أسبوعا كاملا.. عاشت خلالها أهالي منطقة الهرم في محافظة الجيزة، ليالي من الفزع عقب نشوب حريق في عقار يناظر على الطريق الدائري وعدم القدرة على إطفائه رغم مرور ما يقرب من 8 أيام على الشرارة الأولى للنيران، ليستحوذ حديث الرأي العام في مصر خلال الأيام الماضية.
كان أهالي البرج السكني قد فوجئوا بالنيران في 'البدروم' والطابق الأرضي للعقار، وبحسب التحريات الأولية للأجهزة الأمنية فالمكان عبارة عن مخزن كبير للأحذية وهو ما ساهم في صعوبة التحكم بالحريق من قِبل رجال الإطفاء.
' معلومات عن العقار'
يضم 13 طابقا بداخلهم 108 وحدة سكنية، عدد بسيط مأهول بالسكان، بينما تخلو باقي المنازل من أصحابها، فيما يعج الدور الأرضي بضجيج العاملين الذين يأتون إلى المكان على فترات زمنية مختلفة وينهمكوا في نقل الأحذية إلى المخزن.
'حكاية صاحب برج فيصل المحترق'
سنوات عديدة قضاها صاحب عقار فيصل المحترق على عربة 'الشباشب البلاستيكية'، لا يعبأ بحرارة الجو، ولا ببرده القارس؛ من أجل الحصول على قوت يومه، واستطاع بالصبر على مرارة الأيام، والرغبة في قتل الفقر، التغلب على هذه الصعاب، وكتابة اسمه بين الكبار، إلا أن القدر لم يكن رحيما به فأعاده إلى حيث بدأ مرة أخرى.
ونستعرض في السطور التالية، قصة كفاح صاحب عقار فيصل المحترق، والتي تشبه في تفاصيلها قصة عبد الغفور البرعي التي قدمها إحسان عبد القدوس في 'لن أعيش في جلباب أبي'.
وقال شهود عيان عن واقعة حريق مخزن الكاوتش بحي الهرم، إن صاحب البرج المشتعل بمنطقة فيصل يُدعى 'سمير. ح'، ويعُرف بـ'أسطورة الكوتشي'.
وأضاف الشهود، أن صاحب العقار يرقد في المستشفى، بعدما أصيب بأزمة قلبية بعد ضياع 'شقى عمره'.
وتابع الشهود، أن صاحب العقار رجل عصامي بدأ حياته المهنية كبائع لـ'الشباشب البلاستيكية' على العربات الخشبية، وامتلك بعدها محلا تلو الآخر، حتى قرر أن يفتح مصنعًا لتصنيع الأحذية 'الكوتشي'، فقرر حينها بيع جميع ممتلكاته وشراء قطعة أرض مجاورة للطريق الدائري وبالفعل أقام برجا سكنيا مكون من 14 دورا، ويضم 108 شقق سكنية، واستغل البدروم كـ'مصنع للأحذية' والطابقين الأرضي والأول علوي كـ'مخزن للأحذية'.
"اليوم الأول"
اندلع حريق هائل، مساء السبت، داخل مخزن أحذية من 3 طوابق 'أرضى وطابق أول وثانى' بشارع المطبعة بمنطقة فيصل، وتم إخماده قرب الفجر وتجدد اشتعال النيران به مرة أخرى على مدى يومين.
تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة الجيزة، بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل مخزن أحذية على مساحة 1000 متر لعقار بمنطقة فيصل، وعلى الفور انتقل اللواء هشام صادق مدير الحماية المدنية إلى المكان وتم الدفع بسيارات إطفاء لمكان الحريق، وتم فرض كردون أمني بمحيط الحريق لمحاصرته ومنع امتداده بمحاولة إخماد الحريق.
"اليوم الثاني"
و كانت قد أعلنت الإدارة العامة للمرور عن عدة تحويلات مرورية نتيجة الحريق، حيث تم تحويل القادم من أعلى الطريق 'القاهرة الإسكندرية' الزراعي على الطريق الدائري (القوس الغربي)، والمتجه إلى وصلة المريوطية، إلى النزول لمحور 26 يوليو وعدم استكمال السير في اتجاه محور المريوطية.
"اليوم الثالث"
مع استمرار اندلع الحريق، أغلقت قوات الأمن الطريق عند محيط البرج الذي شب به حريق بأحد مخازن الأحذية بمنطقة فيصل، نتيجة ظهور كثافات مرورية على الطريق الدائري أمام القادم من الوراق ومحور 26 يوليو اتجاه المريوطية، بسبب الحريق.
"اليوم الرابع"
مع استمرار الحريق، خاصة لليوم الرابع على التوالي، فرضت قوات الأمن، كردونًا أمنيًا حول البناية لمسافة تمتد إلى 2 كيلومتر، ومنعت المواطنين من الاقتراب لحين إخماد النيران، حيث بدت السحب الدخانية السوداء الكثيفة الناتجة عن الحريق ظاهرة في السماء على بعد عدد كبير من الكيلومترات.
