اعلان

المعادي في ثوب الإجرام.. كيف حول مسجلي الخطر الحي الهادئ إلى سرقة واغتصاب؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان حي المعادي أحد أرقى أحياء العاصمة والذي طالما تميز بالهدوء، وتحول في الآونة الأخيرة إلى بؤرة 'إجرامية'، خاصة بعد زيادة أعداد المشردين والخارجين على القانون في الحي بشكل مثير للانتباه ويدعو للتساؤل، كان أبرز تلك الجرائم الواقعة سرقة وسحل مريم محمد علي، المعروفة إعلامية بـ فتاة المعادي، ومحاولة التحرش بطفلة بإحدى العقارات والمعروفة إعلامية بـ 'متحرش المعادي'، وآخرها منذ أيام قليلة لاغتصاب فتاة على يد صديقها.

كان شارع 9 بالمعادي، أحد أكثر المعالم البارزة بالمعادي، موقعه يبعد أمتار بسيطة عن المترو، الأمر الذي يسهل على الخارجين عن القانون افتراس ضحاياهم به، ما قد يطرأ على مسمع الكثيرين من حدوث بعض الجرائم في الحادي الهادي وبالتحديد شارع 9 يطل على ناصية شارع عمار بن ياسر، الذى شهد جريمة مأساوية شغلت الرأي العام، بعد أن أنهى 3 مسجلين خطر حياة فتاة كانت تمر وفي طريقها إلى مسكنها، بعدما تشبثوا في حقيبتها لسرقتها، ما أنهى حياتها دهساً أسفل عجلات السيارة التي كانوا يستقلونها.

فتاة المعادي والمتهمين

بعد مرور 200 يوم على قضية سحل وقتل فتاة المعادي، أودعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، حيثياتها في القضية، بعد أن قضت بإعدام المتهمين وليد عبد الرحمن فكري عبد الرحمن، ومحمد أسامة محمد جلال السيد وشهرته 'محمد الصغير'، في القضية المعروفة إعلاميا بـ'سحل وقتل فتاة المعادي'، بعد موافقة مفتي الجمهورية على إعدامهما، وبراءة المتهم الثالث محمد عبدالعزيز محمد أمين وشهرته 'حماصة'.

بينما عاقبت المحكمة بحبس المتهم الأول وليد عبد الرحمن فكري عبد الرحمن، سنة مع الشغل في تهمة تعاطي المواد المخدرة وغرامة 10 آلاف جنيه، وإحالة الدعوى المدنية المقامة من محمد علي أمين قبل المتهمين للمحكمة المدنية المختصة لتحديد جلسة لنظرها وأرجأت الفصل في المصاريف الجنائية.

صورة ارشيفية

وصدر الحكم برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، رئيس المحكمة وعضوية المستشارين مجدي عبدالمجيد عبداللطيف، وأشرف عبدالوهاب العشماوي، وبحضور محمد إسماعيل أحمد وكيل النيابة وأمانة سر سعيد عبدالستار ومحمود عبدالرشيد.

وأقدم المتهمين وليد عبد الرحمن فكري عبد الرحمن ومحمد أسامة محمد جلال السيد، واتفقت رغبتهما الجامحة في الحصول على المال الحرام أينما وجد بدلا من البحث عن طريق شريف يمكنهما من بلوغ مقصدهما، فقد سلكا طريق الغواية والشر، وبدأت محاور فكرهما تتلمس المال الحرام ولو عن طريق الغدر وسرقة الأبرياء وإزهاق أرواحهم لتحقيق غايتهما؛ فاستأجرا سيارة أجرة «ميكروباص» لتنفيذ ما سبق وأن نويا عليه، وأعدا العدة لتنفيذ الجريمة، وحمل الأول سلاحا ناريا 'فرد خطروش'، وتسلح الثاني بسلاح أبيض 'مطواة' داخل طيات ملابسهما، وأخفى الأول لوحتي السيارة الأمامية والخلفية بمادة لزجة 'شحم'، وهداهما تفكيرهما الآثم إلى اختيار دائرة المعادي الهادئة مكانا لتنفيذ جرمهما وتوجها سويا إلى هناك للبحث عن ضحية.

