«الإرهاب ومطرقة القضاء».. رحلة تنظيم «أجناد مصر» من مخطط "التفجير عن بعد" حتى الإعدام (الحلقة الثانية عشرة)

إحدى تفجيرات أجناد مصر
إحدى تفجيرات أجناد مصر

يوما تلو الآخر يقتص القضاء المصري من الخونة والارهابيين الذين يخططون ليل نهار للنيل من هيبة الدولة وإظهارها في مظهر الضعيف، ويخططون لاغتيال رجال الشرطة والقوات المسلحة، انتقاما لما يصفوه بمجزرة رابعة العدوية، ودائما ما يشير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ثقته في القضاء المصري للقصاص من قتلة أبناء هذا الوطن الذي يضحي بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على مقدراته وأمنه وسلامة أراضيه.

تستعرض «أهل مصر» عبر حلقات تنشر على موقعها الإلكتروني، عددا من قضايا الإرهاب الصادر فيها أحكاما بالإدانة بحق رؤوس الشر.

خلال حلقة اليوم، نناقش قضية تنظيم «أجناد مصر»، والتي أُدين فيها13 متهمًا بحكم بات بالإعدام و17 آخرين بالسجن المؤبد، والسجن 15 عاما لاثنين آخرين، والسجن 5 سنوات لـ7 متهمين، على خلفية الإتهامات الموجهة إليهم بالإنضمام لتنظيم إرهابي مسلح، وقتل عدد من رجال الشرطة والقوات المسلحة، وزرع عبوات ناسفة في منشآت حيوية هامة، فضلا عن الدعوة لتغيير نظام الحكم بالقوة.

تفجير 7 كمائن

نسبت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتهمين في القضية أنهم في 2013، أنشأوا جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة، وتأسيس جماعة 'أجناد مصر' التي تدعو إلى تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، والسلطات العامة من ممارسة أعمالها.

وساقت التحقيقات إليهم تفجير كمين جامعة القاهرة وتفجير آخر في محيط محطة مترو البحوث، والشروع في اغتيال العميد يحيي عبد الله سليمان، عميد شرطة بقطاع أكتوبر للأمن المركزي والقوة المرافقة له عن طريق تفجير عبوة ناسفة بكمين الطالبية.

ووجهت النيابة إلى أعضاء التنظيم ارتكاب جريمة مقتل العميد طارق المرجاوي، مدير مباحث قطاع غرب الجيزة أمام جامعة القاهرة، وإصابة رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة وعدد من أفراد الشرطة، إلى جانب قتل عدد من قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط جامعة القاهرة.

همام محمد أحمد عطية 36 عاما، أحد مؤسسي التنظيم الإرهابي، من مواليد القاهرة في شارع الشيخ أحمد بدري بمنطقة المرج، سافر مع الده إلى فرنسا في سن 18 وعمل معه طباخا، وهناك التقي بأحد أتباع تنظيم القاعدة الذي أقنعه بالسفر إلى أفغانستان.

تلقي «همام» تدريبات عسكرية في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات، وذهب إلى العراق سنة 2011، وعمل هناك خبير في المتفجرات مع تنظيم داعش، ثم استغل فترة الفراغ الأمني في مصر عقب أحداث ثورة 25 يناير، وقرر العودة إلى القاهرة جددا.

أصبح همام بعد عودته إلى مصر، المسؤول عن تصنيع والاشراف على المتفجرات التي استخدمتها جماعة أنصار بيت المقدس في كل عملياته الانتحارية ضد رجال الجيش والشرطة، ثم انشق همام هو العشماوي، والضابط المفصول عصام رامى عن التنظيم وأسس كلا منهما تنظيم منفصل.

وفي ديسمبر من 2013، أسس همام 'أجناد مصر'، وكانت أول عملياته الإرهابية تفجير قسم شرطة الطالبية، ومحطة مترو البحوث، إذ تولى مهمة جمع عدد من الشباب لتدريبهم على كيفية صناعة العبوات الناسفة في إحدى الشقق المفروشة بمنطقة فيصل.

وتحدثت التحقيقات عن مسئولية المتهمين في التنظيم الإرهابي عن استهداف أفراد تأمين سفارة الكونغو بعبوات ناسفة وإطلاق الرصاص عليهم، ما أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة.

