وثّقَت الحلقة 9 من مسلسل الاختيار 2، عملية اغتيال الشهيد المقدم محمد مبروك، ضابط جهاز الأمن الوطني، مسئول ملف النشاط الداخلي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي أُوكل إليه الإشراف على تحريات عدد من قضايا تورط فيها قيادات الجماعة وفي مقدمتها «التخابر واقتحام السجون».
كفاءة الشهيد محمد مبروك، دفعته ليتولى الإشراف على أخطر القضايا التي تباشر فيها التحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، حتى بات مقصدا للجماعات المسلحة التي أعدت عدتها للنيل منه برصاص الغدر والخيانة، بعد رصد تحركاته وخط سيره، لتطاله ضربة الموت أسفل منزله بمدينة نصر، أثناء توجهه لمقر عمله.
في أعقاب اغتيال الشهيد محمد مبروك، أعلنت جماعة 'أنصار بيت المقدس' مسؤوليتها عن اغتيال بطل الأمن الوطني، وقالت في بيان لها نشر على شبكة الانترنت، إنها 'قامت باغتيال المقدم محمد مبروك رئيس ما يسمى بنشاط التطرف الديني، وذلك ردًا على ما قام به هذا الجهاز من اعتقال للنساء الحرائر العفيفات واقتيادهن للتحقيق في أقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة، وتأتي هذه العملية المباركة ضمن سلسلة عمليات (فك الأسيرات من أيدى الطغاة)، بحسب وصف البيان.
تابع التنظيم المسلح في بيانه قائلاً: 'تم تكليف سرية (المعتصم بالله) بتحرير الأسيرات وتعقب كل من ساهم وشارك في أسرهن من ضباط وأفراد وزارة الداخلية، فبدأت بفضل الله وحده بقتل أخطر هؤلاء المجرمين المطلوبين وأشدهم عدوانًا على المسلمين في عقر داره وأمام بيته جزاءً وفاقًا وإنا لأمثاله- بعون الله- لَبِالْمِرْصَاد'، على حد تعبيرها.
يأتي هذا بينما وصفت جماعة الإخوان، في بيان لها نشر على الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، عقب اغتيال الشهيد محمد مبروك، اتهامات الإعلام لها بالوقوف وراء اغتيال ضابط الشرطة بأنه 'افتراء'، وأنها لا تجد من يدافع عنها خشية الاتهامات الكاذبة الجاهزة بمناصرة الإرهاب، حسب قولها.
ووفقا لما جاء بالبيان، فقالت الجماعة 'ندين هذه الجريمة المنكرة، ندينها مثلما أدنا واستنكرنا كل حوادث القتل باعتبارها عدوانًا على الحق في الحياة وعلى النفس التي حرم الله قتلها، ولكن للأسف هناك من يحاول إلصاق هذه الجريمة النكراء بالإخوان المسلمين، خصوصًا الإعلام الكاذب اعتمادًا على أن أفواه الإخوان مُكممة وقيادتهم مسجونة'، على حد وصف البيان.
بتاريخ 18 نوفمبر 2013، طالت يد الإرهاب الأسود البطل الشهيد محمد مبروك، في عملية نفذها 7 أشخاص ملثمين، بحسب ما جاء في التحقيقات، أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر متوجهًا إلى عمله، ليلقى ربه شهيدا، مسطرا اسمه بحروف من نور في بطولات الشهداء الأوفياء، ممن قدموا الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن، رحل الشهيد تاركا 3 أبناء «زينة ومايا وزياد».
صبيحة اليوم التالي لاغتيال الشهيد المقدم محمد مبروك، خرج اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام آنذاك، في تصريحات له ذكر فيها إن وزارة الداخلية توصلت إلى معلومات هامة حول الجناة المنفذين لعملية اغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، والشهادة التي أدلى بها «مبروك» تعد وثيقة هامة، والمحكمة ستأخذ بها في قضية التخابر المتهم بها محمد مرسي، على حد قوله.
تشير المعلومات المتوافرة عن الشهيد محمد مبروك، إلى أنه أحد أهم الشهود في قضية الهروب من سجن وادي النطرون، وأعد تحريات مكثفة عن قياديي الإخوان خيرت الشاطر ومحمد بديع، فقد كان المقدم محمد مبروك هو المسئول عن ملف الإخوان في جهاز الأمن الوطني.
كذلك تم إسناد قضية 'التخابر الكبرى' إلى الشهيد محمد مبروك، وهى القضية التي جرى محاكمة محمد مرسي وقيادات الإخوان فيها، وصدرت فيها أحكاما بالإعدام والمؤبد بحق المتهمين ممن ثبت إدانتهم بالأحداث.
قدم محمد مبروك قبل أسبوع من استشهاده، CD إلى النيابة، حوى أهم ما رصده من تحريات ومعلومات عن نشاط جماعة الإخوان حتى قبيل اندلاع ثورة 25 يناير، واستندت النيابة إلى تلك الاسطوانة في إسباغ أدلة الاتهام بحق محمد مسي وقيادات الإخوان في القضايا المتورطين فيها.
كشفت التحريات التي أعدها الشهيد محمد مبروك العلاقة بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين، مع مخابرات دول أجنبية، بغية إحداث تغييرات جذرية فى نظم الحكم في عدد من البلدان العربية.