عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من مساء يوم الخميس الماضي عندما فوجئ سكان منطقة المطبعة بحى الهرم، بمرور سيارة إسعاف أمامهم وصعود رجالها إلى شقة جارتهم العجوز 'زيديا'، وتسارع الجيران لاستبيان الأمر إلى أن اكتشفوا مقتل جارتهم حرقًا على يد نجلها 'تامر' وقاموا بإبلاغ الرائد محمد الصغير رئيس مباحث قسم شرطة الهرم.
الأهالى داخل الحي الشعبي اعتادوا على سماع صوت صريخ جارتهم العجوز وشكواها الدائم من نجلها 'تامر' المتعدي عليها بالضرب والإهانة الأمر الذي يصيب الجيران بحالة من الغضب ويتدخلون لفض الشجار.
'تامر كل يوم كان بيضرب والدته ويأخد المعاش بتاعها يصرفه على نفسه ولما يخلص كان بيفرض عليها تنزل تستلف من الجيران وتجيبله 100 جنيه في اليوم عشان يشتري سجائر'، بهذه الكلمات أجمع جيران المجني عليها على أن نجلها كان دائم التعدي عليها بالضرب والإهانة بالإضافة إلى تعذيبها بإطفاء السجائر في جسدها دون رحمة.
وأضافوا في حديثهم لـ'أهل مصر'، أن المتهم ضابط شرطة مفصول، وادعى أمام رجال المباحث أنه يعانى من خلل نفسي لإبعاد الشبهة الجنائية عنه وقرر أن والدته حال إعدادها الطعام له، انسكب الزيت المغلي على جسدها، وامتدت النيران إلى ملابسها، وفور رؤيته والدته، أسرع لنجدتها بسكب الماء عليها لافتا إلى أنه أحضر مجموعة أدوية 'كريمات لعلاج الحروق' لعلاجها، إلى أن تدهورت حالتها الصحية، وطلب الإسعاف لإنقاذها وأبلغ بوفاتها متأثرة بإصابتها.
وكذب الأهالي رواية الابن واتهموه بتعذيبها وإشعال النيران في جسدها بسبب وقوع مشاجرة بينهما في وقت سابق وإرساله تسجيل صوتي لها يهددها بالقتل، وفي سياق ذلك قال 'مصطفى.م' أحد الجيران وشاهد عيان، إن المجني عليها كانت تقوم بالاتصال عليهم تستنجد بهم 'تعالوا إلحقوني' بسبب تعدي نجلها عليها بالضرب، وتابع 'كنا نطلع نقعد عندها لحد الساعة 9 بليل عشان نحميها منه'.
وأضاف شاهد العيان، أن زوجة المتهم تركت له المنزل منذ عدة أشهر بسبب إهانته لوالدته، كما أن لديه أخت متزوجة وعندما كانت تقوم بزيارة والدتها رفقة زوجها، كان المتهم يتعدى عليهم بالسب إلى أن منعهم من الزيارة.
وشكل العميد طارق حمزة رئيس قطاع غرب الجيزة فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وتم إحالة المتهم إلى النيابة العامة والذي قررت حبسه على ذمة التحقيقات، وأمرت بعرض المجني عليها على الطب الشرعي لتشريح جثتها لبيان سبب الوفاة والوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.