بعدما ودع أهالي قرية أبو غنيمة بمركز سيدس سالم بكفر الشيخ، جثمان الشهيد الـ 147، بين صفوف الجيش الأطباء، الشهيد الدكتور أحمد ماضي، أخصائي الصدر بمستشفي صدر المعمورة، بدأ رواد مواقع التواصل الإجتماعي في تذكر رسالته الأخيرة التي كتبها قبل وفاته، واصفا فيها لحظات الموت الذي كان يقترب منه.
نعت النقابة العامة للأطباء الشهيد الدكتور أحمد ماضي أخصائي الصدرية ونائب مدير بمستشفي صدر المعمورة، والذي توفي أمس السبت، عن عمر يناهز 37 عاما، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، ووجهت النقابة العزاء لأسرته الكريمة سائلة الله أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يسكنه مع الأبرار والشهداء.
الدكتور أحمد ماضي كان يتلقى العلاج منذ قرابة أسبوعين على أحد الأسرة بقسم العناية المركزة بالمستشفى، قبل أن يصبح الضحية الثالثة من أطباء مستشفى صدر المعمورة، الذين وافتهم المنية بسبب كورونا.
وبينما كان يرقد 'ماضي' على أحد أسرة قسم العناية المركزة بمستشفى العزل الصحي بالعجمي، أمسك بهاتفه وكتب رسالة على صفحته الشخصية بفيس بوك، جاء في نصها: 'وبينما أنا راقد على سريري في العناية المركزة، أكافح كي أتنفس الهواء بصعوبة، وأعاني من ألم رهيب ينهش كل قطعة من جسدي، الذي لم يبق فيه شىء غير متصل بأنابيب و خراطيم، أراقب نظرات زملائي من الأطباء والتمريض ما بين خوف ورجاء، وتحركات سريعة ومضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعي لهبوط حاد في نسبة الأوكسيجين بالدم، معلنًا فشل جهازي التنفسي الرباني في العمل وبداية طريق أنا أعلم نهايته المحتومة'.
وتابع في رسالته قائلا: 'ولطالما شاهدت هذا الطريق وأنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض اللعين، وأستطيع أن أرى نهايته الآن بوضوح'.
الدكتور الشهيد أحمد ماضي
يتذكر شهيد الجيش الأبيض، أحد زملائه الأطباء الذي فارقه معقبا: 'منذ أيام ودعت زميلا لي كان يرقد على بُعد خطوات مني وكان قد سبقني إلي ما أنا ذاهب اليه الآن، لست والله خائفاً الآن، فأنا أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب وتحمل الأمانة، وأرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم وأن يجعل عملنا ومرضنا هذا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه، كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق أن يتكفل الله برعايته وحفظه أسرتي وأطفالي الذين افتقدهم بشدة، ويعتصر قلبي فراقهم، وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم وأن تتذكروني إخوتي بكل جميل ولا تنسوني من صالح دعائكم.. أحمد ماضي'.
الدكتور الراحل أحمد ماضي، خريج دفعة 2006 بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وعمل نائبا لمدير مستشفى الصدر بالمعمورة في الإسكندرية، ثم تولى العمل مديرا لمستشفى العزل الصحي بالعجمي.
وشيع الأهالي جثمان الدكتور أحمد ماضي، من مسقط رأسه قرية أبو غنيمة، بمركز سيدي سالم في كفر الشيخ، عقب أداء أهالي القرية صلاة الجنازة عليه من المسجد الكبير بالقرية، وسط حشد كبير وإجراءات احترازية خلال صلاة الجنازة عليه.