وفتحت الإدارة العامة للمرور الطريق الدائري في اتجاه اكتوبر بشكل جزئي بعد إغلاقه بشكل كامل للحريق مما تسبب في كثافات مرورية هائلة بشوارع القاهرة والجيزة.
ووضعت الإدارة العامة للمرور حواجز حديدية في منتصف الطربق أمام البرج المشتعل مع انتشار مكثف لرجال المرور لتسيير حركة المرور في حارتين متبقينين من الطريق.
وناشدت الإدارة العامة للمرور السائقين بالتعامل مع التحويلات مرورية التالية لسحب الكثافات من أمام البرج.
"اليوم الخامس"
لليوم الخامس.. استمرار حريق عقار الدائري وتحويلات مرورية لتسيير الطريق، تواصل خلالها الأجهزة الأمنية بالجيزة، بفرض كردون بمحيط عقار الدائري المحترق، بالإضافة إلى انتشار رجال المرور أعلى الدائرى لمنع تكدس السيارات.
"اليوم السادس والسابع"
اليوم السادس والسابع، ما زالت النيران والأدخنة، تتصاعد من من داخل مصنع ومخزن أحذية أسفل عقار بمنطقة فيصل، وسط تواجد الأجهزة الأمنية بمحيط العقار، تحسبا لأي انهيار ينتج عن الحريق
و على إثرها تزعمت الأقوال حول ميلان لجزء من العقار، وأكد مصدر شاهد، أن المبنى غير مائل والحريق مازال مستمر،
وقال 'محرر أهل مصر'، الذي انتقل إلى أقرب نقطة من العقار المحترق، إنه لا صحة لما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن ميل العقار، لافتًا أن النيران مازالت تتجدد بين الحين والأخر بالعقار، رغم أنها تنطفىء في بعض الوقت، لكن بعد ذلك تعود للاشتغال من جديد.
" اليوم الثامن"
استمر حريق عقار فيصل في الاشتعال لليوم الثامن على التوالي، كما يستمر انبعات الأدخنة المتكرر من داخل العقار من البدورم، بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال 'كولة وغراء'، وهو ما يفسر اشتعال النيران من جديد بمجرد دخول الهواء للعقار، وتنبعث الأدخنة من الجهة المقابلة لنفق الطريق الدائري، وسط تواجد كافة الأجهزة الأمنية بمحيط العقار.
"حبس مالك العقار"
وفى اليوم الثالث على التوالي، أمرت النيابة بحبس المتهم مالك العقار المحترق بجوار الدائري.
فقد تلقت النيابة العامة، محضرًا بضبط المتهم مالك العقار، فاستجوبته فيما نُسب إليه من إقامته عقاراً بدون ترخيص من الجهة الإدارية المختصة وخارج حدود الحيز العمراني المعتمد، وعدم تنفيذه القرار الصادر من تلك الجهة بإزالة الأعمال المخالفة بعد انتهاء المدة المقررة قانونًا، وعدم اتخاذه -بوصفه صاحب عمل- الاحتياطات والاشتراطات اللازمة للوقاية من مخاطر الحريق، وعدم توفيره وسائل السلامة والصحة المهنية بما يكفل الوقاية من المخاطر الفيزيائية، مما نتج عنه نشوب الحريق بالمخزن محل الواقعة، وتسببه بإهماله وعدم احترازه وعدم مراعاته للقوانين في نشوب هذا الحريق.
"اقوال المتهم _صاحب العقار_"
وكان قد أقر المتهم بالتحقيقات بشرائه قطعة الأرض المقام عليها العقار وقتما كانت أرضًا زراعية خارجة عن الحيز العمراني -في غضون عام 2013- للبناء عليها وإنشاء مخزن للأحذية، مع علمه بعدم إمكانية استصدار ترخيص بالبناء عليها لخروجها عن الحيز العمراني، ثم بعدما حقق غرضه وبنى العقار وهيأ المخزن ليزاول نشاطه فيه دون الحصول على ترخيص بذلك، ولم يتخذ الاشتراطات اللازمة للوقاية من مخاطر الحريق والوقاية من المخاطر الكيميائية والفزيائية بالمخزن بالرغم من علمه بتصنيع الأحذية من مواد كيميائية وبترولية معجلة للاشتعال بطبيعتها، وأنه تسبب بإهماله هذا في نشوب الحريق بالعقار، مضيفا أن سبب حدوثه هو ماس كهربائي، وأنه سبق وتقدم بطلب للتصالح عن المخالفات التي ارتكبها ولكن رفض طلبه فتظلم منه ولم يبت في التظلم حتى تاريخه.
وأمرت النيابة العامة، بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيق.
"بداية البلاغ"
ذكرت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية التي جرت تحت إشراف اللواء رجب عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمد عبد التواب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن بداية الواقعة كانت بنشوب حريق داخل مخزن أحذية على مساحة 1000 متر لعقار بمنطقة فيصل.
وعلى الفور، انتقل اللواء هشام صادق مدير الحماية المدنية، إلى المكان، وجرى الدفع بسيارات إطفاء لمكان الحريق، وفرض كردون أمن بمحيط الحريق لمحاصرته ومنع امتداده.