حكم نهائي وبات أصدرته محكمة النقض، اليوم الاثنين، بتأييد أحكام الإعدام الصادرة من محكمة الجنايات، لـ 12 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وهم صفوت حجازى، محمد البلتاجي، أسامة ياسين، ومفتي الجماعة عبد الرحمن البر، أحمد عارف، إيهاب وجدي محمد، ومحمد عبد الحى، عبد العظيم ابراهيم، مصطفى عبد الحى الفرماوي، أحمد فاروق كامل، وهيثم السيد العربى، محمد محمود زناتي، وذلك لإدانتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ «فض اعتصام رابعة».
تضمن الحكم الصادر على تخفيف عقوبة 31 متهما من الإعدام إلى السجن المؤبد، وتأييد أحكام الإدانة بالنسبة لباقي المتهمين.
تستعرض «أهل مصر» أبرز المحطات التي مرت بها قضية فض اعتصام رابعة العدوية، بداية من قرار إحالة قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى محكمة الجنايات حتى الحكم الصادر اليوم من محكمة النقض.
فضت قوات الأمن اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، بعد اعتصام استمر 47 يومًا، اعتراضًا على عزل الرئيس الأسبق المتوفي محمد مرسي في يوليو 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، وأسفر فض الاعتصام عن مقتل 615 شخصًا بينهم 8 من قوات الأمن، بحسب ما أعلنته لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس السابق عدلي منصور.
إحالة للجنايات
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات في أغسطس 2015، وأكدت التحريات أن محمد مرسي اتفق مع قيادات التنظيم الإخواني من أعضاء مكتب الإرشاد وبعض كوادر التنظيم على إجهاض الدعوات للتظاهر ضد سياسته، من خلال حشد عناصر التنظيم بالقاهرة والمحافظات لإحكام سيطرتهم على الميادين المعلن التظاهر بها من قبل جمهور المواطنين والقوى المعارضة، والتظاهر بها للحيلولة دون نجاح تلك الدعوات من قبل القوى المعارضة، وتمويلهم والإنفاق عليهم من وسائل إعاشة ونقل، وتمويلهم بالأسلحة النارية والخرطوش لإجهاض ثورة الـ 30 من يوليو.
نسبت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم التجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية، قطع الطرق، تقييد حرية الناس في التنقل، القتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، الشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل، وتعريض حياتهم وحرياتهم وأمنهم للخطر، وارتكاب جرائم الاعتداء على أشخاص وأموال من يرتاد محيط تجمهرهم أو يخترقه من المعارضين؛ لانتمائهم السياسي وأفكارهم ومعتقداتهم، وتقييد حركة المواطنين وحرمانهم من حرية النقل والتأثير على السلطات العامة في أعمالها بهدف مناهضة ثورة 30 يونيو وتغيير خارطة الطريق التي أجمع الشعب المصري عليها وقلب وتغيير النظم الأساسية للدولة وقلب نظام الحكومة المقررة لعودة محمد مرسي.
بلغ عدد المتهمين بالقضية، 739 متهماً، بينهم عددًا من كبار قيادات الجماعة من بينهم، عصام العريان، محمد البلتاجي، عبد الرحمن البر، صفوت حجازي، أسامة ياسين، طارق الزمر، باسم عودة، وجدي غنيم، عاصم عبد الماجد، عصام سلطان.
في 21 ديسمبر 2015،عقدت أولى جلسات محاكمة المتهمين، وأمرت المحكمة برئاسة المستشار حسن فريد، بتجهيز وتوسعة قفص الإتهام بقاعة المحكمة لكى تستوعب أعداد المتهمين فى القضية، وسمحت بخروج محمد البلتاجي من محبسه في جلسة 8 أكتوبر 2016، وقال زاعما:' الأحكام التى تصدر في هذه القضايا مسيسة'، ليرد رئيس المحكمة قائلا :' لا تتحدث فى السياسة هنا'، وسألت المحكمة محمد البلتاجي، عن مقطع الفيديو الذي تحدث خلاله عن أعمال العنف في سيناء، فأشار إلى أنه تحدث عن قضية سياسية، والخصومة حولوها لقضية جنائية، لافتا إلى أنه لم يقدم أحد ضده أي بلاغ بشأن الأحداث التي تقع في سيناء.
