توفي حسين قرني الشهير بـ عشماوي، منفذ حكم الإعدام بمصلحة السجون بوزارة الداخلية اليوم.
ولد حسين قرني بمركز سمنود إحدى مراكز محافظ الغربية الكبرى عام 1947، وكغيره من أطفال القرية حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وعلي الرغم من أنه لم يتلق تعليمًا؛ نِظَامِيًّا نتيجة للظروف المعيشية الصعبة إلا أنه تقدم حينما بلغ مرحلة الشباب لوظيفة مساعد شرطة، وبعد خضوعه للاختبارات تم قبوله وبدأ ممارسة عمله بجهاز الشرطة المصرية، وفي غضون سنوات قليلة، تم انتدابه للعمل بمصلحة السجون، وهو العمل الذي غير حياته رأسًا على عقب، فقد تحول بعدها بسنوات قليلة لـ عشماوي.
بعد انتقال حسين قرني للعمل بمصلحة السجون بفترة قليلة عمل مساعداً ل عشماوي عام 1980 وروى بنفسه في إحدى حواراته الصحفية، واستمر مساعدًا له لمدة 18 عامًا، وكان في تلك الفترة مسئولاً عن إحضار المتهم من غرفته والسيطرة عليه واقتياده لمكتب المأمور ومن ثم غرفة الإعدام، وحمل عدة الشغل والتي كانت عبارة عن حبل من الكتان وحديدة وطاقية سوداء، وظل هكذا حتى أصبح الرجل الأول في تنفيذ أحكام الإعدام.
في تسعينيات القرن الماضي تحول حسين قرني الشهير ب عشماوي فجأة للرجل الأول في تنفيذ أحكام الإعدام مُصَادَفَة، بعدما أصيب منفذ الأحكام بحالة إعياء شديدة أثناء توجهه لتنفيذ حكم إعدام منعته من استكمال مهمته، فنفذها بدلاً منه حسين قرني، بعدما أمره مأمور السجن بذلك، ونفذ أول حكم إعدام له ضد امرأة أدينت بقتل زوجها وشقيقه داخل سجن بنها، وكان تلك الواقعة بداية تغير في حياته، نحو سلسلة طويلة من الأحكام نفذها عبر تاريخه.
كان من ضمن أشهر الشخصيات التي نفذ فيها عشماوي حكم الإعدام، أسطورة الإجرام عزت حنفي الذي اتهم في قضية جزيرة النخيلة بأسيوط وشقيقه حمدان، وعن تنفيذ حكم إعدامه روى قرني في حوار صحفي له، كيف كان حنفي متماسكاً أمام الموت، ولم يهتز وكيف أنه طلب منه إنهاء الأمر سريعًا طالبًا منه عدم تعذيبه قائلاً له: 'خلص بسرعة.. عايزها قلبة وقومة'.