عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من مساء يوم الخميس الماضي، تجلس الحاجة انشراح داخل منزلها بعدما تركتها ابنتها بعد قضاء يومها معاها بالقيام على خدمتها، وذلك لكبر سنها وعدم قدرتها على رعاية نفسها.
بدأت المجني عليها في تحضير الطعام وباب منزلها مفتوح، دخل شاب غير معروف لدى الأهالي إلى منزل المجني عليها وقام بالتعدي عليها وخنقها بـ'إيشارب' معتقدًا أن لديها أموالاً من تجارتها في العلافة، ليتفاجا بحوزتها 70 جنيها فقط فسرقهم ولاذ بالفرار.
'أنا جيت علشان احميها لصلاة الجمعة لقيتها مقتولة'، بهذه الكلمات بدأت نجلة الضحية حديثها لـ'أهل مصر'، قائلة: 'أنا وأخواتي البنات دائما نأتي لرعاية والدتنا ونجلس معها طوال اليوم؛ حرصًا على تلبية طلباتها، وفي يوم الحادث تركتها أنا وأخواتي وذهبنا إلى منزلنا القريب منها كما تعودنا كل يوم في الساعة العاشرة مساءً، ليستغل المتهم عدم تواجدنا بعد أن ظل ثلاثة أيام في مراقبة المنزل ليدخل عليها الشقة، معتقدا أن لديها أموالاً بحكم عملها في تجارة مواد العلافة.. كانت تساعد أشقائي الصبيان على المعيشة'، مضيفة بالقول: 'كتم أنفاسها وخنقها بـ'إيشارب' وعندما تأكد من وفاتها.. بحث عن أموال داخل الشقة لكنه لم يجد شئ، وقبل خروجه من الشقة قام بتفتيشها ليجد 70 جنيه كانت بحوزتها من متحصلات التجارة'.
وأضافت ابنة الضحية: 'وبعد سرقة الـ70 جنيه، تركها ملقاه على الأرض وأغلق الباب عقب خروجه حتى لا يتم اكتشاف الواقعة، وفي الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة، حضرت لتجهيزها لصلاة الجمعة كما تعودنا على ذلك لأجد الباب مغلق على غير العادة؛ لأنها تستيقظ مبكرًا فطرقت الباب دون استجابة منها، واستعانت بالشباب لكسر الشباك من الخارج، وعقب دخولهم وجدوها ملقاة على الأرض والـ'إيشارب' ملتف حول رقبتها وجسدها يميل إلى البرود فأيقنت أنها فارقت الحياة'.
وتابعت: 'والدتي سيدة تبلغ من العمر 83 عاما باب شقتها مفتوح دائما؛ لأنها تبيع مواد العلافة لأهالي المنطقة، وبحكم سنها الكبير كان الجميع يناديها بعمتي أو الحاجة انشراح.. الجميع يعتبرها مثل والدته.. لا تبخل على أحد ومن يحتاج منها أي مواد علافة ولم يبق معه ما يكفيه من الأموال تعطيه حتى نالت حب الجميع بأخلاقها وحنانها على أهل المنطقة'، مضيفة: 'وأثار غضب الأهل والجيران ما تدولته وسائل الإعلام المختلفة عن أن المتهم اغتصب أمي حتى فارقت الحياة وسرقها ولاذ بالفرار، عار تمامًا من الصحة ويجب تحري الدقة في نشر المعلومة'، مطالبة بالقصاص العادل من المتهم وأخذ حق والدتها.
وكشفت التحقيقات أن المتهم توجه إلى مسكن المجنى عليها؛ لاعتقاده أنها تمتلك مبالغ مالية من بيع الأعلاف فقام بالطرق على باب مسكنها، قامت بفتح الباب له، وطلب منها شراء أعلاف وقام بمباغتتها وجذبها إلى الصالة، وكتم أنفاسها بيده بـ'إيشارب' كانت ترتديه المجنى عليها.
وأضافت التحقيقات مع المتهم أنه قام بالاستيلاء على مبلغ 70 جنيها من كيس النقود المعلق برقبتها ثم قام بتفتيش الشقة بحثا عن أي مبالغ نقدية إلا أنه لم يعثر على شيء.
ترجع تفاصيل الواقعة عندما تلقى قسم شرطة المعادي بلاغا من الأهالى بوجود جثة لسيدة مقتولة داخل شقتها.
وعلى الفور، انتقلت أجهزة الأمن، وتبين أن الجثة لسيدة 82 سنة، وتعمل بائعة وبعمل التحريات تبين أن المجنى عليها قتلت بهدف السرقة وأن وراء ارتكاب الواقعة عاطل 22 سنة، لسرقتها، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطه، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.