'نعوش جثامين تهز أرجاء القرية ودعت الضحايا إلى لقاء ربها وسرادق عزاء طويل تراصت فيه الأهالي الغاضبين'، حالة من الهدوء الحذر، ملأت جنبات قرية 'السيفا' التابعة لمركز طوخ في القليوبية، وذلك بعد ساعات قليلة من المذبحة التي راح ضحيتها طبيب وموظف بالمعاش وأصيب خلالها 4 آخرين، طعنا بسلاح أبيض، على يد أحد الأشخاص، يتردد أنه مريضا نفسيا.
شيع الأهالي جثمان كل من ضياء السيد عبد العظيم، 22 سنة، طالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب، محمد عبد العليم أحمد موظف بالمعاش، بعدما انهال عليهما مريض نفسي بواسطة سكين، ليفارقا حياتها في الحال إثر تليقهما طعنات قاتلة، في الوقت الذي أصيب فيهه 4 من أهالي القرية.
مأمور مركز شرطة، تلقى بلاغا من الأهالي بتعدي عاطل على 6 مواطنين في الشارع بقرية 'السيفا'، دلت التحريات والتحقيقات الأولية أن المتهم مريض نفسي، 'أحمد. ج'، قام بالتعدى بواسطة سكين على كل من'محمد.ع'،60 سنة، توفي فور وصوله مستشفى الجامعة، 'ضياء.ا'، طالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب، متوفي، فيما أصيب 4 آخرين بإصابات بالغة.
مذبحة القليوبيةسريعا سريعا، توجهت مأمورية أمنية لمسرح الحادث، وتم تحديد هوية المتهم وألقى القبض عليه، وتولت النيابة العامة التحقيق.
أمرت النيابة العامة بحبس المتهم، 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معه، وأمرت بتحريز السلاح الأبيض المستخدم في الواقعة وإرساله للمعمل الجنائي وإستعجال تقرير الطب الشرعي، كما صرحت بدفن جثتي المجني عليهما، عقب التشريح، لبيان وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة، كما طلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الحادث البشع.
أهالي قريا 'السيفا' بجانب وشهود العيان وأسر الضحايا شككوا فيما تردد بشأن مرض المتهم النفسي 'أحمد.ج' من اضطرابات نفسية، وطالبوا بالقصاص العادل، وأكثر ما يؤرقهم هو عنصر المفاجأة في الحادث البشع، حيث استل المتهم السكين وظل يطارد الضحية الأولى 'الطبيب'، في الوقت الذي أقيم فيه سرداق عزاء جماعيا لضحايا المجزرة بعد قيامهم بدفن جثث ذويهم وانتهاء النيابة العامة من عمل المعاينة اللازمة لتشريح الجثث.
مذبحة القليوبيةوخشية وقوع أحداث شغب أو عنف من قبل أهالي وأسر الضحايا والمضابين، عززت مديرية أمن القليوبية من خدماتها في محيط وأرجاء القرية، تحسبا لحدوث أية صدامات بين أسر الضحايا وأسرة المتهم الجاني، وتسود حالة من الهدوء الحذر في جنبات القرية بأكلمها، عقب تشييع جثامين الضحايا.
مذبحة القليوبيةتحولت مواقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، إلى صفحات لنعى الضحيتين، ودشن شباب القرية هاشتاج علي مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان 'أحمد جمال عاقل مش مجنون' مؤكدين أنه كان يقصد قتل طالب الطب، وظل يطارده مسافة طويلة حتي طعنه عدة طعنات وأصاب كل من حاول منعه من ذلك، وأكد الأهالي أن المتهم كان صديقا للمجني عليه منذ الدراسة ولاتوجد بينهما أى خلافات ولكنهم فوجئوا به يطارده بالسكين في الشوارع ويهدد كل من تدخل وأولهم الضحية الثانية محمد عبد العليم بركات.
تحريات البحث الجنائي بقطاع أمن القليوبية، توصلت إلى أن المتهم يبلغ من العمر 24 عاما، خريج كلية العلوم بقسم الكيمياء، لم يسبق اتهامه في أي قضايا، وتبين أنه تخرج من الكلية والتحق بالعمل في عدة أماكن لكنه لم يستمر بسبب مرضه النفسي، فيما أظهر التقرير الطبي للضحايا بعد توقيع الكشف الطبى عليهم أن سبب الوفاة للضحية الأولى 'ضياء عبد العظيم '، طالب بكلية الطب إصابته بجرح طعني نافذ في البطن من آلة حادة عبارة عن سكين.
مذبحة القليوبيةكما تبين أن سبب الوفاة المبدئي للضحية الثانية 'محمد عبد العليم أحمد' موظف بالمعاش إثر إصابته بجرح طعني نافذ من الصدر من آلة حادة أيضا بالإضافة إلى إصابة كل من منصور. ع ' 57 سنة مقاول بجرح طعني نافذ بالبطن وأشرف.إ، 55 سنة نجار مسلح، مصاب بجرح طعني نافذ بالصدر واثنين آخرين.
أضافت تحريات المباحث أنه في نفس الوقت حضر الضحية الثاني محمد عبد العليم، الموظف بالمعاش، وحاول معه تهدئة وسحب السكين منه إلا أنهما فشلا مع المتهم الذي طعنهما دون سبب، فتدخل 4 آخرين وحاولوا الإمساك به فأصابهم أيضا بعدة طعنات ثم اجتمع 10 أشخاص من القرية وأمسك أحدهم بيده وتمكن من أخذ السكين منه وقيدوه حتى حضرت الشرطة وتم نقل المصابين والضحايا إلى مستشفى بنها الجامعي.
كما كشفت التحقيقات أن المتهم في منتصف العقد الثالث من العمر، يعاني من مرض نفسي، سبق حجزه داخل مستشفى للأمراض النفسية.