7 أيام فقط مرت على حادث سحل وقتل 'مريم'، والمعروف إعلاميا بـ 'فتاة المعادي'، تحريات مكثفة وتحقيقات موسعة قضتها مباحث القاهرة ومكتب النائب العام، بداية من تحديد هوية المتهمين والقبض عليهم ومن ثم مباشرة التحقيقات معهم ومعرفة الدوافع التي قادتهم لارتكاب تلك الجريمة النكراء التي اهتز لها عرش 'السوشيال ميديا' وسط مطالبات بإعدام المتهمين ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بالمواطنين في الشارع أو التعرض لهم بمكروه.
فتاة المعاديجثة مريم في الشارع
في الثالث عشر من أكتوبر الجاري، تلقى قسم شرطة المعادى بلاغا من الأهالى بوجود جثة لفتاة بشارع 9، وعثر رجال المباحث على جثة فتاة في العقد الثالث من العمر، وأظهر تفريغ الكاميرات المراقبة بالمنطقة محل الجريمة أنه وفي أثناء سير المجني عليها بالشارع قام مجهولون بمضايقتها والتصقت حقيبة يدها بسيارتهم؛ مما أدى إلى سحلها بالشارع وسقوطها على الأرض، نتج عنه وفاتها في الحال.
انتشر خبر سحل وقتل الفتاة "مريم" على مواقع التواصل الإجتماعي، كالنار في الهشيم، وانطلقت مطالبات بسرعة القبض على المتهمين وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، لما تمثلة الواقعة من خطر يهدد الامن الداخلي للمواطنين.
فريق بحث موسع لاصطياد المتهمين
اللواء نبيل سليم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، مكث في قسم شرطة المعادي، رفقة فريق بحث ترأسه مدير إدارة البحث الجنائي بقطاع أمن العاصمة، وضم فريق البحث 16 ضابطًا، أبرزهم اللواء محمد عبدالله، نائب المدير العام، والعميد طه فودة، رئيس مباحث قطاع الجنوب، والعميد أيمن وحيد، مفتش المباحث، والمقدم إسلام بكر، رئيس مباحث المعادي، وكل من الرائد عيد توفيق، وأحمد بهجت، ومحمود دياب، ونبيل هشام، ومروان شلتوت، ضباط مباحث قسم المعادي، بخلاف فريق من ضباط مباحث البساتين ودار السلام ومصر القديمة.
اللواء نبيل سليم
السر في كاميرات المراقبة
اختار رجال المباحث الحل الأصعب والوحيد في سبيل تعقب خط سير المتهمين، وهو تتبع خط سير السيارة عبر كاميرات المراقبة، وبدأ الضباط وأفراد المباحث تنفيذ الخطة الموضوعة بدقة وحرفية في سرية تامة، حتى لا يشعر المتهمان بقرب رجال المباحث منهم، وجرى فحص جميع كاميرات المراقبة التي مرت عليها السيارة إلى أن استقرت في دار السلام.
فتاة المعاديبعد ساعات قليلة، توصل فريق البحث الجنائي إلى هوية المتهم الأول، بعد تحديد السيارة المستخدمة في الحادث، وتم توجيه مأمورية سرية لضبطه وبالفعل تمكن رجال المباحث من مغافلة المتهم الأول وضبطه، وهو 'وليد' 34 سنة، سائق- يقيم بإسطبل عنتر في مصر القديمة، سابق ضبطه واتهامه في عدة قضايا منها قضيتي مخدرات.
مناقشات ضباط المباحث توصلت إلى مكان اختباء المتهم الثاني، وفي مأمورية ناجحة تم ضبطه وهو 'محمد.أ' وشهرته محمد الصغير، 37 سنة، فرد أمن، يقيم في بولاق الدكرور، سبق اتهامه في عدة قضايا، منها مخدرات وسرقة وسلاح.
