ضحية جديدة تضاف لضحايا اللعبة القاتلة التي انتشرت بين الشباب والأطفال منذ بداية صيف هذا العام، لتخلف من ورائها أحزان وأوجاع أسر وأمهات، انفطر قلبهن على فراق فلذات أكبادهن، رحلوا خلال لهو ولعب ومرح، ولو كان الأمر بيد آبائهم وأمهاتهم لما سمحوا لهم بالخروج من باب المنزل قط، لأن خروجهم لتلك اللعبة أصبح الخروج الأخير، خروج بلا رجعة، خروج يعقبه آهات وآلام وحسرات وندامة.
أمس الثلاثاء، لقي طفل مصرعه وأصيب آخر صعقا بالكهرباء أثناء محاولتهما العثور على طائرتهما الورقية وتسلقهما أحد أعمدة كهرباء الضغط العالي بقرية "عزبة عدلي" التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، لتأمر النيابة بدفن الضحيتين واستعجال تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة.
تلقى مركز شرطة ملوى، إخطارا بمصرع الطالب 15 عاما، وإصابة آخر صديقه 15 عاما، صعقا بالكهرباء أثناء تسلقهما أحد أعمدة الضغط العالي لاستعادة الطائرة الورقية، وأقر عم المتوفي بأن نجل شقيقه توفي أثناء قيامه بمحاولة فك الطائرة الورقية الخاصة به من أسلاك الضغط العالي بالقرية، وأفاد تقرير مفتش الصحة أن الوفاة بسبب صعق كهربائي ولا توجد شبهة جنائية، وتولت النيابة التحقيق.
العديد من الحوادث تعرض لها أطفال وشباب في مناطق متفرقة بأنحاء الجمهورية، بسبب لعبة الطائرات الورقية، فبسبب تلك اللعبة التي أصبحت ظاهرة، لقى قرابة 18 طفلا وشابا، مصرعهم في أنحاء متفرقة بالجمهورية، وكشف فيديو تداول على مواقع التواصل الاجتماعي، سقوط طفل يدعى حسام أحمد برعي في مدينة التل الكبير في الإسماعيلية جثة هامدة، وذلك خلال لهوه مع زملائه فوق سطح منزله بطائرة ورقية، خطورة هذه الممارسات.
وفي الغربية، اختل توازن طفل أثناء اللعب بالطائرة الورقية أعلى سطح منزله، وسقط جثة هامدة من أعلى سطح منزله، بعدما تركه الأب ممسكًا بحبل الطائرة وذهب لقضاء حاجته، ليسمع بعدها صرخات تدوى في الشارع، وخرج مسرعا ليشاهد ابنه غارقا في دمائه.
في المنوفية، أنقذت العناية الإلهية طفلًا لم يتخط الـ 8 أعوام، بعدما سقط من الطابق الثالث أثناء لهوه بالطائرة، حيث أسرع الأهالي بالذهاب به إلى مستشفى منوف العام، وإجراء الفحوصات المطلوبة وعلاجه، ولم تقتصر حوادث الوفاة بسبب الطائرة الورقية على السقوط من أعلى المباني السكنية فقط، ففي منطقة شبرا الخيمة، لقى شاب مصرعه غرقا في ترعة الإسماعيلية، أثناء قيامه باللعب بالطائرة الورقية قرب أحد الكاري العائمة على الترعة، حيث سقطت الطائرة في مياه الترعة، وحاول الضحية النزول إلى المياه لإعادتها مجددا، لكنه لم يستطع الوصول إليها ولفظ أنفاسه الأخيرة غرقا في قاع المياه.
وفي القليوبية، لفظ طالب أنفاسه الأخيرة، صعقته الكهرباء، أثناء محاولته فك تشابك الطائرة بأسلاك أحد أعمدة الكهرباء، ونفس المأساة حدثت لطفلين في دمنهور لقيا مصرعهما صعقا بالكهرباء، أثناء محاولتهما استعادة طائرة ورقية علقت بأحد أعمدة الإنارة.
ووقع قتيل آخر بسبب ذات اللعبة، في منطقة الهرم، بعدما تسببت طائرة ورقية في نشوب مشاجرة في منطقة الهرم، أظهرت التحريات أن المجني عليه حاول منع أشخاص من تسلق منزله، خلال اللعب بطائرة ورقية خاصة بهم، فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى حد الاشتباك بالأيدي، تطورت لحد إشهار أحدهما سلاحا أبيض، وطعن به المجني عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة أمام أسرته.
في منطقة امبابة، تسببت الطائرات الورقية في مشاجرة كبيرة بالزجاجات الفارغة بين عائلتين، بسبب قيام أحد الأشخاص بصيد طائرة أخرى، نتج عنه نشوب مشاجرة كبيرة بين العائلتين، حتى نجحت الشرطة في القبض على المتهم، بعد تسببه في إثارة الذعر في نفوس الأهالي.
أجهزة الأمن المختلفة بوزارة الداخلية، ونتيجة لتكرار حوادث مصرع أطفال سقوطا من على الأسطح أو غرقا فى النيل أو الترع، بدأت ملاحقة مُصنعى وتجار وحائزى هذه الطائرات على مستوى الجمهورية، حيث شنت الشرطة حملات فى هذا الإطار أسفرت عن ضبط المئات من الطائرات.
شددت الوزارة على مديري الأمن ضرورة متابعة الحملات كل في محافظته للحفاظ على أرواح المواطنين بعد حوادث الموت إذ سقط لقى شاب مصرعه بعد سقوطه من الطابق السادس أثناء لهوه بطائرة ورقية.
وأصدر محافظ الإسكندرية قرارا بحظر اللعب بالطائرات الورقية على كورنيش البحر لما سببته من حوادث ومشكلات وغرامة 300 جنيه لمن يستخدمها تصل لـ1000 جنيه حال تكرار المخالفة، ووصل أمر طائرات الموت إلى مجلس النواب، إذ تقدمت فايقة فهيم، عضو المجلس ببيان عاجل، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، بشأن انتشار هذه اللعبة وتسببها فى كوارث وحوادث لقائدى السيارات وتعريضها الأطفال لخطر الموت، لأنهم يمارسونها أعلى الكبارى، والعمارات وفى الطرق الصحراوية ما يشكل ضرراً بالغاً عليهم وعلى قائدى السيارات.