تسلمت نيابة السلام، تحريات المباحث في واقعة مقتل شاب على يد شقيقه، بعد مشادة كلامية بينهما نتيجة قيام المجني عليه بضرب والده، وهو الأمر الذي لم يحتمله الإبن الأكبر فقرر تأديب شقيقه على فعلته، وخلال ذلك سدد له طعنة أودت بحياته في الحال.
قالت التحريات أن الدافع الرئيسي في الحادث هو تعنيف الإبن القتيل لوالده، فتدخل شقيقه قائلاً: "عيب ده أبوك.. ميصحش كدة".
وبكلمات هستيرية وقف أحمد، أمام نيابة السلام يروي تفاصيل قتل شقيقه، خلال جلسة عتاب بينهما بسبب إقدامه على تعنيف وضرب والده، فلم يتخيل قيام شقيقه الأصغر بتعنيف والده، بعدما شاهد شقيقه يمسك والده بمنتهى القسوة محاولا ضربه والتعدي عليه، لم يتمالك أعصابه وفشلت محاولة إثناء شقيقه عن فعلته، لينتهي المشهد بجريمة قتل مكتملة الأركان، ويسقط شقيقه جثة هامدة في الحال.
دارت أحداث جريمة "الإبن الشقي مع والده المسكين"، داخل أحد البيوت المتهالكة بمنطقة السلام، وبدا النقاش هادئا للوهلة الأولى، طلب فيه الأب من ابنه الأصغر التوقف عن مصاحبة أصدقاء السوء وتدخين السجائر والمخدرات، غير أن الحديث تطور بين الأب وفلذة كبده الأصغر، الذي تخلى عن أقل معاني الشفقة والرحمة والإنسانية، فراح يفسر كلمات والده على أنها إهانة في حقه ولم يدر أن الأب لا يعوض، دخل معه في معركة كلامية حادة عنيفة، لم تلق قبلو شقيقه الأكبر.
حاول "أحمد" بشتى الطرق التدخل لإنهاء فصول النقاش الحاد بين والده وشقيقه، غير أن الأمر تطور سريعا، وتفاجأ خلال بضع دقائق بشقيقه يهم بإمساك والده من جلبابه محاولا إلقاءه على الأرض في مشهد مزري للغاية، لم يتمالك أعصابه، وأمسك بشقيقه مبعدا إياه عن والده المسن الذي لا حول له ولا قوة.
تابعت التحريات موضحة أن المتهم وجد الطريق مسدودا في إرجاع شقيقه عن ضرب والده المسكين، فقرر سريعا تأديبه، فعنفه وضربه بيديه، فإذا بشقيقه يتعدى عليه هو الأخر بمنتهى الإجرام، فتوجه مسرعا ناحية المطبخ واستل سكينا وطعن شقيقه طعنة استقرت في قلبه، لينهي حياته في الحال قبل حدوث مذبحة عائلية لا يحمد عقباها.
ألمح المتهم خلال تحقيقات النيابة العامة، إلى أن جريمة القتل لم تستغرق سوى 3 دقائق، وهى مدة المشاجرة مع شقيقه، حتى انتهت بقتله بطعنة واحدة، لكنها استقرت في قلبه ومات بسببها في الحال، مؤكدا أنه لم يخطط لقتله، لكن الجريمة حدثت بسبب انفعال وقتي أثناء اعتدائه على والدهما، بأسلوب مرفوض ومهين، فتدخل لرد كرامة والده وطلب من شقيقه الاعتذار، لكنه رفض وتمسك بعناده واستمر في الخطأ، فلم يجد بدا من إنهاء تأديبه، غير أن الطعنة أودت بحياته في الحال.
أمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، وكلفت النيابة الطب الشرعي بتشريح جثمان المجني عليه لبيان أسباب وفاته.