فتاة المعادي
36 ساعة قضاها رجال المباحث في مناقشة المتهمين للوقوف على ملابسات ارتكابهما للحادث، تنفس بعدها الضباط الصعداء، وتم تحرير مضر ضبط المتهمين وإخطار النيابة العامة للتحقيق في الواقعة، بعدها بساعات ألقى القبض على المتهم الثالث في الواقعة وهو صاحب السيارة، وتبين انه كان يمد شريكيه بالسيارة الميكروباص لاصطياد ضحاياهم من المجني عليهم.
اعترافات المتهمين
أدلى المتهمون بقتل 'مريم محمد' المعروفة إعلاميا بـ'فتاة المعادي' بأقوالهم في التحقيقات ، واعترف المتهم وليد عبد الرحمن، خلال فيديو مسجل: 'أنا استلمت العربية الصبح وقابلت محمد ونزلنا المعادي وقعدنا نلف شوية علشان نلاقي حد ناخد منه الشنطة، قابلنا واحدة في المعادي خدنا منها الشنطة وجري الميكروباص وخدنا بعضنا وطلعنا على الأوتوستراد ورمينا الشنطة قبل دار السلام، وفتشت الشنطة لاقينا فيها 85 جنيها والفيزا بتاعتها والكارنيه، وأنا أخدت المكياج بتاعها ورميناها فاضية'.
فتاة المعاديفيما قال المتهم محمد أسامة، المتهم الثاني بقتل مريم: 'نزلنا الصبح واشتغلنا على العربية من 7 الصبح لحد 3 ونص، وقولنا نطلع ناخد شنطة، وقبل ما ننزل المعادي حطينا ععلى النمر شحم، وطلعنا على هناك، وماشيين في شارع وكان في بنت ماشية محجبة، وفضلنا ماشيين وراها وسحبت الشنطة والبنت عافرت معايا ووقعت في الأرض وأنا أخدت الشنطة، ووليد جري بالعربية'.
وعاينت النيابة العامة السيارة المستخدمة في الحادث البشع، فتبينت طمث لوحاتها المعدنية وتطابق مواصفتها بتلك التي بينها أحد الشهود والمتهمان في التحقيقات، كما تمكنت 'النيابة العامة' من رصد مقطع مرئي بمواقع الاجتماعي ظهرت فيه المجني عليها بالطريق العام مُرتدية ذات الملابس التي كانت عليها خلال مناظرة 'النيابة العامة' جثمانها، وكذا ظهرت فيه السيارة المستخدمة في الواقعة، وشيء يسقط جوارها خلال سيرها، حيث أقر المتهمان مرتكبا الواقعة خلال مواجهتهما بالمقطع أن الحقيبة التي تظهر على ظهر المجني عليها هي التي سرقاها منها، وأن ما ظهر يسقط جوار السيارة هي المجني عليها.
فتاة المعادي
حبس ثم إحالة إلى الجنايات
أمرت النيابة العامة، بحبس ثلاثة متهمين 4 أيام احتياطيًّا، حتى أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، اليوم الأربعاء، بإحالة المتهمين الثلاثة 'محبوسين' إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لاتهام اثنين منهم بقتل المجني عليها «مريم» المعروفة بـ'فتاة المعادي'، عمدًا.
فتاة المعاديوأشار بيان النائب العام، المستشار حمادة الصاوي، إلى حيازة اثنين من المتهمين لسلاح ناري وأبيض وذخائر بالسيارة، لتسهيل مهمة سرقة المجني عليها، مؤكدا أن ارتكاب جناية القتل كان بقصد إتمام عملية سرقة المجني عليها 'مريم'، حيث اندفع أحد المتهمين تجاهها قائدًا سيارة بالطريق العام، ولما اقترب منها انتزع الآخر حقيبتها من على ظهرها، إلا أنها حاولت التشبث بها، فصدماها بسيارة متوقفة بالطريق ودهساها أسفل عجلات السيارة التي يستقلانها، بقصد إزهاق روحها ليتمكنا من الفرار بالحقيبة، فأحدثا بها إصابات أودت بحياتها.
وذكر بيان النيابة أن هذه الجناية اقترنت بجناية أخرى، وهى سرقة منقولات ومبالغ خاصة بالمجني عليها.