اسمه يقشعر منه أبدان المتهمين والقابعين خلف جدران السجون، لا يرغبون مطلقا في لقاءه، توفى اليوم 'عشماوي' الذي قضي للبعض أن يحصي أنفاسه داخل كفتي يديه القاسيتين، رحل بعد سنوات عدة قضاها في تنفيذ حكم الإعدام بحق المحكوم عليهم داخل مصلحة السجون.
أشيع لقب 'عشماوي' على رجل الشرطة الذي ينفذ حكم الإعدام بحق المحكوم عليهم داخل قطاع مصلحة السجون، بعدما تولى هذه المسؤولية شخصا يدعى أحمد عشماوي خلال عام1922 ، ومنذ ذلك الحين، فقد أصبح الإسم هو الأشهر في هذه المهنة، وفي وقت سابق كان ينفذ هذه المهمة شخص واحد نتيجة قلة الجرائم، غير أن عددهم زاد بسبب زيادة عدد الجرائم، ومن أشهر أحكام الاعدام التي قام بها 'عشماوي' تنفيذ حكم الإعدام شنقا في الأخوين 'فرحات' اللذين قاما بتفجير حافلة سياحية أمام المتحف المصري بميدان التحرير.
يقول مساعد شرطة أول، حسين قرني 'عشماوي' في تصريحات صحفية سابقة له، إن وظيفته بوزارة الداخلية تسمى 'جلاد' وذكر أنه فخور بعمله رغم نظرات الناس التي تحمل خوفًا منه وتشائمًا من وظيفته، إلا أنه يشعر بالرضا تجاه عمله، مضيفاً: 'مهنة الإعدام زودتني ايمان وثقة بالله، لأن الاعدام حاجة بسيطة بجانب حساب ربنا يوم القيامة'.
وتابع: 'لما بتعدي فترة طويلة من غير تنفيذ أحكام إعدام، بروح اخبط على الطبلية ' في غرفة الاعدام وبقولها الحال واقف'، وذكر عم حسين قرني 'لما بنفذ حكم إعدام باخد على الراس 100 جنيه، وببقى مروح لعيالي مبسوط، وبشتري ليهم فاكهة ولحمة'.
نفذ 'عشماوي' قرابة 1070 حكما بالإعدام، 20% منهم سيدات معظمهن تمت إدانتهن في جرائم قتل أزواجهن.
يرى حسين قرني، المتخصص في تنفيذ أحكام الإعدام، أن هناك فرقًا بين الرجل والمرأة عندما يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهن، مشيرا في تصريحات إعلامية سابقة له: 'في فرق كبير بين الراجل والست، الست ربنا خلقها بتبقى كلها أنوثة، ورقبتها مفيهاش عضلات زي الراجل، وبيبقى لها طريقة معينة في الإعدام علشان رقبتها ما تنجرحش، لأن الرقبة مش بتستحمل'.
وتابع 'عشماوي' موضحا أن أغلب السيدات اللاتي تم تنفيذ حكم الإعدام فيهن، يكن ثقيلات الوزن: 'الستات اللي بييجوا كان بيجوا أوزان تقيلة، وفيه أوزان جامدة وبتعدي الـ 100 والـ 120 كيلو، وبيبقى لها طريقة بحيث إنك تحافظ عليها، مش تحافظ عليها متموتهاش، لكن تحافظ عليها بأنك تموتها بس بالطريقة اللي هي متجرحهاش ومتجبش دم'.
يشير 'عشماوي' في حديث صحفي له إلى أصعب حكم إعدام نفذه، موضحا 'المتهم كان اسمه 'سمير' وكان بيتاجر في المخدرات وحُكم عليه بالاعدام، ولقيته داخل الغرفة وهو مقيد من يديه وقدميه، على غير العادة فقد كان قوي البنيان لدرجة مخيفة، ومن شدة قوته كان بيكسر العملات المعدنية، وأول ما طلع على الطبلية ووضعت رقبته داخل الحبل، كان بيشد أعصاب رقبته فتكون 'عضلة الترابيس' بالرقبة حائل بين رقبته والحبل واستمر هذا الحال اكثر من 15 دقيقة، حتى قمت بالنزول أسفل 'الطبلية' وجذبته من وسطه حتى أغلقت الحبل على رقبته وتمت عملية الشنق'.
آخر حكم إعدام نفذه 'عشماوي' تم بسجن استئناف القاهرة، في محكوم عليه يدعى جمال سلامة متهم بقضية قتل.
يتذكر حسين قرني، محكوم عليه بالإعدام، صاحب صالة 'جيم'، حاول التملص من الإعدام بواسطة عضلات رقبته 'الترابيس'، غير أنه لم ينجح في ذلك وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه: 'كل لما يفلفص، كل ما الحبل يضيق عليه أكتر'.