رن هاتفه المحمول في التاسعة صباحا الحق يا سامح ' في عمارة وقعت في تقسيم عمر ابن الخطاب '... ارتجف قلبه وقبل أن يغلق الخط كانت 'إسراء' قد هرولت سريعا لفتح مواقع التواصل وفي ثوان معدودة تيقن العروسان الذي لم يمض على زفافهما سوى شهور قليلة أن عش الزوجية قد أصبح ' كومة تراب' ، لم يدرا كيف استقلا وسيلة مواصلات وتنقلا من واحدة تلو الأخرى وأتيا من محافظة الغربية في ساعتي زمن ، ليجدا صدمة العمر أمامهم ، فها هو العقار المكون من 12 طابق قد تساوى بالأرض ودفن أسفل أنقاضه أجمل ذكرياتهم .
'إسراء زيدان وسامح رمضان' عروسان حديثى الزواج انقذهما القدر من الموت المحقق أسفل أنقاض عقار جسر السويس المنهار، قالت في حديثها لـأهل مصر ويكسو وجهها الشرود: 'الحمد لله .. الحمد لله .. ربنا كتب لنا عمر جديد .. خرجنا زي عادتنا كل اسبوع لنقضي يومي الخميس والجمعة في 'طنطا' صحبة أهلنا ولم نعلم أن الله يريد أن ينجينا'.. وأما عريسها 'سامح' فراح يحتضنها ولسان حاله الشكر أيضا وقال: 'مش مهم اي حاجة المهم أنها بخير ، عفشنا بقى كوك تراب ، لكن فداها الدنيا كلها ... هنا قطع الحديث صوت أحد رجال الحماية المدنية الذي نادى باسم ' سامح ' تعالى ، فقد عثروا على مجموعة من الأوراق الخاصة به اسفل الأنقاض ومعها عقد الشقة وعلبة موصوغات ذهبية هي 'شبكة إسراء' وبالجوار كان فستان الزفاف الأبيض الذي وضع على الأرض بجانب ما تم استخراجه من بين أكوام التراب وقد تعلقت به عيناها، وذهبت بعيد وكأنها انفصلت عن الواقع لا تعلم أتبكي أم تبتسم'.