قال محمد مقلد، ضابط شرطة سابق، والصديق المقرب للشهيد محمد مبروك، ضابط قطاع الأمن الوطني، إن " قضية التخابر " كانت قضية عمره، حتى أصبح الشاهد الوحيد فيها، ورغم علمه بأنه عرض حياته للخطر بسببها لكنه لم يتراجع، وبالفعل كانت سبب في استشهاده.
وأوضح "مقلد" في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن الإخوان شعروا بخطورة "مبروك" عليهم سنة توليهم الحكم، فقاموا بنقله من مكان عمله، حتى يثنوه عن تتبعهم وكشفهم، لكنه ظل يعمل في قضية التخابر بقلب من حديد لا يهاب عملياتهم الإرهابية، حتى كشف خيانتهم للوطن.
وروى محمد مقلد في حديثه لـ «أهل مصر»، تفاصيل مكالمة هاتفية بينه وبين الشهيد محمد مبروك، قائلا: "يوم جمعة الغضب لما انقطعت الاتصالات وكل الناس مش فاهمة في ايه، كلمته قولتله هو في ايه بيحصل يا محمد، قالي دي مؤامرة من الإخوان والأمريكان"، وتابع: "محمد كان يعلم حقيقة ما يجري وقتها نظرا المعلومات التي بين يديه".
واستطرد: "محمد كان صاحب عمري، مع بعض في المدرسة الإعدادي والثانوي، ودخلنا كلية الشرطة مع بعض، وقضينا 4 سنوات السراير جنب بعضها، اتخرجنا واشتغل هو في الأمن العام وأنا في الأمن المركزي، وبعد ما راح جهاز الأمن الوطني، كان الشغل كل حياته وكان شاطر جدا وكل قياداته عارفة كدة عنه، مكنش بيتكلم في شغله كتير، لكن طول الوقت كان شايف الإخوان خونة لا ولاء لهم، وده من خلال المعلومات اللي تحت إيده".
لم ينسى "مقلد" أن يشير في مقارنة بسيطة بين الشهيد محمد مبروك، الذي نال شرف الشهادة، وبين زميلهم في الدفعة الذي كان مصيره الإعدام بعد خيانته قائلا: "اللي خان محمد كان ضابط من شلتنا ودفعتنا، لكن هو نال جزاء خيانته بحكم الإعدام الذي صدر ضده، وأما محمد فقد نال شرف الشهادة، ولو كان أمامه اختيار حتى دون أن يلقى ربه بسبب الخيانة لاختار الشهادة".
وفي نهاية حديثه، أثنى العقيد محمد مقلد على مسلسل " الاختيار 2"، الذي يذاع على القنوات الفضائية والذي تناول بطولة الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني في حلقة الأمس، حيث جسد شخصيته النجم إياد نصار، قائلا: "أنا شفت المسلسل أول حلقة يظهر فيها مبروك أمس، والفنان إياد نصار جايب شكل محمد كويس، وانتظر متابعة باقي الحلقات وشئ جميل أن المسلسلات تخلد سيرة الشهداء الأبطال من الشرطة والقوات المسلحة، ليعلم الأجيال الحالية والقادمة تضحياتهم وتكون قدوة ترسخ لديهم الانتماء وحب الوطن".
وأشار إلى أن أن أسرة الشهيد محمد مبروك فخورة جدا به منذ وقت استشهاده، وتتابع المسلسل باهتمام وتشعر بالسعادة لأن سيرة الشهيد وبطولته ستظل مخلدة في مسلسل تليفزني يشاهد على مدار أجيال.
جدير بالذكر أن ضابط الأمن الوطني العقيد محمد مبروك، ولد بمحافظة بالقاهرة في منطقة الزيتون عام 1974، وتخرج في كلية الشرطة عام 1995، ثم التحق بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى مايو 2011، وبعدها تم نقله إلى جهاز الأمن الوطني بمديرية أمن الجيزة، ثم عاد إلى جهاز الأمن الوطني الرئيسي في منطقة مدينة نصر.
واستشهد "مبروك" على يد جماعة الإخوان الإرهابية في 18 نوفمبر 2013 بعد خروجه من مسكنه بمدينة نصر متوجها إلى عمله، في عملية إرهابية خسيسة نفذها 7 أشخاص ملثمين، فتحوا النيران على الشهيد وكانوا يستقلون سيارتين ملاكي بدون لوحات معدنية، ومن على بعد 5 أمتار أمطروا جسد الشهيد برصاصات الغدر ما أدى إلى استشهاده على الفور.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
