كشفت الاعترافات التي جاءت في تحقيقات النيابة مع المتهمين بالجماعة الإرهابية المسماة بـ "ولاية سيناء 3"، عن المخطط الإجرامي والإرهابي الذي يعتنقه أعضاء الجماعة، وكيف تخفوا عن أعين رجال الأمن بمحافظة شمال سيناء بواسطة برامج تقنية حديثة مشفرة.
وفقا للتحقيقات فقد أعد المتهمون دورات فيما عرف بـ"التأصيل الشرعي"، للبحث والتدارس في أفكار الجماعة القائم على تنفيذ عمليات عدائية بحق رجال الشرطة والقوات المسلحة، والنيل من هيبة الدولة وإظهارها في مظهر الضعيف.
البيعة لأبو بكر البغدادي
أفادت اعترافات المتهمين في القضية، تقديمهم ما عرف بـ"البيعة" على سمع وطاعة زعيم الجماعة وهو أبوبكر البغدادي، وتم منح شهادات في مرجعية التنظيم الإرهابي بحضور قيادات الجماعة التي أشرفت على تلك الدورات.
"أبو كاظم"، أحد الأسماء المكنى بها عضو بارز بالتنظيم المسلح، أطلق عليه زملاءه اسم "المسؤول الشرعي لقطاع الشيخ زويد"، فلسطيني الجنسية من قطاع غزة، أظهرت التحقيقات أنه انشق عن حركة حماس، بجانب إعداده للجانب التنظيمي للجماعة الإرهابية، وكان يباشر مسئولياته بضم كوادر شبابية وقيادية جديدة للجماعة المعروفة بإسم "تنظيم بيت المقدس"، حتى تطور تسمية التنظيم إلى "ولاية سيناء".
أبو طلحة النجار
بحسب ما جاء في تحقيقات النيابة وتحريات الأمن الوطني، فقد انتوى عدد من المتهمين في التنظيم الالتحاق بصفوف "داعش"، عبر السفر إلى تركيا بعد ثبوت مراسلات بينهمخ والمعاهد التعليمية التركية، وكان يعاونهم في ذلك متهم يدعى "عمر شحاته" اسمه الحركي "أبو طلحة النجار".
تدريبات عسكرية تلقاها أفراد الخلية لتعليم أساليب التعامل مع طائرات القوات المسلحة، وركزت على تعلم طرق التخفي والاختباء من غاراتها، مستغلين تضاريس جغرافية خاصة برفح والشيخ زويد، كما تحدثت التحقيقات عن تلقي المتهمين دورات مكثفة عن فك وتركيب واستخدام الأسلحة النارية بأنواعها مثل "بنادق الكلاشينكوف والبيكا".
تنفيذ الغزوات
كما تضمنت التدريبات العسكرية التي تلقاها المتهمين أساليب الاقتحام، وكيفية التعامل مع غارات القوات المسلحة، ووسائل التخفي عن المطاردات الأمنية لقوات الصاعقة، وتحدثت التحقيقات كذلك عما عرف بإسم "الغزوات"، وذلك في إطار تكليف أمهر أعضاء الخلية برصد تمركز أمني بشمال سيناء، بغرض تنفيذ عمليات عدائية تستهدف قوات هذا الارتكاز من خلال رصد أعداده وعتاده والأسلحة المدربين عليها، بخلاف أماكن الإيواء التي اتخذتها الخلية كمبان أعدوها خصيصا لتنفيذ تلك الأغراض الإرهابية الموكلين بها.
وواجهت النيابة المتهم "أبومالك الفيومي"، بما أسفرت عنه تحريات الأمن الوطني، بالمشاركة في العملية الانتحارية التي استهدفت الكنيسة البطرسية بالقاهرة، حيث كان معاونا للمتهم الرئيسي في العملية الإرهابية، وهو ما أقر به أعضاء الخلية، مشيرا إلى أن "خطاب" كان المسئول عن تسليح عنصرين انتحاريين من الجماعة لتفجيري كنيستين أخرتين في محافظات الغربية والإسكندرية.
بالتزامن مع ذلك، كشفت التحقيقات عما عرف بإسم "عناصرالأمنيين"، كانت مكلفة بخطف وتصفية الأهالي من المدنيين ممن عرف عنهم تعاونهم مع القوات المسلحة.
تأسيس 43 خلية إرهابية
واجهت نيابة أمن الدولة، المتهمين في القضية بارتكاب جرائم تأسيس 43 خلية عنقودية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، تلقوا تدريبات بمعسكرات التنظيم في سوريا على استعمال السلاح وصناعة المتفجرات وارتكبوا نحو 63 جريمة إرهابية في شمال سيناء، شملت مهاجمة رجال الشرطة والقوات المسلحة وتنفيذ عمليات عدائية إرهابية ضد القائمين على حماية الأمن والحدود بالبلاد.
قالت تحقيقات نيابة أمن الدولة وتحريات قطاع الأمن الوطني، إن الجرائم الإرهابية التي نفذها المتهمون بالقضية تركزت في شمال سيناء، وكان قيادات وكوادر الجماعة على تواصل دائم ومستمر مع قيادات (داعش) بالعراق وسوريا، وتلقوا تدريبات بمعسكرات التنظيم في سوريا على استعمال السلاح وصناعة المتفجرات واكتساب الخبرة الميدانية في حروب العصابات وقتال الشوارع.
وأشارت التحقيقات إلى تخصص مجموعة من بين المتهمين في عملية توفير الدعم المالي لتمويل الجماعة من خارج مصر، بما يعين الكوادر على تنفيذ عملياتهم الإرهابية.