المتهمون امام المحطة

متحرش المعادي

قضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار محمود زين الدين، بمعاقبة ' محمد جودت' المتهم بالتحرش بالطفلة 'يارا' المعروفة إعلاميا ب طفلة المعادي' بالسجن المشدد 10 سنوات.

وفي وقت سابق قررت النيابة العامة إحالة المحاسب المتهم بالتحرش بطفلة المعادي، إلى محكمة الجنايات، في القضية رقم 4056 لسنة 2021 جنايات المعادي، المتهم محمد جودت، في اتهامه بخطف طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، واستدراجها إلى عقارٍ قاصدًا إبعادها عن أعين الرقباء، فاستجابت إليه. وأضافت التحقيقات اقتران تلك الجناية بجناية أخرى هي أنه في ذات الزمان والمكان هتك عرض الطفلة بالقوة باستطالته إلى مواطن العفة من جسدها، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات، وأن المتهم ارتكب الجناية طبقا للمادة 290 من قانون العقوبات، المعدل بقانون رقم 5 لسنة 2018 والمادتين 2، 116 مكرر من قانون رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بقانون رقم 126 لسنة 2008.

متحرش المعادي

وأمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المحاسب المتهم بخطف طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات محبوسًا حيث تحيّل لاستدراجها إلى عقارٍ قاصدًا إبعادها عن أعين الرقباء، فاستجابت إليه، واقترنت تلك الجناية بجناية أخرى هي أنه في ذات الزمان والمكان هتك عرض الطفلة بالقوة باستطالته إلى مواطن العفة من جسدها.

وأقامت النيابة العامة الدليل على المتهم بشهادة أربعة شهود وأقوال الطفلة المجني عليها، وما ثبت من إجراء المقارنة الفنية والمضاهاة بين صورة المتهم ومثيلتها المنسوبة إليه الظاهرة بمقطع تصوير الواقعة وما تبين من التصوير، وتعرف شاهدتين والطفلة المجني عليها على المتهم حال عرضه عليهن عرضًا قانونيًّا.

اغتصاب فتاة على يد اثنين بالمعادي

شهدت منطقة المعادي حادثا مؤلما لفتاة وضعت ثقتها في اثنين من أصدقائها الشباب، لكنهما لم يكونا أهلا لتلك الثقة، حيث غدر بها الصديقين واستغلا الصداقة لإشباع غرائزهما الجنسية، حينما قررا اغتصاب الضحية ما يقرب من 24 ساعة.

بدأت القصة المؤسفة عندما هاتفت الفتاة أحد المتهمين لرغبتها في اقتراض مبلغ نقدي منه، فتقابل معها واصطحبها إلى إحدى الشقق السكنية بدائرة قسم شرطة المعادي، وأوهمها بتلبية رغبتها حتى وصل إلى العقار الذي شهد اغتصاب الضحية، وصعدت 'أمل' صاحبة الـ27 عاما، وما إن دخلت إلى إحدى الشقق السكنية حتى أمسك بها الجاني وأدخلها إحدى الغرف وخلع ملابسها عنوة وصورها بواسطة هاتفه الخلوي، وهي تقول: 'أنت هتعمل إيه؟ حرام عليك'، وبعدها اغتصبها الذئبان البشريان وسرقا نقودها التي كانت بحقيبتها كرها عنها، قبل أن ينقذها أحد الجيران.

بجسم منهك ودموع تغسل جبينها تفيض من عينيها، خرجت الفتاة، تلملم، ملابسها، خوفا من افتضاح أمرها، لتتجه إلى قسم شرطة المعادي، في التاسعة صباحا، حيث بدت الأجواء هادئة داخل أروقة قسم الشرطة، لتحرر لفتاة محضرا بتعرضها للخطف والاغتصاب على يد 'مجدي .م.ع' يبلغ من العمر 46 عاما، (موظف)، و'محمود. م' يبلغ من العمر 24 عاما، (سائق).

وبالبحث تمكن من ضبط المتهمين وبحوزة الأول هاتف خلوى، وبفحصه تبين وجود صور ومقاطع مرئية للمجني عليها ومواجهة المتهمان أقر بارتكابهما للواقعة، وخضعوا للتحقيق أمام نيابة جنوب القاهرة في القضية التي قيدت برقم 15406 لسنة 2020 جنايات المعادي، التي أمرت بإحالتهم إلى محكمة جنايات القاهرة لمحاكمتهما بتهمتي الخطف وهتك عرضها.