مرافعة النيابة العامة
ذكر ممثل النيابة في القضية أن قطاع الأمن الوطني قدم نحو 50 أسطوانة توثق أحداث العنف بالقضية، وتؤكد تحريض قيادات جماعة الإخوان على أعمال الشغب والعنف، وأضاف أن هناك مقاطع فيديو للمتهمين ظهر فيها عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أثناء إلقائه بعض العبارات التحريضية، ومقطع لـ'البلتاجى' يؤكد فيه على عدم الرحيل واستكمال الاعتصام، وكلمة صفوت حجازى الشهيرة: 'اللى هيرش مرسي بالمية هنرشه بالنار'، ومقطع صوتى لـ'مرسى' يوضح فيه التمسك بما أسماه 'الشرعية'.
فض أحراز القضية
في جلسة 10 مايو 2016 بدأت أولى جلسات فض الأحراز، وعرضت المحكمة فيديوهات تظهر إطلاق المعتصمين النار على الشرطة، وعرضت أيضا فيديو يظهر لقطات من حلف محمد مرسى اليمن، ولقطات من رقص عناصر الإخوان بميدان رابعة على أغانى حركة حماس، كما عرضت لقطات بتهديد عناصر الإخوان بالقيام بأحداث عنف حال عدم عودة 'مرسى' للحكم، وأخري تظهر قيام المعتصمين بالاستيلاء على سيارات تابعة للتليفزيون المصرى.
في جلسة 7 أكتوبر 2017، استمعت المحكمة لأقوال 3 لواءات فى جلسة سرية، وهم اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة الأسبق، واللواء علاء الدين بشندى، واللواء طارق محمود، كما قال شاهد الإثبات أحمد محمد، إنه لم يستطيع الحركة إلى شقته القاطنة بميدان رابعة بسبب المعتصمين، وأكد أن المعتصمين هم من أطلقوا النار على قوات الفض.
فاكهة وحلويات وعصائر داخل القفص
فى الجلسة المنعقدة بتاريخ 24 أكتوبر 2017، قال اللواء أشرف عبد الله مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى إبان الأحداث إن الفض بدء باستخدام مكبرات الصوت ومطالبة المعتصمين بفض الاعتصام، ثم استخدام الغاز وخراطيم المياه، وبعدها تم استخدام الذخيرة الحية مع مجموعة مسلحة أطلقت النار على القوات من عمارة تحت الإنشاء بشارع الطيران.
شهدت جلسة 12 أغسطس 2017، تناول المتهمين بالقفص قبل بدء الجلسة عصائر وحلويات وفاكهة، كما قام قيادات جماعة الإخوان المحبوسين بتوزيع العصائر والحلويات والفواكه فيما بينهم، وبجلسة 7 فبراير 2017، قام بإطعام محمد بديع شرائح الخيار داخل القفص أثناء الجلسة.
في 8 سبتمبر 2018، قضتمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في طرة، برئاسة المستشار حسن فريد، حضوريا وغيابيا، بإعدام قيادات جماعة الإخوان عصام العريان ومحمد البلتاجي وعاصم عبدالماجد وصفوت حجازي، و71 متهمًا آخرين، والمؤبد لـ47 متهمًا، والسجن المشدد 15 سنة لـ374 متهمًا، والسجن المشدد 10 سنوات لأسامة ابن الرئيس الأسبق محمد مرسي، والسجن 10 سنوات لـ22 متهمًا حدث، والسجن المشدد 5 سنوات لـ215 متهمًا منهم الصحفي محمود شوكان، وانقضاء الدعوى بالوفاة لـ5 متهمين.
جولة النقض وإسدال الستار على القضية
تقدم المتهمون بطعن على الحكم الصادر ضدهمخ، وقررت محكمة النقض برئاسة المستشار إيهاب السيد عبدالمطلب عثمان، خلال الجلسة الأخيرة، مد أجل الحكم في طعن 320 متهمًا بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ«فض اعتصام رابعة العدوية»، على أحكام الإعدام والسجن الصادرة بحقهم، إلى جلسة اليوم الاثنين، والتي انتهت بحكمها المتقدم.