نيابة أمن الدولة العليا وجهت إلى أعضاء 'أجناد مصر' ارتكاب جرائم الانضمام لجماعة أسست بالمخالفة لأحكام القانون، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة، ومواد مفرقعة، وارتكاب جريمتى القتل والشروع فيه وترويع الآمنين وتهديد الأمن والسلم العام، والتخطيط لقلب نظام الحكم واستهداف رجال الجيش والشرطة والقضاء، وحيازة منشورات للجماعات التكفيرية.

وشرع المتهمون في قتل المجني عليه عبد الرءوف الصيرفي، لواء شرطة، نائب مدير أمن الجيزة لقطاع الغرب، بنفس مكان الحادث، وقاموا بإخفاء العبوات الناسفة بالقرب من أماكن تمركز قوات الأمن المنتشرة بمحيط جامعة القاهرة.

'خربوا عمدا مباني وأملاكا عامة مخصصة لمصالح الحكومية، عن طريق تفجيرها باستخدام عبوات ناسفة'، تحدث أمر الإحالة مشيرا إلى أن المتهمين المحكوم عليهم خربوا نقطتي الشرطة الكائنتين بمحيطها وإحدى السيارات المملوكة لوزارة الداخلية وقد ارتكبت الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي، بقصد إحداث الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى.

كما ساق أمر الإحالة إلى المحكوم عليهم أنهم استعملوا المفرقعات من خلال تفجير ثلاثة عبوات ناسفة بمحيط جامعة القاهرة فأحدث الانفجار ضررا بأموال ثابتة ومنقولة بالمنطقة بالكامل، كما أنهم أتلفوا عمدا أموالا منقولة بأن فجروا العبوة الناسفة فأحدث الانفجار تلفيات بالسيارة المملوكة للمجني عليه حسن حسنين الصبان، وقد ارتكبت تلك الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي.

تداولت القضية على مدار أكثر من 83 جلسة في 3 سنوات وشهرين، استمعت خلالها المحكمة إلى 126 شاهد إثبات، ومرافعة النيابة ودفاع المتهمين.

فضت المحكمة أحراز القضية في جلسة 16 نوفمبر 2015، وكانت عبارة عن 4 مقاطع فيديو تشمل تمثيل المتهم لجرائم زرع العبوات الناسفة بمحيط جامعة القاهرة ودار القضاء وجامعة حلوان، وملف وورد يظهر كيفية إعداد المتفجرات.

وفي جلسة 9 أكتوبر 2016، قال شاهد الإثبات 'كنت رايح اشتري لبس من وسط البلد، وروحت أشرب عصير قصب بمحل مجاور لدار القضاء، ونجوت من الانفجار، وبعدها لقيت رجلي بتنزف'، فيما أوضح شاهد الإثبات، ويعمل أمين شرطة في جلسة 7 نوفمبر 2016، إنه وخلال 'انفجار قصر القبة' كان يمر على الخدمات مع العقيد إبراهيم القاضي، وأثناء المرور أمام باب ١ بالقصر، وقع الانفجار وسقط العقيد على الأرض، وتابع 'فقدت الوعي وتم بتر ساقي اليمنى وأصبت بشظايا في الصدر'.

ترافعت النيابة بجلسة 2 مارس 2017، وهى الجلسة التي شهدت طرد المحكمة للمتهمين من الجلسة لسبّهم ممثل النيابة العامة، بعد وصفه لهم بأنهم ضلوا الطريق وظنوا أن طريق الجنة يأتي من سفك الدماء، كما وصفهم بأنهم 'أجناد الشيطان'.

بتاريخ 7 من ديسمبر 2017، قضت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار معتز خفاجي، بإعدام 13 متهمًا وعاقبت 17 آخرين بالسجن المؤبد، والسجن 15 عاما لمتهمين اثنين، والسجن 5 سنوات لـ7 متهمين، والبراءة لـ 5 آخرين.

قبل انتهاء 60 يومًا (وهى المدة القانونية للطعن على أي حكم جنائي)، تقدم المتهمون بطعون على حكم الجنايات، إلا أن محكمة النقض، رفضت الطعون المقدمة وقضت بتأييد الأحكام الصادرة ضدهم، لإدانتهم بالاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتولي زعامة ما عُرف بإسم 'أجناد مصر' والتي تدعو إلى تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
مهرجان اعتزال خالد حسين| الزمالك يسقط أمام النصر الليبي بهدفين لهدف