"الاختيار 2"، مسلسل أعاد للذاكرة مشاهد مؤلمة لأصعب السنوات التي مرت على البلاد، وكانت شاهدًا على عنف وتخريب وإجرام جماعة الإخوان الإرهابية، المسلسل وثق بطولات رجال الشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن ولولاهم لعاث الإرهابيون في مصر فسادا فهم لا دين لهم ولا ملة، وسلط المسلسل الضوء على "كريمة الصيرفي"، والتي أثارت العديد من التساؤلات حولها.
"كريمة الصيرفي"، أبرز المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا "التخابر مع قطر"، والدها أمين عبد الحميد أمين الصيرفي، السكرتير السابق برئاسة الجمهورية، في عهد الإخوان، والذي قام بإخفاء أوراق مهمة في منزله بعدما أصدر رئيس ديوان رئيس الجمهورية آنذاك (رفاعة الطهطاوى) منشورًا يتضمن عدة إجراءات لمجابهة الأحداث المتوقعة في 30 يونيو 2013.
وجلست كريمة تُناظر بعينيها "حقيبة" سمسونايت مغلفة بورق بيج اللون وعليه خاتم السكرتارية الخاص برئاسة الجمهورية باللون الأحمر داخل المنزل بالتجمع الأول بمنطقة القاهرة الجديدة؛ الأمر الذي استدعاها بالاقتراب منها واكتشاف أمرها خاصة بعدما علمت بوجود أوراق هامة بداخلها.
وكان ذلك في غضون شهر أكتوبر 2013، حيث قامت المتهمة كريمة أمين الصيرفي بأخذ الحقيبة التي تحوي المستندات آنفة البيان مع علمها بطبيعتها وبأنها وثائق ومستندات تحوي معلومات حربية وسياسية ودبلوماسية واقتصادية وصناعية، ومعلومات تتعلق بالتدابير والإجراءات الأمنية والتي يجب مراعاة لمصلحة الدفاع عن البلاد أن تبقى سرًا وتحمل درجات سرية مختلفة.
وكانت كريمة آنذاك طالبة في الأزهر، تدرس الفقة والدين، تقرأ العديد من الكتب وتحضر دورسا دينية، كان والدها أمين الصيرفي، ساعد على نقل جميع الأوراق والمستندات المتواجدة بقصر الاتحادية إلى أماكن حفظها بقصرى عابدين والقبة، إلا أنه احتفظ بالوثائق والتقارير العسكرية التي سلمها إليه اللواء نجيب عبد السلام قائد قوات الحرس الجمهوري السابق والتي كانت في حيازته بسبب وظيفته ولم يسلمها لمكان حفظها بإدارة قوات الحرس الجمهوري مع علمه بخطورتها، وأنها تتضمن معلومات عسكرية عن القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها العسكرية والاستراتيجية، وأنه يجب مراعاة مصلحة الدفاع عن البلاد، وأن تبقى سراً لا يعلم بها إلا من يناط بهم حفظها أو استعمالها خشية أن تؤدى إلى إفشاء ما تتضمنه من أسرار واحتفظ بها لنفسه وكأنها ملك له، وأعطاها لأمين الصيرفي وأخذتها كريمة.
"البحث وراء كريمة ووالدها أمين الصريفي أشبه بالبحث عن ورقة كادت أن تحرق الجميع"، اطلعت كريمة على الورق بتسليمها لأسماء محمد الخطيب (صديقتها)، والتي كانت قد تعرفت عليها أثناء مشاركتهما فى المسيرات واعتصام رابعة العدوية، وأعطتها الحقيبة التي تحوى المستندات لإخفائها لديها بعد أن أودعت بها خطابات والدها وأغلقتها بمفتاح احتفظت به لديها، إلا أن الشيطان أوعز لأسماء الخطيب باغتنام الفرصة وبيع أسرار الوطن في سوق الخيانة لمن يدفع الثمن، ففضت الحقيبة واطلعت على ما بداخلها من وثائق ومستندات تحوي أسرار الدفاع، وأخبرت المتهم علاء عمر محمد سبلان، وهو أردني الجنسية من أصل فلسطيني ويعمل مراسلًا بالقطعة لدى قناة الجزيرة، بما حصلت عليه من أوراق خاصة برئاسة الجمهورية تحوى معلومات عسكرية ومعلومات تتعلق بأمن الدولة وبمصالحها القومية وأنظمتها الداخلية ومصالحها وحقوقها فى مواجهة الدول الأخرى.
لم تكترث "أسماء الخطيب" بأهمية تلك المسندات بل هي كانت تعلم مدى خطورتها إلا أنها أعمت بصيرتها وضميرها أمام المال، وكانت ركيزتها حصد أكبر فائدة من خلف ذلك الورق، وخلال إحدى الزيارات من كريمة لوالدها الذي كان محتجزًا بالحرس الجمهورى سألها عن الأوراق فأخبرته أنها أودعتها فى مكان أمين وطلب منها رد بعض أجهزة الحاسب والتابلت عهدته بالعمل وكرر مطلبه فى خطاب أرسله لها فقامت برد تلك الأشياء وسلمتها للحرس الجمهورى، إلا أنه ما بعد شهر أكتوبر 2013 أخبرتها أسماء الخطيب بعزمها على السفر للخارج على زعم من القول بأنه تم إلقاء القبض على أحد أقاربها وهى متورطة معه، وأخبرتها أن الأوراق تحتفظ بها لدى أحد أقاربها، وأعطتها رقم هاتفه لتتصل به إذا ما احتاجت إلى الأوراق.
وحسبما أكدت كريمة ما جاء سابقا في التحقيقات، تمكن والدها أمين الصرفي من اختلاس وإخفاء الوثائق والمستندات والخروج بها من قصر الاتحادية يوم 28/6/2013، وكان الثابت ومن المعلوم للعلم العام أن الرئيس السابق المستشار عدلي منصور تولى رئاسة البلاد يوم 4/7/2013 أي بعد خروج الوثائق والمستندات من قصر الاتحادية.
وعاقبتها محكمة جنايات أمن الدولة العليا بالسجن لمدة 30 عاما في قضية التخابر، كما عاقبت المتخابر المعزول محمد مرسي بالسجن لمدة 40 عاما، وتقدم المحكوم عليهم بطعون على الأحكام أمام محكمة النقض، حيث أيدت إعدام 3 محكوم عليهم، وخففت سجن مرسي للمؤبد بدلا من 40 عاما، وتم الحكم على كريمة بالسجن 15 عامًا.