يوما تلو الآخر يقتص القضاء المصري من الخونة والارهابيين الذين يخططون ليل نهار للنيل من هيبة الدولة وإظهارها في مظهر الضعيف، ويخططون لاغتيال رجال الشرطة والقوات المسلحة، انتقاما لما يصفوه بمجزرة رابعة العدوية، ودائما ما يشير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ثقته في القضاء المصري للقصاص من قتلة أبناء هذا الوطن الذي يضحي بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على مقدراته وأمنه وسلامة أراضيه.
تستعرض «أهل مصر» عبر حلقات تنشر على موقعها الإلكتروني، عددا من قضايا الإرهاب الصادر فيها أحكاما بالإدانة بحق رؤوس الشر.
خلال حلقة اليوم، نناقش قضية «مذبحة كمين الفرافرة» التي استشهد خلالها 15 من ضباط وجنود قوات حرس الحدود بمحافظة الوادي الجديد، لتنتهي المحكمة العسكرية بإعدام الجناة المتورطين فيها.
نفذ مجموعة من الجناة الحادث الإرهابي الخسيس في 19 يوليو 2014، بحق رجال كمين حرس الحدود التابع للكتيبة رقم 14 بمنطقة 'الدهوس' بالوادي الجديد، وتسبب الحادث في ضجة كبيرة لسهولة اصطياد الجنود بهذه السهولة، أثناء تواجد أفراد الكمين بالكيلو 100 بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية.
حملت لوحة شرف شهداء كمين الفرافرة أسماء كل من النقيب الشهيد محمد درويش يونس، والملازم أول محمد إمام مصطفى، والمساعد أول أشرف كامل الهادى، كما ضمت من المجندين مصطفى شوقى عبد به، ومحمود سلامة عبد العال، ومحمود راغب عبد الوهاب، ومحمد مصطفى جودة، ومحمد مجدى سيد، ومحمد عبد النعيم فهيم.
كما استشهد فى الهجوم الإرهابي المجندين محمد عبد الديم ضوى، وعدنان خلاف خليفة، وعبد الرازق أحمد محمد، وخالد طارق مصطفى، وبطرس صابر عيسى، وأندرو ألبير نادر، وإلهامي عياد حبيب، وإسماعيل حامد ثابت، وإسلام عبد المنعم بدر، وأحمد محمد عبد الحميد، وأحمد محمد مرعي، وأحمد عبد الحميد هاشم، ومينا رسمي شاكر.
ذكرت نتائج التحقيقات في الحادث الإرهابى الذى استهدف نقطة حرس الحدود بالوادى الجديد أن الهجوم تم بواسطة مجموعة إرهابية تتكون من عدد (20) فردًا يستقلون عدد (4) عربات دفع رباعي، إحداها تحمل براميل بها مواد شديدة الانفجار، ومسلحين بأسلحة متطورة (بنادق قناصة - رشاشات كلاشينكوف - بنادق آلية) وقواذف RBJ وقنابل يدوية، تعامل معها الجنود البواسل عند اقترابها من النقطة من عدة جهات ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من تلك العناصر الإرهابية.
في الأول من يونيو 2014 سبق أن تم الهجوم على نفس الكمين ما أدي إلي مصرع ضابط جيش و5 مجندين ردا على قيام قوات الجيش بضبط أربعة مهربين من محافظة مطروح وبحوزتهم 12 ألف كرتوتة سجائر مسرطنة مجهولة المصدر وثلاث سيارات دفع رباعى.
وشرحت مصادر عسكرية، فى أعقاب الحادث، تفاصيله، موضحةً أن 15 مجندا قتلوا برصاص مسلحين مجهولين في منطقة الفرافرة البحرية، واعتبرت هذا الهجوم جديد من نوعه من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة في الهجوم حيث استخدم المسلحون أسلحة ثقيلة (ار. بي .جي) وجرينوف.
وأوضحت أن المهربين استدرجوا دورية عسكرية إلى منطقة جبلية وعرة، وفتحوا النار على الجنود، مشيرة إلى أن الجيش دفع بقوات من الصاعقة والمظلات، واستعان بطائرات «الشنوك» وطائرة بدون طيار، لتمشيط المنطقة وضبط الجناة.
ونوهت المصادر فى تصريحاتها إلى أن مجموعة مسلحة أخرى كانت تنتظر الجنود، أطلقت النار عليهم بغزارة، ما أدى لاستشهاد عناصر الدورية الستة، وهم الملازم احتياط أحمد محمد كامل، والمجندون إسلام رشاد زكى، ومايكل ناجح وليم، ومحمود سالم محمد، وعامر رمضان محمد، وإبراهيم محمد عبدالباقى.
المجند 'مايكل' أحد الناجين من الحادث الخسيس، قال في تصريحات صحفية له إنه فوجئ وعناصر الكمين معه بهجوم مفاجئ في الثانية ظهرًا لسيارات دفع رباعي محملة بأسلحة ثقيلة، واتجهت سيارتان لخلف الكمين، وسيارتان لأمام الكمين، وأخرى كانت مفخخة، وبينما كان هو في واجهة تأمين الكمين، انهالت من حوله طلقات الرصاص بكثافة.
يقول 'مايكل' إن زملائه ظلوا يقاتلون بكامل طاقتهم، ولكن استشهد الضابط محمد إمام في مخزن السلاح، وجاء النقيب محمد درويش بجواره لدعمه في مواجهة العناصر الإرهابية في واجهة الكمين الأمامية، ولكن استشهد هو الآخر بطلقة في الدماغ، وأصيب مايكل بطلقة في القدم اليمنى وظل صامدًا يدافع عن الكمين، حسب تعبيره.
ورغم تلقيهم وابلا من الرصاص من كل ناحية، لم يترك 'مايكل' وزملاؤه الأحياء مكان الكمين، لحماية جثث الشهداء لحين وصول قوات الدعم إليهم.
وسرد موضحا أن النقيب محمد درويش بعد استشهاده بطلقة قناصة في الدماغ و'من كتر ضرب الرصاص، ولعت نار في الأرض، كانت هتمسك في هدومه، جريت جبت جردل مياه من جوا ودلقت المياه عليه عشان النار متشوهش جثته، عمرنا ما بنسيب الجثث بتاعتنا تتبهدل'.
أثناء محاولاته لاستهداف العناصر الإرهابية، وهو زاحف على الأرض بعد إصابته في قدمه اليمنى بعدة طلقات، فوجئ 'مايكل' بأحد الإرهابيين في وجهه فأصابه بطلقة في يده، قبل أن يصوب المجند سلاحه نحو الإرهابي ليسقطه قتيلًا على الأرض، 'مبقتش قادر أكمل ضرب بعدها لإن إيدي ورجلي اتصابوا، وقعدت على الأرض لحد ما الدعم وصل لينا'.
9 طلقات أصابت جسد 'مايكل' ما بين القدم اليمنى واليد بخلاف الشظايا في الرأس والجسد، نجا منها من الموت بمعجزة، حسب وصفه، قضى بعدها 6 أشهر كاملة في تلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية لإخراج الطلقات وإصلاح عظام القدم واليد.
باشرت نيابة أمن الدولة العليا والنيابة العسكرية تحقيقاتها في الحادث، وأمرت بإحالة المتهمين ومن بينهم الضابط الهارب وقتها - هشام عشماوي - إلى القضاء العسكري.
في 27 ديسمبر 2017، أصدرت المحكمة العسكرية حكما بإعدام 14 متهما، لإدانتهم بارتكاب 17 واقعة عنف، من بينها 'مذبحة كمين الفرافرة'.
حكم الإعدام الذي أصدره القضاء العسكري، أنهى ملف قضية «مذبحة الفرافرة»، بعد مرور 41 شهراً بالتمام والكمال على وقوع الحادث الإرهابي والتحقيق فيه.
المحكمة العسكرية قضت كذلك فى ذات القضية بالسجن بأحكام تتراوح ما بين 3 سنوات والمؤبد (25 عامًا) لـ 81 آخرين (24 حضوريًا والباقي غيابيًا)، لإدانتهم بجرائم القتل العمد، وتفجير منشآت شرطية ودبلوماسية، ومحاولة تفجير قصر الاتحادية الرئاسي خلال عامي 2014 و2015.