لو لم يكن في منطقة جبلية، لأوقع محافظة قنا في كارثة كبرى، وإن لم يتم الإستجابة للسيطرة عليه سريعة لانفجر خط الغاز الطبيعي ودمر الكثير، هو كما أطلق عليه المواطنين من شدة قوته 'إنفجار قنا' ليس كمركز فقط، ذلك الحادث المبهم الذي انفجر فيه 300 اسطوانة بوتاجاز و24 طن سائل داخل سيارة تابعة لشركة الغازات البترولية 'بتروجاس' فجر اليوم.
ساعات من الرعب والهلع والخوف عاشها أهالي مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، منذ اللحظات الأولى من اليوم الأحد، بعد حدوث انفجار ضخم في قرية النواهض، بلاد المال بحري، على الطريق الصحراوي، وخرج المواطنين من منازلهم، غير مستوعبين ماذا يحدث في مثل هذا المكان المعروف بالنسبة لهم أنه تخصص 'قاعة أفراح منذ عامين' ولم يتم تشغيله، حتى وقتنا هذا.
زاد الجدل من قبل مواطني القرية فأصبح البعض منهم يفسر الحادث على أنه 'انفجار خط الغاز الطبيعي' والبعض الآخر كمستودع للإسطوانات نظرًا لبعد خط الغاز عن مكان الواقعة، ولكن بعد انتقال الأجهزة الأمنية والوحدة المحلية لمركز أبوتشت وقوات الحماية المدنية، توضح أنه إنفجار لمكان مهجور تتم فيه تعبئة إسطوانات البوتاجاز منذ فترة طويلة، في غياب المسئولين ودون علم الأهالي الذين صدمو عند معرفتهم باستخدام مكان الواقعة في أعمال غير مشروعة.
لحظة انفجار مستودع اسطوانات غاز مجهول في قنا
تفاصيل واقعة انفجار قنا
حدث انفجار قنا، في منزل مهجور كما كان يعتقد أهالي القرية، مساحته أكثر من 8 قراريط، ملك للدولة، قام أحد الأشخاص يُدعى 'ه.ك' من قرية النواهض، ببناء سور له ووضع يافطة عليه بأنه قاعة أفراح منذ عامين، وأجره لآخر يُدعى 'س.غ' صاحب مستودع أنابيب تابع لقرية أبوشوشة متوقف نشاطه، ليزاول المهنة بطرق غير مشروعة وبيع الإسطوانات في السوق السوداء.
اللغز وراء سائق "بتروجاس" ومصدر الغاز
بعد السيطرة على 'انفجار قنا' توضح الأمر الذي من خلاله أعلنت شركة الغازات البترولية 'بتروجاس' عن خروج سيارة صهريجية تابعة لإحدى شركات القطاع الخاص 'H U ' في أسوان، محملة بكمية بوتاجاز 31,2 طن، خلال توجهها إلى مصنع التعبئة بأسوان، على إثرها قام السائق علاء.ع.ع، بمخالفة خط السير، وتوجهه إلى مكان خاص بصالة أفراح غير مستغل ومجهز لتعبئة الإسطوانات بطريقة غير شرعية.
افتضاح أمر المتهمين
بعد عامين من تدرجهم في استخدام الطرق الغير مشروعة، وبيع اسطوانات الغاز في السوق السوداء، أراد الله افتضاح أمرهم للجميع وكشف الإهمال وغياب المسئولين على مثل هذه الكارثة، حيث الظلام الكاتم في وقت متأخر بمنتصف الليل، كعادتهم المستمرين عليها، بدأو في ليلتهم السوداء ذات التي سوف توضح خبايا عدة من وراء تلك الكارثة التي شهدتها قنا فجر اليوم، بتعبئة اسطوانات البوتاجاز من السيارة المحملة بالسائل لبيعها في السوق السوداء حدث اشتعال مفاجئ جعلهم يتركون صحكل شئ ويفرو هاربين في الجبال.
استيقظ المواطنون على صوت الإنفجار الذي كانت تزداد قوته، والرعب متملك بهم، يستنجدون بالأجهزة الأمنية وقوات الحماية المدنية لإنقاذهم، فتم تلبية الإستجابة لهم في أسرع وقت بالسيطرة على الحريق من عدد كبير من سيارات المطافئ.
خسائر انفجار قنا
عثرت الأجهزة الأمنية على 3 مصابين في حالة خطرة بالمنطقة الجبلية المحيطة بمكان الإنفجار، من بينهم سائق شركة الغاز، واشتعال النيران بسيارة محملة بأسطوانات البوتاجاز وكذلك سيارة محملة بالسائل حمولة 24 طن واحتراقهم بالكامل، وانفجار 300 اسطوانة من شدة الإنفجار تطايرو على مساحات شاسعة حول مكان الواقعة.
غضب من أهالي قنا على إهمال في كشف المتهمين قبل الإنفجار
منذ حدوث الواقعة، وغضب سيطر على مواطني مركز أبوتشت، من الإهمال في كشف واقعة تمثل كارثة على المحافظة من قبل، حيث أن الإنفجار حدث في مكان يقربه خط غاز طبيعي لو لحق به لدمر الكثير، ويقع على الشارع الرئيسي لقرية النواهض على المدخل الصحراوي وعليه مارة باستمرار وضغط في وسائل المواصلات، كما أنه يقرب المناطق السكنية بمسافة 500 متر، وذلك الخطر الأكبر، والذي أثر على المواطنين أكثر أن مكان الواقعة ملك للدولة ومساحته واسعة، فكيف تم البناء عليه سور وأهمل دون عملية إزالة حتى حدوث الإنفجار.
إلى جانب ذلك وضح خالد عويس، رئيس مركز ومدينة أبوتشت، أن القائم ببناء سور مخالف والأرض ملك للدولة، ولكن قام بتقديم طلب تقنين الأوضاع للتصالح ولم يتم الرد بالقبول أو الرفض حتى الآن.
وأشار اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، أنه تم تحرير المحضر رقم 21 أحوال لعام 2020, مركز أبوتشت ضد سائق السيارة وذلك لمخالفته خط السير وقصده التربح من المال العام دون وجه حق من خلال تعبئة اسطوانات بوتاجاز منزلى بطريقة غير سليمة تمهيدا لبيعها مخالفا بذلك للقرار الوزارى رقم ١٨٤ لسنة ٢٠١٧ الخاص بتنظيم تداول سلعة البوتاجاز.
جاري التحقيق في الواقعة، من قبل المباحث الجنائية، لكشف غموض الواقعة، وتم نقل المصابين لمستشفى قنا الجامعي تحت تحفظ الأجهزة الأمنية، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لتولي التحقيقات.