يتحكم سعر الدولار في حركة البيع والشراء لقطاع السيارات داخل السوق المصري، ما يظهر حالة من الترقب والحذر الشديد لدى المستهلكين في انتظار مزيد التراجع في سعره، ما يعقبه تراجع في أسعار السيارات، نظرًا لتحكم العملة الأمريكية في السوق وسيطرتها على أسعار الماركات المختلفة، خاصة في ظل تطبيق العديد من اتفاقيات الشراكة والإعفاءات الجمركية سواء كانت التركية أو الأوربية.
وهو ما أكد عليه عدد من تجار السيارات، بأن تقديم التخفيضات والخصومات على بعض الماركات التجارية داخل السوق السيارات، جاءت نتيجة مواصلة استمرار تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، حيث سجل سعر الدولار 15.79 للشراء، بينما 15.89 جنيه للبيع في البنك المركزي، ويأتي ذلك تزامنًا مع تطبيق الصفر الجمركي على السيارات ذات المنشأ التركي مع بداية عام 2020، مما أدي إلى اشتعال المنافسة بين وكلاء السيارات، موضحين أن تراجع الدولار يعد أحد الركائز الرئيسية التي تتحكم في انخفاض أسعار السيارات داخل السوق المصري.
وفي السياق ذاته، قال علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن التخفيضات والعروض التي تشهدها ماركات السيارات داخل السوق المصري منذ بداية العام الجديدة 2020، جاءت نتيجة تراجع سعر الدولار خلال الربع الأخير من 2019، وهو ما أثر على الأسعار للماركات المختلفة، موضحًا أن تأثير انخفاض الدولار لا يظهر بالشكل المباشر في وقت تراجعه إنما يحتاج لوقت أطول.
وأضاف «السبع» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن استيراد ماركات السيارات يتم من خلال العملة الأمريكية "الدولار" من الخارج، مشيرًا إلى أن قيمة تراجع سعر صرف الدولار لا يتعدى الـ25 قرش، وهذه القيمة ضئيلة للغاية من ناحية تأثيرها على تقديم حجم تخفيضات كبيرة للعملاء، حيث أنه كلما انخفضت سعر السلعة الأساسية "السيارة" كلما يعود بالنفع على دورة رأس المال ككل سواء كان على مستوى الوكلاء والموزعين أو التجار والمستهلكين.
وأوضح عضو الشعبة العامة للسيارات، أن هناك العديد من المستهلكين يترقبون التخفيضات الجديدة بشكل فوري لأسعار السيارات كلما تراجع سعر الدولار، حيث يٌجبر بعض وكلاء السيارات إلى تقديم خصومات وعروض من أجل الالتحاق بقطار التنافسية، وهذا ما حدث مع تطبيق الشريحة الأخيرة من الإعفاء الجمركي على السيارات ذات المنشأ التركي، ما أدي إلى توقف البعض عن اتخاذ قرار شراء السيارة وهدوء مبيعات الربع الأول من العام الجاري، مشيرًا إلى أن المنافسة وسعر العملة تعد أحد العوامل الرئيسية التي تتحكم في انخفاض أسعار السيارات، متوقعًا تراجع أسعار السيارات في حال استمرار تراجع سعر الدولار.
ومن جانبه، قال محمود حماد، رئيس قطاع السيارات المستعملة برابطة تجار سيارات مصر، إن سوق السيارات سوف يشهد حالة من التحسن الملحوظ في أسعار السيارات بكافة أنواعها خلال الربع الأول من العام الجاري، نتيجة تطبيق الصفر الجمركي على السيارات ذات المنشأ التركي، بالإضافة إلى استمرار تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، ما سيؤدى إلى توجه العديد من وكلاء السيارات لإعادة التسعير مرة أخرى.
وأضاف «حماد» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن التخفيضات الجديدة على أسعار السيارات بمختلف الماركات، كان له تأثير في هدوء حركة مبيعات السوق، نتيجة انتظار بعض المستهلكين إلى استقرار أسعار السيارات، موضحًا أن استمرار تراجع سعر الدولار سوف يساهم في انخفاض أسعار السيارات بحوالي 5% إلى 10% من الأسعار الحالية.
وفي السياق ذاته، قال ياسر حشيش، رئيس رابطة تجار السيارات بالبحيرة، إن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري لا يؤثر بالشكل المباشر على أسعار السيارات الموجودة في الوقت الحالي داخل السوق، موضحًا أن مردود التأثير سوف يظهر على طلبات السيارات الجديدة التي سيتم دخولها إلى مصر على مدار الـ3 أشهر المقبلة.
وأضاف «حشيش» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن تأثير تراجع سعر صرف الدولار على قطاع السيارات سوف يكون بشكل محدود، نتيجة لأن انخفاض الدولار بضع قروش، حيث لا يصل قيمة الخفض إلى جنيه مثلما حدث سابقًا، لذلك سيكون تأثيره ضعيف على تراجع أسعار السيارات خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح رئيس رابطة تجار السيارات البحيرة، أن هناك حالة من التذبذب وعدم استقرار سعر الدولار أمام الجنيه تظهر مع بداية الربع الأول من العام الجاري، ما يؤثر سلبيًا على العديد من المستهلكين بالنسبة لحجم الإقبال على شراء السيارات، خاصة مع انتظار الكثير من العملاء هبوط سعر الدولار أمام الجنيه مرة أخرى، ما سيؤدى إلى توقف البعض عن شراء السيارات في الوقت الحالي.
وأشار «حشيش»، إلى أن تأثير تراجع الدولار الواضح يأتي من ضعف حركة البيع و الشراء خلال الربع الأول من العام الجاري، نتيجة ترقب المستهلكين مزيد من التخفيضات على أسعار السيارات، ما يجعلهم أكثر حرصًا في اتخاذ قرار الشراء، موضحًا أن استقرار وثبات سعر صرف الدولار أمام الجنيه، سيكون له مردوده الإيجابي على نمو معدلات المبيعات مع بداية الربع الثاني 2020.
نقلا عن العدد الورقي..
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