قبل سنوات.. حي المعادي بين التفاني

يقف 'عم علاء'، أمام عمارة شاهقة، يوجه أنظارنا إلى الشارع المزدحم، قبل أن يصرخ منتقدا أصوات السيارات 'كلاكسات' والفوضى التي عمت بسبب 'المتسولون' القائمين بشوارع الحي.

عشرات المواطنين يترددون يوميا ذهابا وإيابا على الحي، يتذكر الرجل الذي تجاوز العقد السابع من العمر الشارع الذى كان هادئا قبل 45 عاما، وأصبح يمر به آلاف المواطنين يوميا، قبل أن يبدأ في المقارنة بين وضع عندما كان يبلغ من العمر 20 سنة ويعمل سمسارا، وبين ما هي عليه الآن.

مع بداية التسعينات ازداد عدد سكان الحي بشكل ملحوظ، وتغيرت الملامح لتحل محل الفيلل عمارات، وتحول الحي الراقي الذى لا يحتوي على أي معالم أثرية وتاريخية، إلى مكان رائد في مجال المحالات التجارية والمطاعم، حيث يضم أكثر من 200 متجر، وفق ما أكد 'عم محمد'.

ولا يكاد 'عم علاء' يكمل جملة، حتى يتداخل معه 'عم محمد' الذي كان يعمل حارسا لإحدى العقارات: 'الحي كان هادئ معظم مبانيها قديما كانت فيلات، وكان ينتشر بشوارعها عساكر الدرك والخفراء'.

بين الحين والآخر يستغيث سكان المنطقة من ترويع بعض الخارجين عن القانون، تارة بالسرقة، ومحاولة اغتصاب تارة أخرى، وبحسب ما قاله 'أبو عبده'، صاحب الـ33 عاما، يعمل في إحدي محلات البقالة بالشارع: 'منذ عدة سنوات، كان شارع 9 من أرقي أحياء المنطقة، الأمر الذي جعل الجميع يقصده من حين لآخر، وتميز بأصحاب الطبقة الراقية'، لكنها سرعان ما استطرد حديثه السابق قائلا: 'تحول لبؤرة إجرامية شهد أبشع الجرائم.

ويتابع: 'منذ شهور قليلة، تعرضت إحدى سيدات الحي للخطف من قبل خارجي القانون، لكن سرعان ما أنقذه الأهالي، إلا أن الأمر أفزع كل السكان، مشيرا إلى أن عمليات السرقة تزداد خاصة بعد الانفلات وانتشار متسولين فى الشارع؛ الأمر الذي يقدر بنسبة 75%.

وأضاف 'محمد.أ' الشاب العشريني، كان يقف بجانب الطريق المؤدي إلى شارع 9: 'منذ خمس سنوات عاصرت أسوأ وأبشع جرائم القتل في الشارع، وجريمة أخرى جمعت بين شاب وعجوز علاقة شاذة لينتهي بهما المطاف ويفضح أمرهما بين المارة، ليكمل أحد شباب ساكني الحي، أن الحي امتلأ بالمشردين والمتسولين الأمر الذي جعل حالة من الانفلات تعم الشارع، وقال: 'بعد الازدحام والجرائم التي شهدها الشارع، باتت السياحة في حالة انهيار تام، الذي تحول من مكان سياحي إلى مكان للمشردين وخوفنا بيزيد يوم بعد يوم وخصوصا بعد وفاة مريم'.

وكان قد مر عدة ساعات على واقعة سرقة وسحل مريم محمد علي، المعروفة إعلامية بـ'فتاة المعادي'، بعد سحلها على يد مسجلين خطر خلال سرقة حقيبتها، وتمكن رجال مباحث القاهرة من إلقاء القبض على المتهمين، وتبين أن المسروقات عبارة عن حقيبة يدها تحوي أدوات مكياج وحافظة جلدية بها أوراق المتوفاة وملابس رياضية وعثر بجوارها على هاتفها المحمول.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً