سلط المخرج بيتر ميمي، ضَوء عدسته في مسلسل الاختيار 2 على مقتل أسطورة أخطر ثاني تنظيم إرهابي في مصر "همام محمد عطية"، ليحيي للذاكرة مشاهد مؤلمة لأصعب السنوات التي مرت على البلاد المُكللة بالتاريخ الدموي لسلسلة خراب تنظيم "أجناد مصر".
"ولنا في القصاص حياةً".. داخل حي كثيف بالسكان تحديدًا في منطقة الطوابق بفيصل محافظة الجيزة، سَطرت وزارة الداخلية المصرية نهاية الإرهابي همام محمد عطية، بعد تبادل لإطلاق النار واشتباك حاد بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية القاطنة داخل شقة صممت خصيصا وكرًا بعملياتهم الغادرة، ورويدًا رويدًا أُسقطت كل من بداخل الشقة طريحا بعد سيل من رصاصات النافذة، لتخترق إحدى الرصاصات جدار قلب "همام" مُعلنه عن مقتله في 9/4/2015.
ليلة سقوط همام
وأكد بيان الداخلية، أنه حال استشعار المذكور بالقوات بادر بإطلاق النيران تجاههم، حيث بادلته القوات وبكثافة وأسفر ذلك عن مصرعه وضبط بحوزته بندقية آلية، وطبنجة، و4 عبوات ناسفة معدة للتفجير، إحداها مزودة بمغناطيس لتثبيتها أسفل السيارات المستهدفة، و18 عبوة غير مكتملة التجهيز، وكمية كبيرة من الأدوات ومستلزمات تصنيع العبوات المتفجرة مبلغ مالي قدرة 76.875 ألف جنيه، وجهازي كمبيوتر.
أجناد مصر
كان ذلك التنظيم يعيث في البلاد تحت عقله المدبر وقيادة "همام محمد" أسطورة الدمار الدموي، تاريخه مكلل بالإرهاب ابتداءً من سيناء وحتى العاصمة، بعدما عاث فيه الخراب ليسلم الراية القصاص من بعده لشريك الإرهاب الأكبر، جماعة أنصار بيت المقدس، ليأخذ بعدها من القاهرة الكبري مسكنا ليكمل مسيرته الأكثر سوادا على الإطلاق.
المثير للعجب إنه تم تصفية زعيم التطرف بطريقة غير مُمنهج لها من قبل اجهزة الأمن بل كانت محض "الصدفة"، حتى توقعها البعض أنها في سيناء أو في أحد المناطق النائية والحقيقة أنها بالقرب من مقرات أجهزة الأمن.
خطأ عضو تنظيم يقود الداخلية لزعيم التطرف
"القشة التي قسمت ظهر البعير".. كان إسلام شعبان شحاتة سليمان، بمثابة الخيط الفولاذي الذي وقع بيد الداخلية ليسقط على أثره زعيم التطرف، كان الطالب عضوً بالتنظيم، المتخصص فى القيام بعمليات إرهابية عن طريق التفجير عن بعد، توالت الأيام ليسقط خطأ فى أيدي الشرطة، أثناء قيامه بوضع قنبلة أمام دار القضاء العالى.
وهنا كانت البداية ليعترف إسلام شعبان، بأن مؤسس التنظيم هو صاحب الاسم الحركى - فوزى أو حسام- وأنه يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما، ويسكن فى شارع فيصل بالجيزة، إذ ظل الأمن يتتبعه، لمدة ٣ أشهر كاملة، اكتشف أنه الإرهابى الخطير المتخصص فى صناعة المتفجرات همّام محمد أحمد عطية، أحد المتهمين فى قضية أنصار بيت المقدس، وفى هذه الأثناء غير محل إقامته ٣ مرات، كان آخرها شقة فى منطقة الطوابق، استأجرها، وكانت معه زوجته وأولاده الصغار، ولم يكن فيها أى أثاث.
الظهور الأول لـ أجناد مصر
كان الظهور الأول للتنظيم عبر بيان والذي حمل رقم 001 والذي جاء تحت عنوان “القصاص حياة”، والذي يتوعدون فيه بتوجيه ضربات لأجهزة الأمن، وتحرّيض كل مواطن مصري على القيام بمثل هذه العمليات، وصحب البيان مقطع فيديو مصور وثقت فيه بعض العمليات التي نفذتها الجماعة ضد أجهزة ومقرات الأمن المصري، حيث كان مدة الشريط ما يقارب النصف ساعة، تضمن مقاطع لعدد 8 عمليات نفذها التنظيم من نوفمبر 2013، وحتى أبريل 2014.
خراب دام عامين
في يوم الجمعة 24 من يناير عام 2014، كانت مصر على موعد مع تنظيم جديد أعلن عن نفسه من خلال بيان تداولته عدد من الصفحات التابعة للجماعات الإسلامية، وتم في التزامن دشين صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وموقع التغريدات ” تويتر” باسم أجناد مصر، كلسان إعلامي معبر عن التنظيم الذي بدأ عملياته الفعلية منذ عام 2013.
في الفترة التي ظهر فيها التنظيم تني العديد من العمليات الإرهابية و التي كان من بينها كأول رد علي مقتل قائده يوم 5 أبريل 2015 القيام بذرع عبوة لاصقة لتجمع للأجهزة الأمنية فوق جسر 15 مايو المهندسين مما أدى لمقتل مساعد ضابط وإصابة آخر.
وكان من بين العمليات الإرهابية أيضاً، استهداف كمين شرطة في عبود بعبوة ناسفة في 20 نوفمبر 2013، وكذلك استهداف كمين شرطة السواح بعبوة ناسفة في 25 نوفمبر 2013، استهداف نقطة شرطة بمحور 26 يوليو في 7 يناير 2014، استهداف قسم شرطة الطالبية في 24 يناير 2014، واستهداف قوات الأمن المركزي أمام مترو البحوث في 13 يناير 2014، و استهداف مقر قوات الأمن المركزي في 31 يناير 2014، واستهداف قوات الأمن المركزي في ميدان الجيزة.، وفي ميدان النهضة والذي قتل علي إثره العميد طارق المرجاوي، كذلك التفجير الذي وقع بجوار مسجد الحصري بــ6 أكتوبر، والذي أدى إلى إصابة نقيب شرطة، وتفجير كمين للشرطة في ميدان لبنان في 18 أبريل 2014، واستشهاد رائد شرطة وإصابة 6 آخرين، واستهداف دورية أمنية في شارع الهرم بالقرب من سينما رادوبيس، وتبنى التنظيم زرع وتفجير عبوات ناسفة في محيط قصر الاتحادية بالقاهرة يوم الـ14 من يونيو 2014، مما أسفر عن مقتل رجلي شرطة.