شهدت مدينة حلوان، جريمة بشعة تنكرها الإنسانية بعدما نشب مجهولون قبر سيدة متوفية بفيروس كورونا، وأشعلوا النيران في جثتها بمدفنها، ما آثار ذلك الفعل الشنيع غضب الشارع المصري لتجرى الأجهزة الأمنية التحريات لسرعة ضبط المتهمين وتقديمهم إلى العدالة للقصاص لها، وفي هذا الصدد يعرض "أهل مصر"، عقوبة المتهمين في ذلك الفعل، ورأي دار الإفتاء المصرية في هذا الجانب.
قانوني يوضح عقوبة المتهمين
وفي نفس السياق قال المحامي أيمن محفوظ، إن الجميع أصابته الدهشة والذهول من هذا الفعل، وقبل حديث القانون يأتي حديث الإنسانية التي تبرأت منه كل إحساس بحرمه الموتى من هذا المجرم الأثيم والقانون، ورتب له عقوبة على فعله البعيد كل البعد عن الرحمة فأنه يستحق العقوبة المقررة".
وأضاف محفوظ، أن المادة 160 من قانون العقوبات المصري تنص على أن عقوبة الانتهاك حرمه الموتى بالحبس وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه، ولا تزيد على 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها.
وتابع محفوظ: "وتكون العقوبة السجن الذي لا تزيد مدته على 5 سنوات إذا ارتكبت أى من تلك الجرائم تنفيذًا لغرض إرهابي، ولابد أن يتم توقيع أقصى عقوبة ممكنة على هذا الجاني وألا تأخذنا به شفقه أو رحمة جزاء لتلك الفعل المجرم قانونا والبعيد كل البعد عن عادات المصريين في احترام موتاهم، خاصة لو كانوا شهداء يقاتلون عدوا فتاكا مثل فيرس كورونا اللعين.
رأي دار الإفتاء في حرق الجثث ونبش القبور
ومن جانبه قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز حال إحراق جثث موتى المسلمين، لافتة إلى أنه لم يعرف الحرق للجثث إلا في تقاليد المجوس، وأن الإسلام أمرنا بمخالفة المجوس فيما يصنعون ما لا يوافق شريعتنا الغراء.
وأضافة الإفتاء في بيان لها، على أنه لا خلاف بين المسلمين في أن للإنسان حرمة وكرامة حيًا وميتًا، كما يشير إليه قول الله تعالى "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، ومن كرامته بعد موته دفنه في الحد أو القبر بالكيفية الشرعية التي بيَّنها النبي صلي الله عليه وآله وسلم فيما ورد عنه من السنة الصحيحة، ودَرَجَ عليه أصحابه والتابعون وسائر المسلمين إلى الآن.
بلاغ بحرق جثة ممرضه بحلوان
كانت بداية الواقعة عندما تلقى قسم شرطة حلوان بلاغا من الأسرة بالواقعة، انتقلت قوة مكونة من فريقي البحث والتحري بقيادة اللواء نبيل سليم مباحث مدير مباحث العاصمة، ويعاونه فيه المقدم محمد السيسي رئيس مباحث حلوان، وبعد الفحص والمعاينة أفادت التحريات أنّه جرى بالفعل نبش المقبرة واستخراج الجثمان والتمثيل به وحرقه، وتكثف قوات الأمن جهودها لضبط المتهمين ومعرفة الدوافع، وذلك من خلال فحص المشتبه بهم وتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من محل الواقعة.