إنتاج تلك الشركات نحو الإلكترونيات الترفيهية، ومنها الهواتف الذكية والحواسب وغيرها، خاصة بعد تراجع مبيعات السيارات خلال العام الماضي2020.
وتابع أنه حسب التقارير الصادرة من المحللين السيارات في أوروبا، فإن أزمة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات الإلكترونية خفضت إنتاج السيارات في العالم بنسبة تقارب الـ20%.
وفي السياق ذاته، علق المهندس عمرو سليمان، عضو شعبة السيارات بالاتحاد الغرف التجارية، وكيل الحصري للعلامات التجارية بي واي دي، ولادا في مصر، ورئيس شركة الأمل لتصنيع وتجميع السيارات، على تعذر شركة غبور أوتوعن تلبية طلبات سيارات هيونداي المشاركة في مبادرة الإحلال المركبات المتقادمة للعمل بالطاقة النظيفة.
وقال سليمان، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن تفاقم أزمة الرقائق الإلكترونية ساهمت في توقف العديد من مصانع السيارات العالمية عن الإنتاج منذ بداية العام الجاري 2021، نتيجة لوجود حالة من نقص في المكونات الأساسية التي تعتمد عليها صناعة السيارات، الأمر الذي يلقى بظلاله على عملية تصنيع سيارات التجميع المحلي أيضًا.
وأضاف أن هناك بعض شركات السيارات المصرية أعلنت عن عدم توافرالرقائق الإلكترونية لاستكمال عملية انتاج المركبات خلال الفترة الحالية، مما ترتب عليه عدم القدرة على سد احتياجات السوق لبعض الطرازات المطلوبة، خاصة بالتزامن مع تطبيق المرحلة الأولى من مبادرة إحلال السيارات، والتي تسببت في تزايد الطلب على السيارات المشاركة.
ويشارك عدد من شركات السيارات في مبادرة إحلال مركبات المتقادمة للعمل الغاز الطبيعي، من خلال 7 طرازات مجمعة محليا، وهي،" لادا جرانتا، وبي واي دي F3، ونيسان صني، و النترا، وشفرولية أوبترا، و هيونداي إلنترا HD وأكسنت RB.
وأوضح عضو شعبة السيارات، أن أزمة الرقائق الإلكترونية العالمية سيظهر مردودها السلبي على ارتفاع أسعار السيارات داخل السوق المصري، نتيجة نقص بعض الطرازات الأوروبية، نظرًا لإغلاق بعض مصانع السيارات بالخارج على أثر تلك الأزمة التي تشهدها كافة الدول المصنعة حول العالم.
وأكد «سليمان»، أن شركته لديها مخزون كافي من مستلزمات الإنتاج يصل إلى 3 أشهر المقبلة، ما يؤدي على تلبية كافة السيارات المطلوب تسليمها من سيارات بي واي دي F3 ولادا جرانتا، المشاركين في مبادرة احلال السيارات، مشيرًا إلى أن الإعداد المطلوبة من تلك السيارات وصلت إلى 4000 مركبة حتى الآن.
وفي السياق ذاته، قال مدحت إسماعيل، مدير قطاع علامة فولكس فاجن في شركة المصرية التجارية وأوتوموتيف، إن أزمة الرقائق الإلكترونية أثرت بشكل مباشر على سوق السيارات عالمًيا ومحليًا، موضحًا أن السوق المصري شهد حالة من النمو في معدلاته الاقتصادية، على الرغم من تأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) بمختلف دول العالم.
وأضاف «إسماعيل» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن نقص الرقائق الإلكترونية ساهمت في تراجع حجم الحصص الأستيرادية للوكلاء بنسبة 40% خلال الفترة الحالية، نتيجة توقف خطوط إنتاج تشغيل المصانع لـ50%، ما أدى إلى نقص المعروض من السيارات مع وجود زيادة في حجم الطلب يقدر 23% داخل الأسواق.
وأوضح مدير علامة فولكس فاجن في مصر، أن نقص إنتاج السيارات عالميا تسبب في توقف حجوزات على السيارات في الفترة الحالية، نتيجة لعدم وجود مخزون كافي لدي الوكلاء والموزعين داخل الأسواق.
ومن جانبها، خفضت شركات تصنيع السيارات العالمية، بما في ذلك هيونداي، وفولكس فاجن وفورد وجنرال موتورز، الإنتاج مع اكتساح سوق الرقائق من قبل صانعي الإلكترونيات الاستهلاكية، مثل الهواتف الذكية، العملاء المفضلون في صناعة الرقائق لأنهم يشترون رقائق أكثر تقدمًا وذات هامش أعلى وفقا لما نقلته رويترز.
وتتوقع شركة الاستشارات الأمريكية أليكس بارتنرز (AlixPartners) أن يؤدي نقص مكونات السيارات إلى خسائر تصل إلى 14 مليار دولار في إيرادات الربع الأول من العام الجاري، وما يقرب من 61 مليار دولار من الخسائر لعام 2021 بأكمله.