اعلان

ضرب وحبس ومسجل خطر.. القصة الكاملة لانتحار شاب بسبب شقيقه في بولاق الدكرور

انتحار شاب - تعبيرية
انتحار شاب - تعبيرية

'ضربوه وأغلقوا عليه باب غرفته فانتحر في الحال وسقط جثة هامدة غير آسفا على ساعاته الأخيرة التي قضاها في وحشية وإهانة وتعذيب شقيقه له'، كان هذا تفاصيل ما سطره ضابط تحريات البحث الجنائي بقطاع أمن الجيزة حول واقعة العثور على جثة شاب مُنتحر داخل غرفته بمنطقة بولاق الدكرور.

نقاش عادي بين أحمد وشقيقه إبراهيم، تطور لمعركة كلامية احتدا كلاهما على الآخر، وتمسك كل منهما بوجهة نظره معتقدا خطأ الثاني، ليتفاجأ جميع أفراد الأسرة بعد مرور نحو ساعتين بجثة أحمد عالقا في سقف غرفته.

فبينما كان الخلاف مُحتدما بين الطرفين، طلب 'أحمد' حضور أحد زملائهما جلسة الصلح بينه وبين شقيقه 'إبراهيم'، وانعقدت جلسة عرفية حضرها عدد من أصدقاء الشقيقين، انتهت بخطأ 'أحمد' في حق شقيقه 'إبراهيم'، ولم يمتثل الأخير لقرار وحكم الجلسة العرفية، وقرر إصدار حكم على شقيقه على طريقته الخاصة، تعدى عليه بالضرب بصحبة أحد أصدقائه، وانهالا عليه بالألفاظ النابية وعنفاه بشكل مبالغ فيه.

حاول 'أحمد' إفهام شقيقه بأنه لا يستحق كل هذا العقاب، إلا أن إبراهيم تمادى في عقابه نحو شقيقه المسكين، تكالب عليه برفقة صديقه مسجل خطر، تحت زعم تأديبه، استمر في ضربه بيديه والتعدي عليه بألفاظ نابية، لم يكتف بذلك حتى أغلق عليه باب غرفته، وجلس في الخارج يوجه له إهانات بالغة.

جلس المسكين داخل غرفته يفكر فيما فعله شقيقه 'ابن دمه' معه، لماذا ضربه؟ ولماذا أهانه؟ ولماذا عذبه بتلك الطريقة المفرطة؟، ولماذا حبسه في غرفته؟ ولماذا تعمد إهانته في حضور صديقه؟، جميعها تساؤلات لم يستطع أحمد الإجابة عليها بمفرده، لا يستوعب عقله قبل قلبه تفاصيل إهانة وضرب شقيقه له بتلك الطريقة، لم يحتمل كل هذا، فقرر أن يتخلص من حياته في الحال، وعزم النية على الرحيل بلا رجعة، ليسطر لشقيقه درسا قاسيا لن ينساه مدى حياته ولن يفيق من كابوسه طيلة عمره.

وأخذ 'أحمد' قرار الانتحار ليترك كل تلك المعاناة خلف ظهره، جلب 'سلك' وربطه في 'جنش' سقف غرفته، ثم تعلق به ووقف على منضدة خشبية، ثم أزاح المنضدة من أسفل قدميه، لينهي حياته في الحال، غير آسفا على ما تعذيبه وإهانته في اللحظات الأخيرة من حياته.

قسم شرطة بولاق الدكرور، تلقى بلاغا يفيد انتحار شاب داخل شقته، تبين بعدها العثور على جثة شاب مُعلقة بحبل في سقف غرفة نومه، وتبين من مناظرة الجثة وجود آثار إصابات في الظهر، كما تبين وجود أثار شحم وزيت علي وجهه، وأفاد شقيق المتوفي لم يتهم أحدًا في التسبب في وفاته، وأرجع سبب انتحاره لمروره بازمة نفسية، لتقرر النيابة العامة نقل جثة المتوفي إلى مشرحة زينهم، لحين صدور قرار بشأنها.

طلبت النيابة الطبيب الشرعي بتشريح جثة المتوفى، لبيان أسباب الوفاة، وصرحت بدفنها عقب التشريح، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول ملابسات وظروف الواقعة.

وأظهرت تحريات المباحث أن شقيق المتوفى وصديقه وراء الواقعة، حيث نشب خلاف بين المتوفى وشقيقه، وطلب المتوفى من مسجل خطر أن يحضر جلسة الصلح، وأثناء جلوسهم تبين للمسجل خطر أن المتوفى مخطئ في حق شقيقه، فقام المسجل خطر وشقيقه بالاستعانة بثلاثة آخرين، والتعدي على المتوفى بالضرب وإهانته، ثم أغلقوا عليه باب الشقة من الخارج بوضع قفل، ما أدى إلى انتحاره لشعوره بالإهانة.

وشرحت التحقيقات الأولية، أن الشاب المتوفى يمر بأزمة نفسية بسبب قيام شقيقه بالتعدي عليه وإهانته، كما تبين أن مشكلات نشبت بين المتوفي وشقيقه، قام على إثرها الأخير بإحضار أصدقائه لحلها وعقد جلسة صلح، إلا أن الحاضرين قرروا خطأ المتوفي في حق شقيقه، فقام الأخير بالتعدي عليه وإهانته.

كما أسفرت التحريات عن أن شقيق المتوفى وأصدقاءه تركوه في غرفته، وأغلقوا عليه الباب، فقام بشنق نفسه في حبل معلق بالسقف، لتقرر النيابة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم، واستعجلت تقرير الطبيب الشرعي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً