ما زالت أزمة زواج القاصرات مستمر، وينتج عنها الكثير من المشكلات، حتى وصل الأمر إلى إقدام زوجين على الانتحار بمنطقة فيصل، حيث قفزت الزوجة من الدور الرابع بأحد العقارات بمنطقة فيصل، ثم لحق بها الزوج.
وتدور التساؤلات حول ما إذا كان هناك عقوبة تقع على والدة الزوجة المنتحرة، كونه سمح بعقد قرانها ودخولها عش الزوجية، وهى لم تبلغ السن القانوني؟، وهو ما أجاب عليه المحامي أشرف ناجي، بأنه "إذا كان الزواج رسميًا على يد مأذون فهنا تكون الجريمة تزوير في أوراق رسمية".
وأضاف "ناجي"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه "إذا كان الزواج عرفيًا، فيتم عن طريق كتب عقد زواج عرفي وهى في سن 16 سنة، وعندما تكمل 18 سنة يتم عمل مصادقة على عقد الزواج العرفي، ويُسجل مثل عقد الزواج الرسمي، والجريمة هنا تكون استغلال جنسي لقاصر والاتجار بها مخالفا نص المادة 291 من قانون العقوبات، لأن القانون منع توثيق عقد زواج صغار السن ولم يجرمه، حيث تنص المادة 31 مكرر من قانون الطفل على (لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما ويعاقب تأديبيا كل من وثق زواجا بالمخالفة لهذه المادة)".
وأضوح أن "مسئولية الأب والمأذون تنحصر فيما إذا تم توثيق عقد الزواج، فتكون الجريمة تزوير في أوراق رسمية، أو تكون مسؤلية الأب إذا زوج ابنته لزوج غني أو كبير في السن، فتكون الجريمة الاستغلال الجنسي والتجاري للقاصر".
وكشفت تحريات رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة عن تفاصيل الواقعة، حيث أقدمت زوجة تبلغ من العمر 16 عامًا، على الانتحار بإلقاء نفسها من نافذة شقتها بالطابق الرابع بمنطقة فيصل، ولحاق بها زوجها البالغ من العمر 18 عامًا، بإلقاء نفسه من النافذة حزنًا عليها، وتبين أن الزوجة قاصر وأنهما تزوجا بعقد زواج عرفي حرره محامي، وكان الزوجان يقيمان بصحبة والدة الزوج.
وأضافت التحريات، أن مشادة كلامية نشبت بين الزوجة وزوجها بسبب خلافات أسرية بينهما، على إثرها قام الزوج بغلق باب الشقة على زوجته ومنعها من الخروج، فأسرعت الزوجة إلى المطبخ وأمسكت بـ"سكين"، وعندما حاولت والدة الزوج التدخل أصابتها في وجهها.
وتابعت التحريات، أن فور مشاهدتها الدماء نازفًا من وجة والدة زوجها أصيبت بحالة من الفزع واعتقدت أنها قتلتها، فقررت الانتحار بإلقاء نفسها من نافذة شقتها، وعندما حاول زوجها إنقذها بإمساك يديها، فدفعته وقفزت من النافذة ولقيت مصرعها، وفور سقوطها بـ 5 دقائق، قرر الزوج الانتحار هو الآخر، وألقى بنفسه من النافذة، ليلقي مصرعه هو الآخر.