كان حي المعادي أحد أرقى أحياء العاصمة والذي طالما تميز بالهدوء، بدا في الآونة الأخيرة وكأنه تحول إلى بؤرة 'جرامية'، خاصة بعد أن ازدياد عدد المتشردين والخارجين على القانون في الحي بشكل مثير للانتباه ويدعو للتساؤل، كان أبرز تلك الجرائم الواقعة سرقة وسحل مريم محمد علي، المعروفة إعلامية بـ فتاة المعادي.
شارع 9 بالمعادي، أحد أكثر المعالم البارزة بالمعادي، موقعه يباعد أمتار بسيطة عن المترو، الأمر الذي يسهل على الخارجين عن القانون افتراس ضحاياهم به، ماقد يطرأ علي مسمع الكثيرين من حدوث بعض الجرائم في الحادي الهادي وبالتحديد شارع 9 يطل علي ناصية شارع عمار بن ياسر، الذى شهد جريمة مأساوية شغلت الرأي العام، بعد أن أنهي 3 مسجلين خطر لفتاة كانت تمر وفي طريقها الي مسكنها، بعدما تشبثوا في حقيبتها لسرقتها، ماأنهي حياتها دهساً أسفل عجلات السيارة التي كانوا يقودونها المجرمين.
يقف 'عم علاء'، أمام عمارة شاهقة ، مشير انظارنا إلى الشارع المزدحم، قبل أن يصرخ منتقدا أصوات السيارات ' كلاكسات' و الفوضة التى عمت بسبب ' المتسولون' القائمين بشوارع الحي.
عشرات المواطنين يترددون يوميا ذهابا وإيابا على الحي، يتذكر الرجل الذي تجاوز العقد السابع من العمر الشارع الذى كان هادئا قبل 45 عاما، وأصبح يمر به آلاف المواطنين يوميا، قبل أن يبدأ في المقارنة بين وضع عندما كان يبلغ من العمر 20 سنة ويعمل سمسارا، وبين ما هي عليه الآن.
مع بداية التسعينات ازداد عدد سكان الحي بشكل ملحوظ، وتغييرت الملامح لتحل محل الفيلل عمارات، وتحول الحي الراقي الذى لا يحتوي على أي معالم أثرية وتاريخية، الى مكان رائد في مجال المحالات التجارية والمطاعم، حيث يضم أكثر من 200 متجر، وفق ما أكد 'عم محمد'.
ولا يكاد 'عم علاء' يكمل جملة، حتى يتداخل معه 'عم محمد' الذي كان يعمل حارسا لإحدى العقارات:' الحي كان هادئ معظم مبانيها قديما كانت فيلات، وكان ينتشر بشوارعها عساكر الدرك والخفراء'.
بين الحين والأخر يستغيثا سكان المنطقة من ترويع بعض الخارجين عن القانون، تارة بالسرقة، و محاولة اغتصاب تارة أخرى'، وبحسب ماقاله 'ابو عبده'، صاحب الـ33 عاما، يعمل في أحدي محلات البقالة بالشارع،:' منذ عدة سنوات، كان شارع 9 من أرقي أحياء المنطقة، الأمر الذي جعل الجميع يقصده من حين لآخر، وتميز بأصحاب الطبقة الراقية'، لكنها سرعان ما استطرد حديثه السابق قائلا:' تحول لبؤرة إجرامية شهد أبشع الجرائم'.
ويتابع: ' منذ شهور قليلة، تعرضت احدي السيدات الحي للخطف من قبل خارجي القانون، لكن سرعان ما انقذه الأهالي، إلا أن الأمر افزع كل السكان' مشيرا الى ان عملسات السرقة تزداد خاصة بعد الانفلات و انتشار متسولين فى الشارع، والامر الذي يقدر بنسبة 75 %بالمية .
ويضيف ' محمد.أ' الشاب العشريني، كان يقف بجانب الطريق المؤدي إلى شارع 9 :' منذ خمس سنوات عاصر أسوء وابشع الجرائم القتل فى الشارع، وجريمة أخرى جمعت بين شاب وعجوز علاقة شاذة لينتهي بهما المطاف ويفضح أمرهما بين المارة، ليكمل أحد شباب ساكني الحي، أن الحي امتلأت بالمتشردين والمتسولين الأمر الذي جعل حالة من الإنفلات تعم الشارع، وقال : ' بعد الازدحام والجرائم التي شهدها الشارع، باتت السياحة فى حالة انهيار تام، الذي تحول من مكان سياحي الا مكان للمتشردين خوفنا بيزيد يوم بعد يوم وخصوصا بعد وفاة مريم'.
كان قد مر عدة ساعات على واقعة سرقة وسحل مريم محمد علي، المعروفة إعلامية بـ'فتاة المعادي'، بعد سحلها على يد مسجلي خطر أثناء سرقة حقيبتها، وتمكن رجال مباحث القاهرة، من القاء القبض علي المتهمين، وتبين أن المسروقات عبارة عن حقيبة يدها تحوي أدوات مكياج وحافظة جلدية بها أوراق المتوفاة وملابس رياضية وعثر بجوارها على هاتفها المحمول.