أهابت النيابة العامة بالآباء وولاة الأمور إلى تحمل مسئولياتهم في ترشيد انخراط أبنائهم في ممارسة الألعاب الإلكترونية قائلك إنها تضرُّهم ولا تنفعُهُم، وتُلحق الأذى النفسيَّ والفكريَّ والبدنيَّ بهم، ولا تُنمي مهاراتهم، مشددة على ضرورةَ مشاركتهم فيما ينفعُهُم من رياضة وأنشطة تبني وتنمي منهم، ولا تهدم وتخرب فيهم.
وأضافت النيابة العامة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، ناصحة أولياء الأمور 'اعلموا أن من سُبُل استهداف هذه الأمة إلحاق الأذى بأبنائها وشبابها بشتى الصور للإضرار بمستقبلها، فحافظوا على أبنائكم ومستقبل بلادكم، حفظ الله الوطن وأبناءه'.
كانت «النيابة العامة» تلقت إخطارًا يوم الثامن والعشرين من شهر سبتمبر الجاري، بوفاة طفل فورَ وصوله (مستشفى السلام الدولي) ببورسعيد، وبه آثارُ دماءٍ بالأنف؛ فانتقلت «النيابة العامة» لمناظرة جثمانه وتبينت آثار دماء من الأنف امتدت إلى وجهه وعنقه، وآثار زُرقةٍ بغالب جسده، وبتوقيع «مفتش الصحة» الكشف الطبي الظاهري عليه رجح أن سبب وفاته (اشتباه في ارتفاع مفاجئ بضغط الدم) ناتج عن السمنة المفرطة.
وكانت «النيابة العامة» قد سألت والدَي المتوفي فشهدا برؤيتهما ابنهما ليلةَ وفاته منهمكًا في اللعب بهاتفه المحمول، ثم رأياه مستلقيًا وهاتفه على صدره، فظنَّا خلودَهُ إلى النوم، ثم لما حاولا إيقاظه ولم يستجب تبينا زُرقةً بجسده ونزيفًا من أنفه، وبعدما وصلا به المستشفى لإسعافه عَلِما بوفاته، وأَوْضَحا أن نجلهما كان دائم اللعب بالألعاب الإلكترونية خاصَّةً لعبة قتالية تُسمى (بابجي Pubg)، وقد شهد شقيق المتوفى بذات مضمون شهادة والديه، وقد كلَّفت «النيابة العامة» خط «نجدة الطفل» بإعداد تقرير حول الواقعة وتقديمه إلى «النيابة العامة»، وكانت تحريات الشرطة قد أثبتت خلوَّ واقعة الوفاة من أي شبهة جنائية، وجارٍ استكمال التحقيقات.
هذا، وإن كانت تحقيقات «النيابة العامة» لم تقطعْ بعدُ بالعلاقة السببية بين وفاة الطفل وما كان يداوم ممارسته من ألعاب إلكترونية، إلا أنها تُشير إلى سبق وفاة بعض الأطفال أو إلحاق الأذى بهم وتعريضهم إلى الخطر في وقائع سبق «للنيابة العامة» أن كشفت تحقيقاتُها فيها ارتباطَ وفاتهم بمداومة ممارستهم مثل تلك الألعاب؛ وعلى ذلك فإن «النيابة العامة» تهيب بالآباء وولاة الأمور إلى تحمل مسئولياتهم في ترشيد انخراط أبنائهم في مثل هذه الألعاب التي تضرُّهم ولا تنفعُهُم، وتُلحق الأذى النفسيَّ والفكريَّ والبدنيَّ بهم، ولا تُنمي مهاراتهم، وتؤكد ضرورةَ مشاركتهم فيما ينفعُهُم من رياضة وأنشطة تبني وتنمي منهم، ولا تهدم وتخرب فيهم، واعلموا أن من سُبُل استهداف هذه الأمة إلحاق الأذى بأبنائها وشبابها بشتى الصور للإضرار بمستقبلها، فحافظوا على أبنائكم ومستقبل بلادكم.